التربية : حرص مستمر على تقديم الخدمات التعليمية الملائمة لذوي الإعاقة في المدارس الحكومية
أكّدت وزارة التربية والتعليم أنّ مملكة البحرين تتمتع بتجربة مميزة في تقديم الخدمات التعليمية الملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام والطلبة ذوي الإعاقة بشكل خاص في المدارس الحكومية، تجسيداً لما ينص عليه دستور مملكة البحرين من كفالة الخدمات التعليمية لجميع الفئات، وما أشار إليه قانون التعليم من وجوب إتاحة الفرص التعليمية لكل فرد، لتنمية استعداداته وقدراته ومهاراته، لتحقيق ذاته وتطوير حياته ومجتمعه.
جاء ذلك تزامناً مع الاحتفال باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة، والذي يوافق الثالث من ديسمبر، حيث أشارت وزارة التربية والتعليم إلى أنها تحرص على الاستمرار في تقديم الخدمات التعليمية وفق برامج خاصة لذوي الإعاقة، من قبل معلمين مختصين لمختلف الفئات، بما في ذلك برنامج دمج الطلبة ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة ومتلازمة داون، والذي انطلق في العام الدراسي 2001/2002، ويستهدف القابلين للتعلم من الفئة المذكورة، ممن يتراوح معدل ذكائهم ما بين 50 إلى 70 وفق اختبار الذكاء، ويتم تدريسهم المواد الأكاديمية في صف خاص بهم في المدرسة العادية، ويتم دمجهم مع أقرانهم في حصص الأنشطة مثل الرياضة، والموسيقى، والرسم، والتصميم والتقانة، والمجالات، والحاسوب.
وتابعت بأنه يتم لفئة الإعاقة الذهنية البسيطة ومتلازمة داون تطبيق برنامج التنمية الشاملة للطفولة المبكرة (بورتاج)، ومقياس السلوك التكيفي للمهارات الاجتماعية، مع منهج تربوي تعليمي تأهيلي خاص بهم، ينمي مهاراتهم الأساسية في المجالات التربوية والتعليمية والتأهيلية، ويساعدهم على الوصول إلى أقصى درجة من التفاعل والمشاركة مع المجتمع المدرسي والعائلي والخارجي، إضافةً إلى إشراكهم في المشروع الزراعي “بذرة عطاء”.
كما أولت الوزارة اهتماماً خاصاً بذوي الإعاقة الجسدية، حيث يتم تقديم خدمات التوجيه الدراسي والإرشاد النفسي للطلبة ذوي الإعاقة الحركية، ومساعدتهم على التوافق مع المحيط الذي يعيشون فيه، إذ بدأت الوزارة بدمج هذه الفئة بمدارسها منذ العام 1979م. ويهدف هذا البرنامج إلى توعية الطلبة بالمدارس الحكومية بمفهوم الإعاقة الجسدية، مع تهيئة البنى التحتية للبيئة المدرسية التي يقضي الطالب معظم يومه فيها.
وعلى صعيد رعاية الطلبة المكفوفين وغيرهم من ذوي الإعاقة البصرية، بينت الوزارة بأنها تقدم لهم الخدمات اللازمة، مثل توفير الأجهزة والمعينات المساندة (آلة بيركنز، برينتو، الحاسب الآلي مزود بالبرنامج الناطق)، وتزويد المدارس باللوحات الإرشادية الخاصة بالطلبة المكفوفين، وإنشاء مسارات أرضية للطلبة المكفوفين في مدارسهم، وذلك لتهيئة البيئة الصحية والتعليمية المحفزة على التعلم، وتوفير المواد التعليمية الخاصة بضعاف البصر مثل طباعة الكتب بخط كبير غامق، ووضع الطلبة في لجان خاصة أثناء فترة الامتحانات.
وذكرت الوزارة أنها تهتم أيضاً بدمج ذوي الإعاقة السمعية، ممن زرعت لهم القوقعة الإلكترونية، وضعاف السمع البسيط والمتوسط بجميع المراحل الدراسية، حيث تتلقى هذه الفئة الخدمات المساندة ومن أهمها توفير الأجهزة والمعينات المساندة (السماعات الرقمية)، ووضع الطلبة في لجان خاصة أثناء فترة الامتحانات، وتحويل نص الاستماع إلى نص قرائي، بالإضافة إلى تطبيق برنامج النطق واللغة منذ العام الدراسي 20112012، حيث تم تعيين معلمي نطق ولغة موزعين على المدارس الحكومية التي بها طلبة يعانون من اضطرابات النطق والكلام.
من جانبٍ آخر، أوضحت أنه تم البدء في دمج الطلبة ذوي اضطراب التوحد بالمدارس في العام الدراسي 2010/2011، ولا زال التوسع مستمراً حتى العام الدراسي الحالي وفقاً لخطط التوسع في البرنامج مستقبلاً، حيث يتم تدرسيهم في صف خاص بهم في المدرسة العادية، ويدمجون مع أقرانهم العاديين في حصص الأنشطة مثل الرياضة، والموسيقى، والرسم، والتصميم والتقانة، والحاسوب، ويقوم برنامج دمج الطلبة ذوي اضطراب التوحد على تقديم برنامج تحليل السلوك التطبيقي ABA الذي يهدف لتأهيلهم لعملية الدمج الكلي ولعلاج المشكلات السلوكية لديهم، وبرنامج التواصل (بيكس) الهادف لمساعدة الطالب على المبادرة بالتواصل الاجتماعي، وبرنامج (تيتش) الذي يعتمد على تنظيم البيئة الصفية واستعمال الجداول المصورة بهدف تنظيم الوقت لنشاطات مختلفة، وبرنامج التنمية الشاملة للطفولة المبكرة (بورتاج)، بالإضافة لإشراكهم في المشروع الزراعي في المؤسسة المدرسية، والذي يهدف لإتاحة الفرصة لهؤلاء الطلبة لمزيد من الدمج الكلي في الأنشطة والفعاليات والبرامج مع الطلبة في المدرسة، من خلال مشروع تربوي وتعليمي متكامل ينفذ في المساحات الخضراء المدرسية.