التفرد كصانع محتوى
روان نادر الصباغ
ربما لاحظت عند تصفحك مواقع التواصل الاجتماعي، أن أغلبية صانعي المحتوى هم من فئة الشباب، حيث أصبح رأيهم وصوتهم عالياً وذا أهمية، ومع التطورات التكنولوجية صاروا يتميزون عن غيرهم من الأجيال السابقة في صناعة المحتوى بمختلف الطرق، ولكن الإقبال الكبير على صناعة المحتوى من قبل الشباب خلق مشكلة التكرار والتنافس على التميز والتفرد في هذا المجال الواسع.
صناع المحتوى الآن مرنون في مواضيعهم ويملكون الكثير لتقديمه للمشاهدين، كمشاركة تجاربهم الشخصية ومهاراتهم وخبراتهم لمساعدة المهتمين أو لإشباع فضولهم، وقد يكون بشكل فيديو على اليوتيوب أو بودكاست صوتي وغيرهما من الطرق، كما يوجد العديد من المؤثرين الذين يقدمون إعلانات مميزة وجاذبة للجمهور عبر برامج التواصل الاجتماعي، باستخدام تقنيات وطوابع مختلفة، ولأن هذه الفئة تملك تأثيراً كبيراً، فإنهم يساعدون أيضاً على نشر الثقافات عبر تغطية الفعاليات والاحتفالات الوطنية وإجراء المقابلات وكتابة المقالات وإبداء آرائهم عن المستجدات والأخبار.
صانعو المحتوى الآن مبدعون وذوو أفكار خارجة عن المألوف، ولأنهم من الشباب فإن معظمهم طلاب جامعات يوظفون مهاراتهم الخاصة في طرح المحتوى، مثل التصميم الجرافيكي الذي يُستخدم لصنع واجهات جذابة وة بالمواضيع المعنية، كما أنهم يستغلون خوارزمية برامج التواصل الاجتماعي مثل الإنستغرام للحصول على إحصائيات أفضل أوقات النشر ووصول المنشور إلى الفئة المستهدفة، ولكن على الرغم من إبداع الشباب وطموحاتهم ورغبتهم في المشاركة والمبادرة، إلا أن كثرة الإقبال على هذا المجال خاصةً عند المواضيع الرائجة «الهبّات» سببت مشكلة التكرار والمنافسة الشديدة في من يسرق الضوء ويتفرد بفكرته.
لاحظت من تجربتي الخاصة في الجامعة أني أجد نفسي في منافسة بين الطلبة الآخرين على الخروج بالمشروع الأكثر تميزاً، وقد يكون محبطاً لأن تقارن نفسك بالآخرين حتى تلاحظ أنك تملك طرقك الخاصة في التفرد وترك بصمتك، حيث وظفت مهاراتي في التصميم والرسم في صنع مشاريع ذات طابع جمالي وجذاب ومتسق ليكون محتواي الخاص ذا مظهر واحد مألوف للجمهور.
البحرين مليئة بالشباب المبدع الذي يترك بصمته أينما حل، وقد يكون ذلك سبباً لاحتدام المنافسة، ولكن حتى وإن تكررت الأفكار والمواضيع، إلا أن ما يميزها هو طريقة عرضك للموضوع وتوظيف مهاراتك بذكاء وإبداع كصانع محتوى متميز.