اختتمت هيئة البحرين للثقافة والآثار فعاليات برنامج الأطفال الثقافي في متحف البحرين الوطني، بعد أربعة أسابيع متتالية تميز كل منها بعنوان خاص عكس مضمون الأنشطة: مستكشفو التاريخ، الآثاريّون، الفن والحرف، وكنوز التراث البحريني. واستهدف البرنامج الأطفال من الفئة العمرية بين 9 و12 عامًا، جامعًا بين الورش والجلسات التعليمية، الجولات التعريفية، الأعمال الحرفية، وغيرها من الأنشطة الثقافية التفاعلية.
سلّط برنامج الأطفال الثقافي الضوء على مختلف الجوانب الثقافية التي تجمع بين التاريخ والتراث والآثار، حيث شهدت المواقع المشاركة حراكًا ثقافيًا واسعًا تضمن التعريف بأعمال المتاحف وأقسامها المتنوعة، إلى جانب ممارسة عدد من الصناعات التقليدية التي مارسها الأجداد. كما أخذ الأطفال في رحلة تعليمية وترفيهية إلى عالم الفن والثقافة، ومكنهم من استكشاف الماضي الجميل وما حمله من الألعاب الشعبية، والأمثال والحزاوي. فيما برزت التكنولوجيا كجزء من العمل المتحفي من خلال الورش التعليمية التفاعلية.
وتضمن البرنامج مجموعة واسعة من الورش التفاعلية أبرزها: صمّم وأرسل بطاقتك البريدية، صمّم صندوق البريد، فخّار دلمون التقليدي، مشروع معبد باربار، اصنع فخّار، التصوير الفوتوغرافي مع القطع الأثرية، زيّن حقيبتك مع الفنانة شيماء مراد، مغامرة الألوان المائية للفنانين الصغار مع الفنان إبراهيم الغانم، أطفال مبدعون مع الحرف اليدوية، النساجين الصغار، بالإضافة إلى الطبخ التقليدي مع الشيف بسام العلوي. كما استضافت مواقع ثقافية بارزة جولات تعريفية، منها متحف دائرة البريد، وبيت السلال، ومركز الجسرة للحرف، ومركز الفنون.
وفي إطار حرص الهيئة على ترسيخ الوعي بأهمية صون التراث الأثري، احتوى البرنامج أيضًا على مبادرة المتحفي الصغير التي أطلعت الأطفال على مهام المتخصصين في المتاحف، إلى جانب جلستي مفتشي المواقع الصغار، واستكشف القطع الأثرية، لتعريفهم بعمل فرق التنقيب في المواقع التراثية والأثرية.
وقد ساهم البرنامج في تعزيز الشراكة المجتمعية لمواصلة الحفاظ على التراث البحريني وصونه للأجيال القادمة، بمشاركة مميزة من الأستاذة عائشة السليطي التي قدمت أنشطة حول العادات والتقاليد والألعاب الشعبية، والأستاذة هاجر الفضالة التي عرّفت الأطفال بالأمثال الشعبية بأسلوب مشوق، إلى جانب الحكواتي محمد صالح الذي شارك بسرد قصصي حول الأساطير. كما حظي البرنامج بدعم ومشاركة واسعة من المتطوعين، والحرفيين، والمدربين، والمهتمين بالشأن الثقافي في المملكة.
ويعكس برنامج الأطفال الثقافي التزام هيئة البحرين للثقافة والآثار بتنمية الهوية الوطنية والترويج للمكتسبات الثقافية، إلى جانب الاستثمار في قدرات الأطفال الثقافية والفنية وإثراء حياتهم من خلال التجارب التفاعلية، بما يسهم في بناء علاقة مبكرة بين الطفل والمتحف لترسيخ الوعي الثقافي والانتماء الوطني.