شاركت هيئة البحرين للثقافة والآثار، ممثلة بالشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة رئيس الهيئة، في افتتاح مؤتمر اليونسكو العالمي حول السياسات الثقافية والتنمية المستدامة لعام 2025 “موندياكولت” الذي عقد في برشلونة بإسبانيا، في الفترة من 29 حتى 1 أكتوبر 2025، وذلك بحضور بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني، والسيد إرنستو أوتوني راميريز مساعد المدير العام لمنظمة اليونسكو وممثلين عن 194 دولة عضو في اليونسكو، إلى جانب جمعٍ من القادة ووزراء الثقافة ومنظمات حكومية ودولية ووكالات تابعة للأمم المتحدة، وجمع من الخبراء ومنظمات المجتمع المدني. يهدف المؤتمر لصياغة مقترحات تتمركز في البعد الثقافي باعتباره عصب الهوية والتنمية المستدامة، ووسيلة في ترسيخ قيم الحوار العالمي، ومسار دبلوماسي لترسيم خارطة السياسات الثقافية بين الشعوب.

وبهذه المناسبة استعرض الشيخ خليفة بن أحمد بن عبد الله آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار مداخلته خلال المؤتمر، في تأكيد على موقع الثقافة بوصفها أداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة، وبلوغها على نطاق أوسع، يستلزم تكاتف جميع مؤسسات المجتمع المدني، وأنظمة التعليم، للتصدي لكل العوائق التي تحد من الاستثمار في الثقافة وتنوع الفنون، إلى جانب صون الممتلكات الثقافية التي من شأنها أن تفتح فضاءات تتجاوز حدود المعرفة لكل اللغات والهويات، وتتيح فرص مستدامة للقطاعات الثقافية، ومساراً يحقق السلام العادل من خلال الحوار الدبلوماسي، وتقويض الصراعات والنزاعات بين الدول. كما أشار إلى أن الثقافة المستدامة، تشكل محوراً ونسقاً متكاملاً لكل الأمم، ورافداً للمؤسسات التعليمية والمعرفية.

ويولي المؤتمر اهتماما مكثفاً عالمياً حول الثقافة والذكاء الاصطناعي والثقافة والسلام، لكونه منصة عالمية تستعرض المواقف والحوارات البناءة المدرجة في أجندتها وتؤكد على الالتزام بها، فيما تستند المحاور الرئيسية الستة الأخرى على تحديات واسعة النطاق، وزخماً على المستوى الإقليمي والدولي المتمثلة في الحقوق الثقافية، تليها الثقافة والتحول الرقمي، ودور الثقافة والتعليم، إلى جانب تمكين اقتصاد الثقافة، ومواضيع تتعلق بالثقافة والعمل المناخي، فضلاً عن ذلك قضايا الثقافة والتراث والأزمات.

كما جددت اليونسكو عهدها مع الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على التأكيد بأهمية الثقافة كحق إنساني أساسي لكل الشعوب، وضرورة إدراجها في صلب السياسات العامة لتحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات الراهنة للثقافة، والتغيرات المناخية التي باتت تؤثر على التراث الثقافي المادي وغير المادي بموجب التحولات الرقمية والتكنولوجيا. وحثت اليونسكو على تعزيز جهودها في التعاون وتفعيل الشراكات الدولية لحماية الثقافة ودعم الصناعات الثقافية، وفي السياق ذاته، شددت اليونسكو على إشراك الشباب وتوظيفهم في صياغة السياسات الثقافية في جميع المجالات الإبداعية.

ويعتبر مؤتمر “موندياكولت” منصة عالمية لترسيخ رؤية شاملة لتداول النقاشات المفتوحة بين الحكومات حول السياسات الثقافية، والمتسقة ضمن خطوات تحقق التعاون المستدام بهدف النهوض بالثقافة والتوصل إلى أفق ملموس للتنمية الشاملة على الصعيد العالمي.

or inclusive cultural development worldwide.

شاركها.