سيد حسين القصاب

توقيع برنامجين تنفيذيين في التعليم والبيئة (20222024)

تعاون بحريني مصري في مجالات الوقف والدعوة والفكر

البحرين ضيف شرف في المعرض العام للفنون بالقاهرة (2024)

بحث آليات جديدة للتبادل الطلابي والبحث العلمي (مارس 2024)

الاحتفال باليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية (19722022)

شراكة استراتيجية في التعليم والثقافة بين البلدين

تجسّد العلاقات بين البحرين ومصر نموذجاً متميزاً للتعاون الأكاديمي والثقافي الممتد عبر عقود، فقد صنعت هذه الروابط التاريخية جسوراً من المعرفة أسهمت في بناء الكفاءات البحرينية، وجعلت الجامعات المصرية وجهة رئيسية للطلبة البحرينيين قبل تأسيس جامعة البحرين.

ومع تطور الشراكة بين البلدين، شمل التعاون توقيع برنامجين تنفيذيين في التعليم والبيئة للأعوام 20222024، إلى جانب تعزيز مجالات الوقف والدعوة والفكر، كما شهد عام 2024 حضور البحرين ضيفَ شرف في المعرض العام للفنون بالقاهرة، وبحث آليات جديدة للتبادل الطلابي والبحث العلمي. وتوّجت هذه المسيرة باحتفالات اليوبيل الذهبي للعلاقات الدبلوماسية (19722022)، مؤكدة أن التعاون البحرينيالمصري في التعليم والثقافة يمثل شراكة استراتيجية تصنع المستقبل.

ولطالما ساهمت هذه العلاقات في إعداد أجيال من الكفاءات البحرينية التي تخرجت في الجامعات المصرية، إلى جانب التعاون المتواصل في مجالات التعليم العالي، والبحث العلمي، والثقافة والفنون، والبرامج المشتركة.

ويشكل هذا التعاون امتداداً لعقود طويلة من التواصل، يعكس عمق الروابط الأخوية بين الشعبين الشقيقين، ويعزز الدور المشترك في دعم القضايا العربية والإسلامية.

شهد عام 2022 التوقيع على برنامجين تنفيذيين مهمين، حيث وقّع وزير الخارجية د. عبداللطيف الزياني، مع نظيره المصري سامح شكري، برنامجاً تنفيذياً في مجال التربية والتعليم للعامين 20222023، وبرنامجاً تنفيذياً آخر في مجال حماية البيئة 20222024.

جاء ذلك على هامش زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى مملكة البحرين، في خطوة عكست متانة العلاقات الثنائية ورغبة البلدين في تعزيز التعاون في مجالات التنمية المستدامة.

قبل إنشاء جامعة البحرين، كانت الجامعات المصرية الوجهة الأولى للطلبة البحرينيين، ولا يزال العديد منهم يواصلون دراساتهم العليا في الجامعات المصرية حتى اليوم.

وقد تبوأ كثير من خريجي هذه الجامعات مناصب قيادية في الوزارات والهيئات البحرينية، ما يعكس الدور الكبير لمصر في بناء الكفاءات الوطنية البحرينية.

وتستند هذه العلاقات إلى عوامل ثقافية عميقة تشمل وحدة اللغة والدين والتاريخ المشترك، إلى جانب مواقف سياسية متبادلة تؤكد متانة الروابط بين البلدين.

في 11 أغسطس 2024، استقبل وزير الأوقاف المصري د. أسامة الأزهري، سفيرة مملكة البحرين لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية فوزية زينل، حيث تناول اللقاء بحث الفرص المتاحة لتعزيز التعاون المشترك في مجالات الدعوة والوقف، إلى جانب جهود المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر لنشر الفكر المستنير وتعزيز قيم التعايش بين الحضارات.

وتم التأكيد على العمل المشترك لترسيخ القيم الإسلامية السمحة، والانطلاق نحو برامج عملية فاعلة تخدم البلدين وتدعم الأخوة الكاملة بين الشعبين.

في 10 يونيو 2024، افتتحت وزيرة الثقافة المصرية د. نيفين الكيلاني، فعاليات الدورة الـ44 للمعرض العام بدار الأوبرا المصرية، بمشاركة أكثر من 300 فنان مصري وعربي.

وقد حلّ رئيس المجلس الوطني للفنون بمملكة البحرين الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة ضيفَ شرف لهذه الدورة التي امتدت فعالياتها حتى 31 يوليو 2024، وتخللها ندوات وأنشطة ثقافية متعددة، بما يعكس المكانة المتميزة لمملكة البحرين في الساحة الثقافية العربية، ويبرز اهتمامها بالفن والإبداع كجسر للتواصل الحضاري.

في 11 مارس 2024، التقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر د. أيمن عاشور، السفيرة فوزية بنت زينل، حيث بحث الجانبان آليات زيادة التبادل الطلابي، خاصة في الدراسات العليا والبرامج التدريبية.

كما ناقشا فكرة تنظيم منتدى مشترك للتعاون التعليمي والبحثي، وتوسيع فرص الشراكات بين الجامعات البحرينية والمصرية.

وتم الاتفاق على تطوير التعاون في مجالات البحث العلمي ذات الاهتمام المشترك، بما يلبي احتياجات التنمية في البلدين ويواكب التحديات العالمية مثل التغيرات المناخية.

في 29 ديسمبر 2022، نظمت السفارة المصرية في المنامة، بالتعاون مع جمعية «هذه هي البحرين»، حفلاً فنياً بمناسبة مرور خمسين عاماً على تدشين العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، بالتزامن مع احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية.

وحضر الحفل عدد من كبار المسؤولين البحرينيين والمصريين، إلى جانب أعضاء السلك الدبلوماسي والجالية المصرية في البحرين، في مشهد جسّد عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين الشعبين.

تؤكد هذه المحطات أن العلاقات البحرينيةالمصرية في مجالات التعليم والثقافة ليست مجرد تعاون ثنائي عابر، بل هي شراكة استراتيجية ممتدة تترسخ مع مرور الزمن.

فقد أسهمت في بناء الإنسان البحريني وصناعة الكفاءات الوطنية، ورسخت مكانة البحرين ومصر كحاضنتين للعلم والمعرفة والثقافة.

ومع التحديات التي يشهدها العالم اليوم، تبقى هذه العلاقات نموذجاً يُحتذى به في التضامن العربي، وتفتح آفاقاً رحبة لمستقبل أكثر إشراقاً في مختلف المجالات الأكاديمية والثقافية.

شاركها.