افتتحت الجامعة الخليجية صباح يوم الأحد الموافق 16 نوفمبر 2025 النسخة الثانية من أسبوع الاستدامة، في فندق ذي آرت روتانا بجزر أمواج، بحضور شخصيات رسمية وأكاديمية، وممثلين عن المنظمات الدولية، ووفود من المؤسسات الحكومية والخاصة، إلى جانب نخبة من المتحدثين من الأمم المتحدة، واليونيدو، والجامعات الإقليمية والدولية، وبمشاركة واسعة من الطلبة والكوادر الأكاديمية.

وعبّر رئيس الجامعة الخليجية البروفيسور مهند الفراس، في كلمته خلال الافتتاح، عن اعتزازه بانطلاق النسخة الثانية من أسبوع الاستدامة، مؤكداً أن هذا الحدث أصبح “تقليداً سنوياً راسخاً” يعكس الالتزام العميق للجامعة بتعزيز ثقافة الاستدامة عبر التعليم والبحث والمبادرات المجتمعية.

وقال البروفيسور مهند الفراس “بعد النجاح البارز الذي حققته النسخة الأولى، حرصنا في الجامعة الخليجية على ترسيخ هذا الأسبوع بوصفه حدثاً سنوياً يعكس رؤيتنا طويلة المدى في دعم التنمية المستدامة وتعزيز الوعي البيئي في المجتمع”.

وبدأت مراسم الافتتاح بالنشيد الوطني وتلاوة آيات من القرآن الكريم، قبل أن تلقي السيدة رولا خليل كلمة الافتتاح، مرحّبة بالضيوف والمشاركين، مؤكدة أن تنظيم أسبوع الاستدامة للعام الثاني يأتي في إطار نهج الجامعة الهادف إلى تعزيز الابتكار وترسيخ مبادئ الاستدامة في التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع، وبما ينسجم مع رؤية مملكة البحرين ومرتكزاتها التنموية.

وأشار البروفيسور مهند الفراس إلى أن الاستدامة ليست مجرد فعالية أو مبادرة ظرفية، بل هي ركيزة استراتيجية مدمجة في رؤية ورسالة الجامعة، مؤكداً أن الجامعة كانت من أوائل المؤسسات التعليمية في البحرين التي أسست مركزاً متخصصاً في الاستدامة منذ عام 2016، ممثلاً في مركز صُنّاع التنمية والاستدامة، الذي يواصل جهوده في نشر الوعي بدور الأهداف الأممية وتعزيز الابتكار والعمل المجتمعي.

وأضاف “لقد قمنا بدمج مقررات تعليمية متخصصة في أهداف التنمية المستدامة ضمن متطلبات الجامعة، كما أدرجنا مجموعة من المساقات الة بالاستدامة في البرامج الأكاديمية، مما يعزز قدرة طلبتنا على قيادة مبادرات فاعلة في مجالات البيئة والاقتصاد والمجتمع”.

وأكد أن استضافة هذه الفعالية تأتي انسجاماً مع رؤية البحرين 2030، ومع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي التي ترتكز على الابتكار والشراكات والجودة، مقدماً الشكر لأعضاء اللجنة المنظمة والهيئة الأكاديمية والطلبة الذين “تقف خلفهم طاقات شبابية مستدامة” أسهمت في نجاح الحدث.

وأكد أحمد بن الأسود، مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام بالمنامة، في كلمته خلال الافتتاح، على الحاجة المُلحة لتسريع وتيرة العمل الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي قال إنها ليست على المسار الصحيح، رغم أهمية المنجز، قبل خمس سنوات من أجل 2030.

وشدد بن الأسود على أهمية إصلاح منظومة التمويل الدولية ووضع العمل المناخي صلب العمل التنموي وتسخير التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، لتعزيز الشمولية لا الإقصاء وأهمية إنهاء الصراعات وتعزيز السلام والسلم الدوليين.

وشارك رئيس البرنامج القطري وممثل برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في دول مجلس التعاون الخليجي د. أيمن الحفناوي، في الجلسة الحوارية بعنوان (دعم الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر المبادرات المحلية).

وأكد د. الحفناوي أهمية توحيد الجهود على مستوى البحرين لتعزيز التقدم في مسار التنمية المستدامة، مشيرا إلى الدور المحوري للمبادرات المجتمعية، والمشروعات القائمة على الابتكار والتقنيات الحديثة، والشراكات الاستراتيجية مع الحكومة والجامعات والمؤسسات الوطنية في تعزيز شمولية المدن، وبناء مجتمعات أكثر استدامة.

وألقى خبير ترويج الاستثمار بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) د. أمير أبوبكر كلمة أكد فيها أهمية التكامل بين الابتكار وريادة الأعمال المستدامة، مشيراً إلى أن البحرين تتميز بمبادرات ريادية في هذا المجال.

وأشار د. أمير أبوبكر إلى أن الجامعة الخليجية تُعد شريكاً فاعلاً لليونيدو في نشر ثقافة الابتكار الأخضر، معبراً عن سعادته بالحضور الواسع من الشباب الباحثين عن حلول عملية قادرة على مواجهة تحديات التنمية.

وقال إن تمكين الجيل الجديد من أدوات الاستدامة والمعرفة التقنية يمثل الطريق الأهم نحو خلق اقتصاد منخفض الكربون وأكثر قدرة على المنافسة.

وعرض خلال الافتتاح فيلم قصيراً عن الجامعة وإنجازاتها، قبل أن يقدم د. أسعد موسى من المجلس البريطاني للتطوير المهني مداخلة حول الابتكار في التعليم المستدام.

وشهد البرنامج إطلاق منصة GU لرصد أهداف التنمية المستدامة وتكريم الشركاء الاستراتيجيين، ثم افتتاح المعرض المصاحب الذي يضم مشاركات من الوزارات والمؤسسات والشركات والجامعات المحلية والإقليمية.

من جهته، قدّم مدير مركز التنمية والاستدامة ورئيس اللجنة المنظمة د. عمر بليبش كلمته معلناً الانطلاق الرسمي للنسخة الثانية من أسبوع الاستدامة، تلاه رئيس مجلس البحث العلمي رئيس مؤتمر الاستدامة د. محمد الشيخلي بكلمة تدشين المؤتمر الدولي الأول للاستدامة والابتكار.

وشملت فعاليات اليوم الأول جلسات علمية بمشاركة نخبة من المتحدثين الدوليين، من بينهم د. مصعب أسود (مركز ناصر للعلوم والتكنولوجيا) حول الأمن الرقمي في المدن الذكية، والبروفيسور محمد نورنابي (جامعة الأمير سلطان اليونسكو) حول مهارات المناخ والذكاء الأخضر في التعليم العالي، والبروفيسور سيان ديفيزفولوم (جامعة نورثهامبتون بريطانيا) حول الاستدامة والابتكار في التعليم العالمي، والبروفيسور رنا صبح (جامعة قطر) عبر الاتصال المرئي.

وعقدت أربع جلسات نقاش موسعة حول دور المؤسسات في تحقيق الأهداف الأممية، واستدامة الذكاء الاصطناعي، وتصميم حلول مجتمعية عادلة، والموارد التعليمية المستدامة.

شاركها.