الخيل معقود في نواصيها الخير – الوطن
بسمة عبدالله
تشدّني وتسعدني كثيراً، وأنا أطالع الصحف المحلية، أخبار الصفحة الرياضية تحديداً وما تحويه من تنوّع في ممارسة الرياضات مثل “رياضة الغولف، والدراجات الهوائية، وسباق السيارات، وتربية الصقور، وكرة القدم، وسباق الخيل والسباحة”، وما يُثلج صدري إقبال الشباب البحريني والمشاركة الواسعة التي لا تقتصر على المحترفين فقط، وإنما حتى المبتدئين منهم، وتسليط الضوء على مرتاديها وهواتها وكل من يهتم بهذا المجال بعمل المسابقات والأنشطة الرياضية الدولية والعائلية ورصد الجوائز للفائزين والمتميّزين؛ مما يشجّع الشباب في مختلف الأعمار ومن الجنسين على ممارسة الرياضة وجعلها أسلوب حياة لتعزيز جودة الحياة وتحقيق الرفاهية الصحية للمواطنين، تماشياً مع رؤى صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد حفظه الله ورعاه.
وما يلفت أنظاري كذلك جمال الخيل العربية في سباقات القدرة التي أُقيمت مؤخراً في مملكة البحرين، وكأني أراها للمرة الأولى لما تتمتع وتتميز به الخيل العربية الأصيلة على وجه الخصوص من رشاقة وهيبة وشموخ وما يُضفيه عليها ارتفاعها المتناسق مع جسمها الانسيابي الرشيق وألوانها الجذابة اللافتة للأنظار “الأشقر: الخيل البنية المحمرة اللون، والأرقط: الخيل المنقطة، والأبلق: الخيل الملونة، والأدهم: الخيل السوداء، والأشهب: الخيل البيضاء” أطرافها طويلة وعضلاتها قوية، تمشي وكأنها تمشي مختالة بنفسها، مزهوّة بجمالها، رافعة الرأس مشدودة العنق مُركّزةً على هدفها أثناء الجري أو عند القفز، مُنفذةً لأوامر فارسها حتى يصل إلى مراده ويحقّق مبتغاه وينال الفوز.
هذه هي الخيل التي أقسم الله بها، وأُنزلت سورة باسمها في القرآن الكريم وهي سورة العاديات (والعاديات ضبحاً فالموريات قدحاً) لينوّه عزَ وجل من شأنها ويُعلي من قدرها لما لها من فوائد ومنافع كثيرة، فهي تستخدم للركوب والتنقّل والزينة، وكانت تُستخدم سابقاً في الحروب والفتوحات لما تتمتّع به من جمال وقوة وولاء وإخلاص ووفاء لصاحبها. وللخيل أسماء كثيرة ذُكرت في القرآن الكريم مثل “الموريات، الصافنات، الجياد، الخير، والعاديات”. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستبشر بالخيل ويصفها بأنها جالبة للخير في حديثه الشريف “الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة، الأجر والمغنم”.
ختاماً؛ الخيل من الموروث، والتراث البحريني الأصيل لما لها من دور تاريخي كبير في المنطقة في تشكيل ملامح الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على مر العصور، لذا تسعى مملكة البحرين على الحفاظ على هذا الموروث لضمان استدامته للأجيال القادمة، ويكون شاهداً على عراقة التاريخ البحريني الأصيل.