زهراء حبيب

أكدت الضابط بإدارة الأدلة الجنائية شعبة مسرح الجريمة، الرائد لولوة الحادي، أن عدد القضايا التي باشرها الطاقم النسائي بالتعاون مع زملائهم في ذات المهنة، بلغ منذ التأسيس وحتى آخر إحصائية عام 2025 نحو 800 قضية.

وفي خطوة تعكس تطور العمل الأمني وتعزيز دور المرأة البحرينية، شكّل طاقم مسرح الجريمة النسائي في الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية كإضافة نوعية في منظومة العدالة الجنائية، خاصة في القضايا ذات الطبيعة الحساسة، التي يكون فيها الضحايا من النساء والأطفال والحفاظ على العادات والتقاليد والقيم العربية.

الرائد لولوة الحادي، فتحت لـ«الوطن» ملف التجربة منذ تأسيس طاقم مسرح الجريمة النسائي، وتطرقت إلى أبرز المهام والتحديات، حيث أشارت إلى أن الفريق بدأ بـ7 عناصر نسائية بإدارة الأدلة الجنائية، وفي المستقبل سوف نشهد التحاق عدد أكبر من النساء للفريق النسائي في مسرح الجريمة.. وفيما يأتي نص اللقاء:

متى تأسس الطاقم النسائي في مسرح الجريمة وما المهام المناطة له؟

تأسس فريق مسرح الجريمة بالطاقم النسائي في 3 أغسطس 2022، على ضوء موافقة من رئيس الأمن العام الفريق طارق الحسن، وبتوجيه من مدير عام الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية وبدعم مستمر من مدير إدارة الأدلة الجنائية، ويتكون الفريق بالوقت الحالي من ضابطتين برتبة رائد وضابطتين برتبة ملازم أول وكذلك رتبة عريف وشرطي أول من العنصر النسائي.

مهمة الفريق هي مباشرة كافة القضايا، وتلقي البلاغات والانتقال لمكان وقوعها، وبشكل خاص الوقائع التي تكون فيها الضحايا نساء وأطفال، كونها من الحوادث أو الجرائم ذات طبيعة الخاصة ولحساسيتها، عليه بات من الضروري وجود العنصر النسائي في هذا النوع من الجرائم لمعاينة مسرح الجريمة.

لسنوات كان الرجال العنصر الوحيد في قسم مسرح الجريمة، كون طبيعة العمل تتطلب التعامل مع أدلة مادية، فما الفرق بين الأمس واليوم؟

العنصر النسائي التحق بمسرح الجريمة للمساندة وتقديم الدعم لزملائهم، فما زال القسم قائماً على الرجال، ولكن بعض الجرائم حساسة كالاعتداء على العرض والوفيات النسائية، تتطلب وجود عنصر نسائي؛ حيث إن بعض الأمور حساسة، وتتطلب دقة وأريحية أكثر في التعامل مع جميع الأطراف، كما إن مباشرة قضايا الوفيات النسائية مراعاة لحرمة الميت كونها امرأة، خاصة وأن بعض أفراد العائلة ترفض معاينة رجل لزوجته أو ابنته المتوفاة، بالإضافة إلى وقائع سرقة المنازل، والتي تقع في غرف النوم الخاصة بالأنثى، فوجود امرأة تباشر وتعاين الموقع أفضل ومقبولاً لدى المجني عليها وأسرتها.

وبشكل عام، يفضل وجود المرأة في موقع الجريمة، كونها قادرة على احتواء الموقف والتخفيف من وطأة الحدث لأهالي الضحية، وبصورة أكثر مسرح الجريمة الذي يتواجد فيه أطفال.

مسرح الجريمة عمل ذو طبيعة مختلفة، هل هناك إقبال من نسائي على هذا النوع من الأعمال التي تحتاج كما يطلق عليه «قلب قوي»؟

المرأة البحرينية لا يقتصر عملها وقدراتها في مجال أو وظيفة معينة، بالعكس نحن نملك القدرة الكافية لتغير المفهوم النمطي بأن بعض الوظائف حكر على الرجال، واليوم بدأنا بـ7 عناصر نسائية وفي المستقبل سوف نشهد التحاق عدد أكبر من النساء للفريق النسائي في مسرح الجريمة.

والهدف تمكين المرأة وتوسيع دورها في مختلف المجالات الأمنية بمملكة البحرين، وتشجيع بقية الزميلات للانخراط في فريق مسرح الجريمة، وتغير التفكير النمطي بأن بعض الوظائف للرجال فقط.

ما أبرز المواقف التي عاصرتِها، ومن خلالها تأسست فكرة أهمية تأسيس فريق نسائي خاص في مسرح الجريمة؟

هنالك مواقف تطلبت وجود عنصر نسائي في مسرح الجريمة، فعلى سبيل المثال عندما يكون البلاغ يخص وفاة امرأة في الموقع، فمن الأفضل أن تقوم المرأة بمعاينة جثتها، فهو جانب مقبول حتى من جانب أهل المتوفية احتراماً لحرمة السيدة المتوفاة، بالإضافة إلى القضايا التي يكون في الضحايا من الأطفال، فوجود العنصر النسائي مهم كنوع من الدعم النفسي لقدرتها على احتواء الموقف في حال إبلاغ ذوي المتوفي بنبأ وفاته.

مسرح الجريمة يحمل مناظر قاسية أو غير محببة خاصة على النساء، فما الدافع لانخراطك في هذا المجال وترأسه؟

بالنسبة لتجربتي الشخصية، منذ التحاقي بالسلك العسكري من الأهداف التي كنت أطمح لتحقيقها، هو الانضمام لمسرح الجريمة، فقد كان حلماً وتحقق على أرض الواقع، كما أن هنالك تحدياً خضته مع نفسي أولاً وقبل جميع الصعوبات التي واجهتها، وصحيح هو تخصص يحتاج إلى قلب قوي وقوة إرادة وعزيمة، ولكن حبي لهذا العمل ساعدني في تخطي جميع تلك المخاوف.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتها خلال عملك في مسرح الجريمة؟

بالنسبة لأبرز التحديات التي واجهتها في عملي، القضايا التي يكون فيها الضحايا أطفال، خاصة بعد الانتقال إلى منزل تعرض لحريق، والبحث عن سبب الواقعة، ومشاهدة وضع المنزل قبل الواقعة، ومشاهدة الآثار التي تركها بعض الأطفال على الجدران كبصمات كفوفهم وأصابعهم، ومقتنياتهم في غرف نومهم، مشاهد مؤثرة وتظل عالقة بالذكراة سواء لعناصر مسرح الجريمة من النساء والرجال.

كما تواجهنا بعض التحديات كعنصر نسائي، والتي تكمن بالعمل لساعات عمل غير متواصلة في بعض الأحيان، لحين الانتهاء من معاينة مسرح الجريمة، ناهيك عن أن مسارح الجريمة لحوادث الحريق فيها مخاطر على العاملين في مسرح الجريمة، ومخاوف من سقوط بقايا المنازل خاصة الآيلة للسقوط وكذلك مباشرة العمل في المباني قيد الإنشاء.

أطلعينا عن أبرز التطورات التي شهدها مسرح الجريمة في البحرين؟

عندما التحقت بالسلك العسكري عام 2010، كان مسرح الجريمة بقيادة العنصر الرجالي ولهم السبق في جمع الأدلة. كما إن البحرين من المسارح المواكبة للتطور ومتقدمة على مستوى مجلس التعاون الخليجي، والجميع على أتم الاستعداد لمباشرة جميع القضايا، كما يمتاز العنصر الرجالي أيضاً بالاحترافية في رفع وتحريز الآثار والأدلة الواقعة بالمسرح ونقلها للمختبرات.

كم بلغ عدد البلاغات التي باشرها الفريق النسائي في مسرح الجريمة منذ تأسيسه وحتى 2025 ؟ وأبرز الحوادث؟

تلقينا ما يزيد عن 800 بلاغ تم الانتقال إلى مباشرة العديد من البلاغات لمختلف أنواع القضايا، وفيما يخص أبرز القضايا التي تمت مباشرتها هي الوفيات النسائية والانتحار والكشف على موقع اغتصاب، أو الكشف على موقع إجهاض، والكشف على موقع الاعتداء بالضرب على امرأة، والكشف على المنازل التي بها أدوات تعاطي أو مواد مخدرة والكشف على سيارات بهم واقعة تحرش.

كيف كانت نظرة المجتمع لنساء في مسرح الجريمة؟

في البداية كان هنالك نظرة استغراب، كيف تتواجد امرأة في مسرح لمباشرة جريمة قتل أو غيرها من القضايا، وكذلك استصعاب الأمر على قدرات المرأة، لكن هذه الظروف كانت بمثابة تحديات استطعنا تحويلها إلى مؤشرات نجاح، وكنت أتحدى نفسي بالفعل بسبت نظرة الناس، لإثبات بأن المرأة البحرينية قادرة على العمل في كافة المجالات.

ومع مرور الوقت بدأ طابع الارتياح هو المسيطر على الموقف في ظل وجود النساء في مسرح الجريمة.

شاركها.