سماهر سيف اليزل
أكد السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص لسوريا توماس ج. باراك، أن الإدارة الأمريكية تسعى لتطبيق الدروس المستفادة من التجارب السابقة في المنطقة لتحقيق السلام والاستقرار، موضحاً أن الاتفاقات السابقة منذ التسعينيات التي فرضت المعايير الغربية لم تحقق النتائج المرجوة، ولهذا السبب أصبح التفكير في حلول مبتكرة ضرورة عاجلة.
جاء ذلك، في الجلسة الرابعة والأخيرة في ختام اليوم الثاني من «حوار المنامة»، والتي كانت بعنوان» «السياسة الأمريكية في بلاد الشام: حوار مع السفير توم باراك»، وأدارها المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية د. باستيان غيغريتش، وشارك فيها توماس ج. باراك.
وأشار إلى أن المنطقة تملك مقومات القوة اللازمة لتحقيق هذا التحول، لافتاً إلى أن فكرة الازدهار في المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة، انتقلت فكرة من مجرد ضخ النفط إلى استحداث محفظات مالية، ما يفتح المجال أمام فرص الاستثمار للأجانب دون قيود على الضرائب الرقمية وغيرها من السياسات الحديثة التي يمكن تعميمها على مستوى المنطقة».
وأوضح باراك، أن هذه التجارب تمثل نموذجاً حياً لكيفية تحويل الموارد الطبيعية والاقتصادية إلى فرص تنموية، مؤكداً أن التحرك الجماعي والتخطيط الاستراتيجي يخلق زخمًا اقتصاديًا وسياسيًا يمكن أن يسهم في استقرار المنطقة على المدى الطويل.
وأكد على الدور الإقليمي الحيوي لتركيا في تعزيز السلام والأمن، مشيراً إلى مساهمة أنقرة في التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة».
وأشار إلى أن التعاون بين تركيا والمملكة العربية السعودية ساهم في تعزيز فاعلية الخطط الإقليمية لتحقيق الاستقرار، موضحاً أن التجارب الإقليمية الناجحة تظهر قدرة الدول على تجاوز العقبات التاريخية وتحقيق نتائج ملموسة على الأرض.
وتطرقت الجلسة إلى التطورات السياسية والاقتصادية في منطقة بلاد الشام، وأهمية الحوار والتفاهم في معالجة القضايا الإقليمية وتعزيز الاستقرار، مع التركيز على ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف، وإعادة بناء المجتمعات المتأثرة بالنزاعات من خلال التعاون الإقليمي والدولي.
وشدّد على التزام الولايات المتحدة بدعم المنطقة نحو استراتيجيات مبتكرة للسلام والازدهار، مع التركيز على تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية، وفتح المجال أمام فرص جديدة للاستثمار والتنمية المستدامة في الشرق الأوسط، مؤكداً الدور الحيوي لدول مجلس التعاون الخليجي في تعزيز الأمن والسلام العالميين، وأهمية انتهاج الدبلوماسية التعاونية والوقائية كمنطلق أساسي لمواجهة التحديات، وبناء نظام إقليمي أكثر استقراراً يقوم على الحوار والشراكة والتنمية المستدامة.
