السلوم: البحرين تشهد حراك توعوي صحي كبير خلال شهر أكتوبر
في اليوم الصحي التوعوي بجمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة
سنتقدم بمقترح قانون “يلزم” الفحص الطبي للنساء حفاظا عليهن وتوفيرا لنفقات العلاج
د. سارة الريفي: نسب الشفاء لسرطان الثدي تصل إلى 99% بشرط اكتشافه مبكرا
البحرين على الطريق الصحيح في القضاء عليه بفضل رؤية القيادة ووعي المتخصصين
العلاج المناعي أحدث ما توصل له الطب ويعتمد على مهاجمة الخلايا السرطانية بإبر مناعية
5 نصائح للوقاية و5 طرق للعلاج.. مزيلات العرق وحمالات الثدي والسليكون لا يسببون سرطان الثدي
وسط حضور نسائي كبير.. نظمت اليوم السبت جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة برئاسة سعادة النائب أحمد صباح السلوم، وبالتعاون مع مركز لندن لجراحات الثدي يوم صحي توعوي اشتمل على المحاضرة التثقيفية “الكشف المبكر لسرطان الثدي.. صحة للمواطن وتوفير للاقتصاد”، التي قدمتها الدكتورة سارة الريفي مؤسس ومدير مركز لندن لجراحات الثدي وذلك بقاعة المجلس بـ”بيت التجار”، وأكدت د. الريفي خلال المحاضرة أن نسب الشفاء عالية جدا وتصل إلى 99% في الحالات المبكرة جدا، لذلك التوعية بأهمية الكشف المبكر مهمة جدا، وقد ساعد الدعم الكبير للتوعية بسرطان الثدي على إحداث تقدم واضح في تشخيص سرطان الثدي وعلاجه، وزادت معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى سرطان الثدي، كما انخفض عدد الوفيات الة بهذا المرض بشكل منتظم، ويرجع ذلكَ بشكلٍ كبيرِ إلى عدد من العوامل، مثل الكشف المبكر، واستخدام طرق علاج جديدة تراعي الحالة الفردية، والفهم الأفضل لطبيعة هذا المرض.
وبهذه المناسبة ألقى سعادة النائب السلوم كلمة في مستهل اللقاء رحب خلالها بالحضور ووجه الشكر إلى الدكتورة سارة الريفي على تعاونها مع الجمعية، وأكد أن الجمعية حريصة على تنظيم الفعاليات التي تدعم المرأة وجهود الحفاظ على صحتها، وقد دأبت على الاحتفاء بالمرأة البحرينية في كافة المناسبات، وأشاد السلوم بالحراك التوعوي والتثقيفي الذي تشهده البحرين خلال شهر أكتوبر من كل عام بوصفه شهر التوعية بسرطان الثدي وهو ما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة في المملكة وحكومتنا الموقرة بجميع مؤسساتها وكذلك مؤسسات القطاع الخاص البحريني، للتوعية بالمرض وتقليل الوفيات المتعلقة به.. موجها شكرا خاصا إلى المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة على الدور الكبير الذي يلعبه في إطار التوعية بصحة المرأة في البحرين بشكل خاص وكل ما يعني تقدمها وتطورها بشكل عام.
وقال النائب السلوم أنه بناء على المعلومات التي تابعها اليوم وأن هناك 38% من نساء البحرين فوق سن الأربعين يعانون من هذا المرض وهي نسبة مرتفعة جدا عالميا، سيتقدم بمقترح قانون خلال الفصل التشريعي الحالي بإلزامية إجراء كشف طبي على نفقة الحكومة لكل نساء البحرين فوق سن الأربعين، مؤكدا أن الكشف المبكر يوفر على الدولة ملايين الدنانير لأن الفارق ضخم جدا بين كلفة الفحص المبكر التي لا تكلف 15 دينارا ومن ثم العلاج مبكرا.. وكلفة العلاج في الحالات المتأخرة التي تصل إلى 150 ألف دولار أمريكي للحالة الواحدة في بعض الأمور.. ناهيك عن الحفاظ على أمهات البحرين ونسائها من مضاعفات هذا المرض وهي قيمة لا تقدر بمال لأن المرأة البحرينية هي عماد الأسرة وصحتها في غاية الأهمية للجميع.
من جهتها قالت الدكتورة سارة الريفي خلال المحاضرة “يعتبر سرطان الثدي واحد من أكثر الموضوعات الصحية التي يجب الاهتمام بها والتركيز عليها وتسخير كافة الإمكانيات في سبيل التشجيع على الكشف المبكر وإجراء الفحوصات الروتينية والدورية والسيطرة على المرض وتقليل مضاعفاته.. وتأتي أهمية شهر أكتوبر لإبراز الدور التوعوي الذي يواكب المستجدات والتطورات العالمية والطبية في هذا الجانب باعتبار أن سرطان الثدي من أكثر الأمراض السرطانية شيوعاً لدى النساء، مما يبرز أهمية التشجيع على مواصلة نشر الوعي والتثقيف اللازم لجميع الفئات المستهدفة بجدوى الفحوصات الدورية الوقائية ودور الإكتشاف المبكر لسرطان الثدي في خفض معدل الوفيات مع التأكيد على أهمية التدريب على القيام بالفحص الدوري الذاتي” .
ما هو وكيف نكتشفه؟
وتابعت الدكتورة سارة الريفي قائلة “سرطان الثدي هو عبارة عن تكاثر غير منتظم في الخلايا يؤدي إلى ظهور ورم قابل للانتشار و غزو الخلايا المحيطة به أو الانتشار عن طريق القنوات الدموية أو اللمفاوية أو أعضاء أخرى من الجسم، وهو أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في العالم، وفي الخليج تحديدا، قد يصيب سرطان الثدي كلًّا من الرجال والنساء، إلا إنه أكثر شيوعًا بين النساء، ويصيب الرجال بنسبة رجل واحد لكل 100 سيدة.
وأوضحت الدكتورة سارة الريفي موجهة نصيحتها للسيدات “من أعراض سرطان الثدي ظهور كتلة في الثدي أو الإبط، ظهور تغيراً في حجم الثدي أو شكله أو مظهره، تغيُّرًا في الجلد الموجود على الثدي أو احمراره، الحلمة المقلوبة أو افراز دم من الحلمة، وجود تقشُّرًا في المنطقة المصطبغة من الجلد المحيط بالحلمة (الهالة) أو جلد الثدي”.. وأوصت بإتباع أنماط حياة تساهم في الحفاظ على توفير حياة صحية سليمة بعيداً عن عوامل الاختطار المسببة للإصابة بالمرض كالنظام الغذائي وعدم ممارسة النشاط البدني ومراعاة العوامل الوراثية”.
وأكدت الريفي على دعم الأبحاث التي تسعى إلى إيجاد العلاج، وتثقيف المعرضين لخطر الإصابة بسرطان الثدي، والقضاء عليه، مشيدة في هذا الصدد بالدور المهم الذي يلعبه المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك المعظم حفظهما الله في كل ما يتعلق بشأن المرأة البحرينية وصحتها بالتعاون مع الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
نصائح للفحص والوقاية
وقالت الدكتورة سارة الريفي الحائزة على جائزة البحرين لريادة الأعمال لعام 2017 وجائزة المؤسسة الدولية لتحدي ريادة الأعمال لعام 2020 موجهة كلامها للحضور ”دائما.. حاولي التعرّف على طبيعة ثدييك من خلال الفحص الذاتي ومراقبة حالتهما، التعرف على طبيعة الثديين عن طريق فحصهما ذاتيًا من حين لآخر لمراقبة حالتهما جيد، وحال لاحظتي أي تغير جديد أو أورام أو علامات أخرى غير عادية في الثديين تحدثي إلى طبيبك على الفور، مراقبة الثديين ذاتيًا لا تقي من السرطان، ولكنها قد تحسّن فهمك للتغييرات الطبيعية التي يمر بها الثديان وتسهّل التعرف على أي علامات وأعراض غير عادية”.
وقدمت الريفي مجموعة نصائح للحضور للوقاية قدر الإمكان من الإصابة بسرطان الثدي وأهمها:
• ممارسة الرياضة معظم أيام الأسبوع لمدة 30 دقيقة على الأقل.
• الحد من العلاج الهرموني بعد سن انقطاع الطمث، قد يزيد العلاج الهرموني المركّب خطر الإصابة بسرطان الثدي، ويجب استشارة الطبيبب بشأن مخاطر العلاج الهرموني وفوائده.
• الحفاظ على وزن صحي، إذا كان وزنك صحيًا أنصحك بالحفاظ عليه، وإذا كنت بحاجة إلى إنقاص الوزن، ننصح بإستشارة الطبيب كما ننصح بتقليل كمية السعرات الحرارية المستهلكة يوميًا، وزيادة التمارين الرياضية بالتدريج.
• اتباع نظام غذائي صحي والحفاظ عليه، واثبتت بعض الدراسات الطبية أن مخاطر الإصابة بسرطان الثدي تقل جدا لدى النساء اللاتي يتناولن حمية البحر الأبيض المتوسط المحتوية على زيت الزيتون البكر والمكسرات المتنوعة، تركز حمية البحر الأبيض المتوسط في معظمها على الأطعمة النباتية، مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات، يختار الأشخاص الذين يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط مصادر الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون بدلاً من الزبدة، والأسماك بدلاً من اللحوم الحمراء.
• التخفيف من شرب الكحول أو الامتناع عنه.
المفاهيم الخاطئة والعلاج
وقالت دكتورة سارة الريفي “من المفاهيم الخاطئة عند البعض أن استخدام مزيل العرق أو حمالات الثدي أو تكبير الثدي بالسليكون أو أخذ خزعة من الثدي قد يسبب السرطان أو يزيد من انتشاره و هذه جميعا مفاهيم خاطئة و ليس لها اساس طبي أو علمي صحيح .
أما عن العلاج المتوفر حاليا لسرطان الثدي.. فأوضحت الدكتورة الريفي أن هناك عدة مستويات من العلاج منها:
• العلاج الجراحي: عبارة عن استئصال إلى الورم فقط أو استئصال تام للثدي مع الترميم عن طريق حشوات السيليكون أو العضلات أو الدهون الذاتية .
• العلاج الكيماوي: ليس ضروريا استخدامه في جميع الحالات، بعض الحالات خصوصا في المراحل المبكرة قد لا تحتاج مثل هذا النوع من العلاج.
• العلاج الإشعاعي: وهو أشعة مكثفة للثدي لمنع رجوع الورم مرة أخرى.
• العلاج الهرموني: عبارة عن حبوب تاخذ لايقاف هرمون الايستروجين وتأثيره على الثدي.
• العلاج المناعي: و هو من أحدث ما توصل له الطب حيث يعتمد على مهاجمة الخلايا السرطانية بالمناعة عن طريق إبر تعطى تحت الجلد أو في الوريد .
وحول أسباب الإصابة بسرطان الثدي لدى فئة معينة من السيدات، قالت الدكتورة سارة الريفي “أسباب السرطان غير معروفة بدقة حتى الآن، و لكن توجد عوامل خطورة تعتبر فيها نسبة الاصابة أكثر منها التاريخ العائلي الوراثي، تقدم سن المرأة بعد الأربعين، تأخر الحمل فوق سن الثلاثين أو عدم الإنجاب، استخدام حبوب منع الحمل فترة أكثر من خمس سنوات، استخدام الهرمونات (الاستروجين أو البروجسترون) بعد انقطاع الدورة، التعرض إلى الاشعاع بكثرة خاصة في عمر مبكر، وأخيرا السمنة المفرطة”.