هبة محسن

  • والدي كان له دور كبير في تشكيل شخصيتي وكنت أرافقه بالمجالس والزيارات.
  • فاروق المؤيد كان معلماً حقيقياً ودعمه واستشاراته شكّلت فارقاً في مسيرتي.
  • «المؤيد لتنمية الصغيرة والمتوسطة» يحتضن اليوم أكثر من 200 مشروع.
  • نعمل في «النواب» كفريق واحد وهدفنا هو تحقيق مصلحة الوطن والمواطن.
  • دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة يخلق فرص العمل ويعزز الابتكار والمنافسة.

تحدّث النائب أحمد السلوم عن محطات مؤثرة في حياته، بدءاً من ذكرياته الدراسية وتأثره بوالده، وصولاً إلى تجربته في السياسة والأعمال، مؤكداً أن القيم التي نشأ عليها هي ما يوجّه قراراته اليوم.

وقال السلوم، في حوار خاص مع «الوطن»، إن والده، رحمه الله، كان له دور كبير في تشكيل شخصيته، حيث رافقه في المجالس والزيارات الرسمية منذ الطفولة، معتبراً أن هذه التجارب كانت مدرسة حقيقية في الحياة.

وأوضح أن التعليم التقليدي مهم، لكن التعلّم من التجربة والتفاعل المجتمعي لا يقلّ أهمية، مشيراً إلى أن المجالس التي كان يحضرها أسهمت في صقل رؤيته وفهمه للمجتمع.

وعن علاقته بالراحل فاروق المؤيد، قال السلوم إنه كان معلماً حقيقياً له، وأن دعمه واستشاراته شكّلت فارقاً في مسيرته، مشيراً إلى أن مركز فاروق المؤيد لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يحتضن اليوم أكثر من 200 مشروع صغير، ويساهم في تمكين الشباب وتحقيق التنمية المستدامة.

وأكد أن القيم مثل الأمانة والعدالة ما زالت حاضرة في جميع قراراته، سواء في السياسة أو العمل الاقتصادي، معتبراً أن النجاح لا يُقاس فقط بالنتائج، بل بكيفية الوصول إليها.

وأكد السلوم أن الشباب هم قلب المستقبل، وأن الاستثمار فيهم هو الطريق الأهم نحو اقتصاد متنوع ومستقر، مشيداً بالتعاون البناء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وداعياً إلى مواصلة العمل بروح الفريق لخدمة الوطن والمواطن. وفيما يلي نص الحوار:

حدثنا عن بداياتك وعلاقتك بالمدرسة، وما هي ذكرياتك في المدرسة والجامعة، بالإضافة إلى تأثير والدك في حياتك؟ سؤال جميل، ودائماً ما تكون الذكريات المدرسية من أجمل المراحل في حياة الإنسان، وخصوصاً المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية، تعتبر من أهم المراحل التي تتكون فيها شخصية الفرد. الحمد لله، لقد حظيت بفرصة الانتقال بين عدة مدارس، وكل مدرسة تعرفت فيها على أصدقاء جدد، وهذا ساهم في صقل شخصيتي.كانت لدي صداقات من الروضة حتى الثانوية، وكل مرحلة كانت مليئة بالتنافس الشريف بيننا، سواء في التحصيل العلمي، أو في الألعاب. كان هناك روح إيجابية، حيث كنا نتنافس لنكون الأفضل، ولكن دون أي حساسية أو أحقاد، بل كان الجميع يدعم الآخر.

تأثير الوالد

كيف كان تأثير والدك عليك خلال تلك الفترة؟ والدي، رحمة الله عليه، كان له دور كبير في تشكيل شخصيتي. منذ صغري وأنا بجانبه، كنت أرافقه في كل مكان، سواء إلى المسجد أو السوق أو حتى في عمله بوزارة الصحة. كنت أذهب معه إلى مكتبه، وأستمع إلى ما يقوم به، حيث كنت أتعلم من خلال مشاهدتي لتفاعلاته مع الآخرين، وعلاقاته الواسعة مع رجالات الوطن.أتذكر أيضاً كيف كنت أرافقه في الزيارات الرسمية، بل وحتى في الاجتماعات. تلك التجارب علمتني الكثير عن الحياة، وأهمية العلاقات الاجتماعية. أعتبر أن المجالس التي تواجدت فيها كانت بمثابة مدرسة حقيقية، حيث يمكن للمرء أن يتعلم من تجارب الآخرين.

التعليم والتجارب الحياتية

يبدو أن تلك الذكريات قد تركت أثراً عميقاً في شخصيتك. كيف ترى أهمية التعليم التقليدي مقابل التعليم من خلال التجارب الحياتية؟ التعليم التقليدي مهم بالتأكيد، ولكن التجارب الحياتية والتفاعل مع الناس تعتبر مدرسة أخرى. المجالس التي نحضرها، والنقاشات التي نشارك فيها، يمكن أن تكون أكثر فائدة في بعض الأحيان. إذا كنت في مجلس يتحدث عن المستقبل والمشاريع، فهذا يساهم في تطوير فكرك ورؤيتك للمستقبل.الحمد لله، كنت محظوظاً بتجارب متعددة، واستفدت منها بشكل كبير، وأعتبرها جزءاً لا يتجزأ من تعليمي. لذلك، أنصح دائماً الشباب بالاهتمام بالتفاعل مع المجتمع والانخراط في المجالس الإيجابية.

العلاقات مع رجال الأعمال

حديثك عن تأثير والدك ومجالس العائلات التي كنت تحضرها كان ملهماً. كيف ترى أهمية العلاقات التي بنيتها مع رجال الأعمال والشخصيات المؤثرة في المجتمع؟ بالفعل، العلاقات التي بنيتها كانت محورية في تشكيل مسيرتي. تربطني علاقة مميزة مع رجال أعمال مثل المرحوم أبو محمد فاروق المؤيد. كان له أثر كبير في حياتي، إذ كان شخصية نادرة تتمتع بالتواضع والذكاء. تعلمت منه الكثير، سواء في مجال الأعمال، أو في التعامل مع الناس.أعتقد أن التعلم من الشخصيات الملهمة هو جزء مهم من رحلة أي إنسان. كان أبو محمد يتمتع برؤية واضحة وأفكار مبتكرة، وكان دائماً يشجعنا على التفكير النقدي وتحقيق الأهداف. رحيله كان خسارة كبيرة، لكن أثره ما زال حياً في كل ما نتعلمه ونمارسه.

دور السياسة والأعمال

كيف ترى دورك كسياسي في تمثيل مصالح المواطنين مقارنة بدورك في الأعمال التجارية؟ أرى أن كلا الدورين ان بشكل وثيق. كسياسي، يجب أن أكون صوتاً لمن يمثلني، سواء كانوا تجاراً أو مهنيين أو أي فئة أخرى. علينا أن نفهم احتياجات الناس ونعمل على تحقيق مصالحهم. في الأعمال التجارية، نحن نعمل لتحقيق الأرباح، لكن يجب أن نراعي أيضاً حقوق الموظفين والمستهلكين والمجتمع ككل.عندما أكون في موقع القرار، أنظر إلى كل الجوانب. أبحث عن التوازن بين المصالح المختلفة، وأعمل على تحقيق قرارات تصب في مصلحة الجميع. إن التعامل مع مختلف الأطراف يمنحني القدرة على فهم التحديات والفرص التي يواجهها المجتمع.

القيم والأخلاق

هل تعتقد أن القيم والأخلاق التي تعلمتها في صغرك ما زالت تؤثر في قراراتك اليوم؟ بالتأكيد. القيم والأخلاق هي الأساس في أي قرار أتخذه. تعلمت منذ الصغر أهمية الأمانة، الاحترام، والعدالة في التعامل مع الآخرين. هذه القيم تبقى معي في كل مرحلة من حياتي. عندما أتعامل مع الناس، أحرص دائماً على أن أكون أميناً وأن أراعي حقوق الآخرين.إذا كنت تمثل أحد القطاعات، سواء كان ذلك في الأعمال التجارية، أو في السياسة، فإن الأمانة والنزاهة تعزز الثقة بينك وبين من تمثلهم. أعتقد أن النجاح لا يأتي فقط من تحقيق الأهداف، بل يأتي أيضاً من كيفية تحقيق تلك الأهداف.

الأثر المستدام

حديثك عن المرحوم فاروق المؤيد يظهر مدى تأثيره في حياتك المهنية والشخصية. كيف ترى أهمية فكرة «الأثر المستدام» في العمل الاجتماعي والاقتصادي الذي أسسه؟ الأثر المستدام هو المفهوم الذي يمثل جوهر العمل الذي قام به المرحوم فاروق المؤيد. كان لديه رؤية واضحة حول أهمية دعم رواد الأعمال والمشاريع الصغيرة. كان يؤمن بأن منح الفرص وتوفير المهارات هو أفضل من تقديم المساعدات المباشرة. هذا هو النهج الذي اتبعناه في تأسيس مركز فاروق المؤيد، حيث بدأنا بـ20 مشروعاً صغيراً، والآن نحتضن حوالي 200 مشروع.لقد كان له تأثير عميق على رواد الأعمال، حيث كان حاضراً دائماً لتقديم النصح والمشورة. لم يكن يكتفي فقط بتقديم الدعم المالي، بل كان يعمل على بناء قدراتهم ومهاراتهم، مما يسهم في تحقيق الاستدامة.

استمرارية الإرث

كيف تتوقع أن يستمر هذا الإرث من خلال الأجيال الجديدة، خاصةً مع عائلة المرحوم فاروق؟ أرى أن الإرث الذي تركه فاروق المؤيد مستمر من خلال أبنائه. هم يحملون نفس القيم والمبادئ التي زرعها فيهم. عندما أراهم معاً، أرى فاروق في كل واحد منهم. هم بالفعل مستمرون في العمل الذي بدأه، ويدفعون تلك المبادئ إلى الأمام.عندما نؤسس لمشاريع جديدة، فإننا نحرص على أن تكون هناك استمرارية في تلك الأفكار. نحن نؤمن بأن العمل الجماعي والتعاون بين الأجيال هو الطريق لتحقيق النجاح المستدام.

التحديات المهنية

هل لك أن تحدثنا عن بعض التحديات التي واجهتها في مسيرتك المهنية وكيف تغلبت عليها؟ بالطبع. واحدة من أكبر التحديات كانت الأزمات الاقتصادية التي شهدناها. مثل النزاعات الاقتصادية، وأزمة العقارات، وأزمة الخليج. في هذه الأوقات، كان من الضروري أن نتعلم كيفية التكيف والاستجابة بشكل سريع وفعال.تعلمت من فاروق المؤيد كيفية إدارة الأزمات. كان لديه خبرة تراكمية في التعامل مع الصعوبات، وكان دائماً يذكرنا بأن التحديات هي فرص للتعلم والنمو. كنت أستفيد من نصائحه وأفكاره، وهذا ساعدني في اتخاذ قرارات مدروسة.

دور الشباب

كيف ترى دور الشباب في بناء مستقبل الأعمال في البحرين؟ الشباب هم مستقبل البحرين. لديهم طاقة وإبداع يمكن أن يحدث تحولاً كبيراً في الاقتصاد. من خلال تمكينهم وتوفير الفرص لهم، يمكننا بناء مستقبل أفضل. إن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة يساهم في خلق فرص عمل، ويعزز من الابتكار والمنافسة.نحن في مركز فاروق المؤيد نعمل على توفير التدريب والموارد اللازمة للشباب ليتمكنوا من النجاح في عالم الأعمال. نؤمن بأن الاستثمار في الشباب هو استثمار في مستقبل البلاد.

الدعم والثقة

حديثك عن العلاقة مع المرحوم فاروق المؤيد يبرز أهمية الإرشاد والدعم في الحياة الشخصية والمهنية. كيف أثر هذا الدعم على ثقتك بنفسك وأدائك في المجلس؟ الدعم الذي تلقيته من المرحوم فاروق المؤيد كان له تأثير عميق على نفسيتي وثقتي بنفسي. عندما فقدت والدي، شعرت بفراغ كبير، لكن كلمة أبو محمد كانت صمام أمان لي. هو أكد لي أنه سيكون موجوداً دائماً لدعمي، وهذا منحني القوة للاستمرار. عندما تعرفت على اختياراتي في الحياة والسياسة، كان لدي دائماً شعور بأنني أستطيع الاعتماد على الدعم من شخص ذي خبرة وسمعة طيبة مثله.

تقييم الأداء

كيف تقيم أداءك وأداء المجلس في الدورتين الماضيتين؟ أنا راضٍ عن أدائي وأداء المجلس. نحن نعمل كفريق واحد، وهدفنا هو تحقيق مصلحة الوطن والمواطن. نحن نواجه تحديات، لكننا نجحنا في الحفاظ على المكتسبات وتحقيق التشريعات التي تتماشى مع احتياجات الناس. جلالة الملك المعظم أعطانا هدية من خلال المجلس، ونحن ملتزمون بأن نكون أمناء في اتخاذ قراراتنا. في الدورة السابقة، قمنا بالعمل على العديد من المشاريع الحيوية، سواء في المجال الإسكاني أو التعليمي. كما عملنا على تشريعات تتواكب مع التغيرات التي شهدناها، خاصة خلال جائحة كورونا.

كيف حافظتم على المكتسبات في ظل الأزمات التي واجهت المجلس؟ عملنا في ذلك المجلس على الحفاظ على المكتسبات الموجودة، رغم الأزمات التي مررنا بها. خلال ثلاث سنوات، نجحنا في الحفاظ على المشاريع الحيوية، بما في ذلك الإسكان والتعليم. قمنا بتشريعات سريعة تتواكب مع المتغيرات، مثل التشريعات الاقتصادية والتقنية، وكانت هناك مبادرات جديدة مثل العقوبات البديلة.هذه العقوبات، التي تعتبر ناجحة، تهدف إلى إعادة تأهيل المخالفين بدلاً من معاقبتهم بصورة تقليدية. نجد أن نسبة العائدين إلى الجريمة تقل إلى 3%، مقارنة بأكثر من 40% في النظام التقليدي. هذا نجاح يعكس رؤية الملك. لقد منحنا جلالة الملك المعظم هذه الفرصة، وعملنا على تحقيقها. نحن نرى أن البحرين تمتلك برلماناً قوياً قادراً على إنتاج تشريعات تفيد الوطن. نحن نتعاون مع جميع الأطراف، من المجتمع المدني إلى المجالس البلدية، لضمان نجاح هذه العملية.

كيف ترى التعاون بين السلطة التنفيذية والتشريعية؟ التعاون بين الجناحين هو المفتاح لنجاح أي دولة. إذا لم يكن هناك توازن بينهما، فلن نحقق الأهداف المنشودة. الحكومة اليوم لديها رؤية واضحة واهتمام بقضايا المواطن، وهذا يعزز من فعالية العمل البرلماني.

تأثير جائحة كورونا

كيف كان تأثير جائحة كورونا على القرارات والتشريعات التي اتخذتموها؟ الجائحة كانت اختباراً صعباً للجميع. لكن بفضل الرؤية الملكية الحكيمة، استطاعت البحرين أن تتجاوز هذه الأزمة بشكل أفضل من الكثير من الدول الأخرى. نحن كنا نركز على الحفاظ على صحة المواطنين واستقرارهم الاقتصادي. عملنا على تأمين السلاسل الغذائية والأدوية، وحرصنا على عدم التمييز بين المواطنين والوافدين.كما أن الجائحة دفعتنا للتسريع في بعض التشريعات الاقتصادية والتقنية، والتي كانت ضرورية للتكيف مع الوضع الجديد. وقد ساهمت هذه الجهود في تقليل الأثر السلبي على المجتمع.

التعاون بين الحكومة والمجلس

كيف ترى دور الحكومة في التعاون مع المجلس لتحقيق الأهداف المشتركة؟ التعاون بين السلطة التنفيذية والتشريعية هو المفتاح لنجاح أي دولة. عندما نعمل كفريق واحد، نستطيع تحقيق التوازن المطلوب. لدينا قيادة حكيمة تستمع لمطالب المواطنين، وتعمل بجد لتلبيتها. هذا التعاون يعزز من الإنتاجية، ويزيد فعالية العمل الحكومي.نحن كأعضاء مجلس نواب نعمل على تمثيل المواطنين، ونتعاون مع الحكومة لتحقيق الأهداف المشتركة. وإذا كان هناك توازن بين الجناحين، يمكننا أن نحقق نجاحات كبيرة ونحلق بعيداً.

رؤية المستقبل

في ظل كل هذه التحديات، ما هي رؤيتك للمستقبل؟ طموحنا كبير، ونريد الأفضل دائماً. نريد أن نكون في مقدمة الدول في مختلف المجالات، سواء في الاقتصاد أو التعليم أو الخدمات. لدينا خطط ومشاريع نعمل عليها، ونأمل أن نتمكن من تحقيقها معاً.أنا متفائل بمستقبل البحرين، خاصةً مع وجود قيادة حكيمة وشعب واعٍ. نحن جميعاً نعمل من أجل مصلحة الوطن، وسنستمر في السعي لتحقيق النجاح والازدهار.

شاركها.