تشارك جمعية الصم البحرينية في المهرجان الدولي الثامن لفن المسرح “إقليم الإيماءة” الذي يُقام في العاصمة الروسية موسكو خلال الفترة من 6 حتى 12 أكتوبر الجاري، من خلال عرض مسرحية “الصوت المسروق”، من تأليف وإخراج الفنان عقيل الماجد.
تُعد مسرحية “الصوت المسروق” عرضًا صامتًا يعتمد على الحركة والإيماءات للتعبير عن القصة، والتي تدور حول أربعة موظفين ومدير واحد يعيشون خلف حواجز من البلاستيك واللامبالاة. وعندما يُسلب الصوت، ندرك أن الصمت يمكن أن يكون أعلى من الكلمات، ويبقى السؤال مطروحًا: ما قيمة الصوت إذا لم يستمع أحد؟
ويُعرض العمل يوم 10 أكتوبر على خشبة مسرح موسكو للتقليد والإيماءات، يرأس الوفد الأستاذ سيد حسن الغريفي رئيس مجلس إدارة الجمعية، وبمشاركة فريق بحريني متكامل يضم المخرج المساعد الفنان علي مرهون، ومساعدة المخرج ومصممة الأزياء الفنانة لمياء الشويخ، ومصمم الديكور والإضاءة الفنان علي بدر، ومصمم الموسيقى والمؤثرات الصوتية الفنان سالم الجارح، والمترجمة الأستاذة روضة الجفيري، إلى جانب الممثلين سيد عيسى الوداعي، درّة علي، طاهر محسن، محمد سالم، ومريم المنامي.
وفي تصريح له أكد رئيس الوفد البحريني المشارك الأستاذ سيد حسن الغريفي، رئيس مجلس إدارة جمعية الصم البحرينية، أن المشاركة في مهرجان إقليم الإيماءة تمثل حدثاً تاريخياً للجمعية وللفنانين من فئة الصم في البحرين، مشيراً إلى أن المسرح يُعتبر منصة مهمة لتمكين الصم من التعبير عن قضاياهم وإبداعهم، قائلاً: “نحن فخورون بأن نكون جزءاً من هذا المحفل الدولي الذي يجمع فنانين من مختلف أنحاء العالم.”
من جانبه، أوضح المخرج عقيل الماجد أن مسرحية «الصوت المسروق» ليست مجرد عمل فني، بل هي صرخة رمزية تعبّر عن محاولات الصم لإيصال أصواتهم وإثبات حضورهم في المجتمع، مؤكداً أن المشاركة في هذا المهرجان العالمي تُعد فرصة لتأكيد أن الفن لغة تتجاوز السمع والكلام، وتفتح مساحات جديدة للتواصل الإنساني العميق.
ويُعد مهرجان إقليم الإيماءة أحد أبرز الفعاليات المسرحية العالمية الموجهة للفنانين والجمهور من فئة الصم وضعاف السمع، ويُقام سنوياً برعاية وزارة الثقافة في الاتحاد الروسي وبالتعاون مع مسرح موسكو للتقليد والإيماءات، حيث يشكّل فضاءً فنياً وإنسانياً يفتح آفاق الحوار عبر لغة المسرح والإشارة.
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية الصم البحرينية وشبابها من فئة الصم قد تميزوا في مشاركات مسرحية سابقة، أبرزها مهرجان خالد بن حمد للمسرح الشبابي، حيث حققوا العديد من الإنجازات والجوائز التي أسهمت في ترسيخ حضورهم الفني والإبداعي على المستويين المحلي والدولي.