الطارقي: إظهار الفرحة والسعادة في الأعياد من العبادة
أهمية إدخال السرور على الفقراء ومنحهم من الأضاحي
ممنوع شرعاً التبذير في المطاعم والمشارب وإهدار النعمة
ياسمينا صلاح
قال الباحث الشرعي التربوي موسى الطارقي إن السعادة والفرحة في يوم العيد من العبادة، فلهذا اليوم فضل كبير ومكانة عظيمة وأعمال مشروعة، في هذا اليوم الفضيل.
وبين أن الله سبحانه وتعالى سمى هذا اليوم بيوم الحج الأكبر، لتكون هذه السمة سمة تعظيم لهذا اليوم وتشريفه، وسميَ يومَ النَّحرِ يومَ الحَجِّ الأكبرِ؛ لمَا في ليلَتِه مِن الوقُوفِ بعرفةَ، والمَبيتِ بالمشعرِ الحرامِ، والرَّميِ في نَهارِه والنَّحرِ والحَلقِ أو التَّقصِيرِ والطَّوافِ والسَّعيِ ففي هَذا اليومِ أغلبُ منَاسِك الحَج.
وذكر أنه على المسلم فعل عدة أمور في العيد، منها الخروج لصلاة العيد؛ فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد في مصلى العيد، وكان عليه الصلاة والسلام يأمر بإخراج النساء يشهدن الصلاة، ويسمعن الذكر حتى الحيَّض منهن، فقد جاء في الحديث عن أم عطية رضي الله عنها قالت: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال لتلبسها أختها من جلبابها) رواه البخاري ومسلم.
وبين أن إظهار الفرحة في الأعياد نوع من أنواع العبادة التي يحثّ عليها ديننا الحنيف؛ لأن العيد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام عبادة ونُسُك، ومظهر من مظاهر الفرح بفضل الله ورحمته، وفرصة عظيمة لصفاء النفوس، وإدخال السرور على الأهل والأولاد والأصحاب، وهو لا يعني الانفلات من التكاليف، والتحلل من الأخلاق والآداب، بل لا بد فيه من الانضباط بالضوابط والآداب التي شرعها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكن ممن قال الله فيهم: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
كما أنه من الأمور التي يجب أيضا أخذها في الاعتبار إدخال السرور على الفقراء يوم العِيد، وهو اليَومُ الذِي يذبَح فِيهِ المسلم الأضحية، ويذبح فيه الحاج الهدي، وقد حرصَ الصَّحابَةُ رضي الله عنهم عَلى جَمعِ الدِّرهَمِ والدِّينَارِ لِشِرَاءِ أغلَى الأضَاحِي وأطيبِهَا، ويسن في الأضحية الأكل وإطعام الفقراء منها لقوله تعالى: (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) وقال أيضا: (فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر)، وعلى المضحي أن يجمع في أضحيته بين الإطعام والصدقة تأسياً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام رضي الله عنهم.
ونوه إلى أنه من الممنوع شرعاً الإسراف والتبذير في المطاعم والمشارب وغيرها وإهدار النعمة في يوم العيد، وهذا الأمر واضح للمنع في العيد وغيره لأن الله ذم هؤلاء المسرفين بقوله: (ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
فقد ضجت الحياة، وبهذا هتف الناس معلنين للحياة أن عيد الأضحى قد عم عطره الدنيا بأسرها.