العلاقات الاقتصادية البحرينية العُمانية.. جذور ضاربة بعمق التاريخ – الوطن
زهراء حبيب
500 شراكة بحرينية وعُمانية و2000 سجل تجاري للمملكة في السلطنة
تربط البحرين وعُمان علاقات اقتصادية واجتماعية وأسرية وثقافية ضاربة جذورها عمق التاريخ، وفي السنوات الأخيرة أبرمت العديد من الاتفاقيات والمعاهدات المشتركة في مختلف المحافل، مما يعكس حرصاً متنامياً على تعزيز التكامل بين قطاعي الأعمال في البلدين، في ظل وجود إرادة سياسية قوية للدفع بالعلاقات الثنائية والمضي بها قدماً للأمام.
ومن ثمار هذه العلاقات الوطيدة بين البلديين تخطي حجم التبادل التجاري بين البحرين وعمان حتى النصف الأول من العام الجاري 2024 نحو 226 مليون دولار، بحسب ما كشفته أخر إحصائيات غرفة التجارة البحرينية.
ويبلغ عدد المؤسسات التجارية البحرينية العاملة في سلطنة عمان نحو 900 مؤسسة أغلبها من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهنالك 2000 سجل تجاري بحريني يعمل في السلطنة، فيما يقدر حجم التبادلات التجارية في الأعوام الماضية بأكثر من 800 مليون دولار، هذه الأرقام تكشف عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، في ظل مؤشرات مستقبلية لتطويرها وتعزيزها في السنوات المقبلة.
وفي هذا السياق، أكد رئيس جمعية رجال الأعمال البحرينية، أحمد بن هندي أهمية ترسيخ العلاقات الأخوية الصلبة التي تربط بين مملكة البحرين وشقيقتها سلطنة عمان عبر تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات، بدعم لامحدود من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، وذلك لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات بين البلدين الشقيقين.
ولفت بن هندي إلى حجم التبادل التجاري بين الطرفين وعُمان بلغ أكثر من 518 مليون دولار بنهاية عام 2023، مما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، في حين تشير الإحصائيات إلى وجود نحو 500 شراكة بحرينية عمانية في مختلف المجالات، وما يقارب من 900 مؤسسة تجارية بحرينية عاملة في سلطنة عُمان، أغلبيتها من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تساهم في تنمية الناتج المحلي وتعزز التكامل التجاري بين الاقتصاد البحريني والعُماني.
وثمّن بن هندي ما يقوم به سفير مملكة البحرين لدى سلطنة عُمان د. جمعة الكعبي، وسفير سلطنة عُمان الشقيقة لدى مملكة البحرين فيصل البوسعيدي، من جهود كبيرة واستثنائية في سبيل تعزيز الروابط التجارية بين البلدين الشقيقين من خلال التشبيك بين رجال الأعمال والمستثمرين البحرينيين مع نظرائهم في سلطنة عُمان الشقيقة.
وأضاف: «التنسيق والتواصل بين القطاعين التجاري والاقتصادي في كلا البلدين مهم وحيوي للغاية، وخلال هذا العام عقدت جمعية رجال الأعمال البحرينية اجتماعاً تنسيقياً مشتركاً مع وفد رجال الأعمال العمانيين، الذي قام بزيارة البحرين؛ بهدف بحث تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بمشاركة متميزة من قطاع الأعمال في البلدين الشقيقين، حيث جاء هذا الاجتماع استكمالاً ومتابعة لزيارة وفد جمعية رجال الأعمال البحرينية إلى سلطنة عمان والوفود التجارية المختلفة بين البلدين».
إلى ذلك، قال رجل الأعمال عبدالحكيم الشمري إن العلاقات التي تربط مملكة البحرين وسلطنة عمان، علاقة ضاربه جذورها في التاريخ منذ أقدم العصور؛ علاقات اجتماعية، وأسرية بين البلدين، وهذا يتضح جلياً من خلال الروابط التي تربط الشعبين الكريمين.
وقال الشمري: «من جانب آخر العلاقات السياسية المشتركة بين البلدين، علاقة مميزة على مدى العقود الماضية، والتي تتسم بالاحترام المتبادل لسياسة كل دولة، والتنسيق للمواقف على جميع الأصعدة».
وأضاف: «العلاقات الاقتصادية التي تربط بين البحرين وسلطنة عمان متينة، وتجلى ذلك من خلال شركات مشتركة في القطاعات المصرفية، والصناعية، والتجارية، والتعدين، وصيد الأسماك، وتجارة المواشي، كون البحرين تستورد كمية كبيرة من المواشي عبر الأسواق العمانية، وذلك نظراً لموقع عمان الاستراتيجي، الذي أصبحت من خلاله مركز مهم لتجارة (الترانزيت) والمواشي على وجه الخصوص».
وأشار إلى أن العلاقة بين ميناء خليفة في مملكة البحرين وميناء صلالة الإقليمي علاقة قوية، كون حركة الملاحة البحرية الدولية تربط بين هذين الميناءان بخطوط ملاحية راسخة منذ عقود.
ومن جانبه قال رجل الأعمال وعضو مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال البحرينية ناصر الأهلي إن العلاقات البحرينية و العمانية على المستويين الاجتماعي والاقتصادي متينة ومتنامية منذ عهد المؤسسين وحتى العهد الزاهر لقيادتي البلدين الشقيقتين، ولا شك أن العلاقة بين الشعبين الشقيقين قوية منذ قديم الأزل، وتعكسها نجاح المؤشرات الاقتصادية والتبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين البلدين.
وأضاف: «في السنوات الأخيرة، وفي العهد الإصلاحي لجلالة ملك البلاد المعظم، والسلطان هيثم بن طارق، تم إبرام العديد من الاتفاقيات والمعاهدات المشتركة بين البلدين، وخاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، وقد قدرت حجم التبادلات التجارية بين البلدين في الأعوام الماضية بأكثر من 800 مليون دولار».
وتابع: «تقدر الاستثمارات المشتركة بين البلدين من خلال وجود حوالي 500 شراكة بحرينية عُمانية في مختلف المجالات، وما يقارب من 850 مؤسسة تجارية بحرينية عاملة في سلطنة عُمان، معظمها من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويبلغ حجم الاستثمارات البحرينية المباشرة في سلطنة عُمان حوالي 375 مليون ريال عُماني ما بين القطاع العقاري والأغذية ومواد البناء، وغيرها من الصادرات العمانية، ومن أهم المشاريع القائمة بين البلدين الشركة البحرينية العُمانية للاستثمار القابضة، التي تأسست بهدف تعزيز الاستثمارات المشتركة، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والقطاع اللوجستي، إلى جانب قطاع المصارف والتأمين والعقارات، وتمتلك مؤسسات بحرينية حصصاً في بنوك وشركات تأمين عُمانية، مما يعزز التعاون في القطاع المالي بين البلدين».