د. نادية إسماعيل حاجي

مع بداية العام الدراسي الجديد، تبذل مملكة البحرين جهوداً تنظيمية وأمنية كبيرة لتهيئة بيئة مدرسية آمنة للطلبة والكوادر التعليمية، وذلك ضمن خطة متكاملة من قبل وزارة الداخلية وبالتعاون مع الوزارات الحكومية، تعزيزاً للأمن المجتمعي.

وفي هذا الإطار، تأتي جهود الإدارة العامة للمرور في تنظيم الحركة المرورية خلال فترة العودة للمدارس عن طرق تكثيف الدوريات المرورية في محيط المدارس لتسهيل الحركة وضمان وصول الطلبة لمقاعد الدراسة بأمان، كما تقوم بالتعريف بالإرشادات المرورية ونشرها عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، كتذكير مستخدمي المركبات بضرورة الالتزام بقواعد السلامة المرورية وتجنب الوقوف العشوائي قرب المدارس، وعلى الصعيد التثقيفي تنظم الإدارة العامة للمرور دورات تدريبية لشرطة خدمة المجتمع وحراس المدارس لتعزيز السلامة المرورية.

ومن جهة أخرى، تحرص وزارة الداخلية وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم على تنظيم سلسلة من البرامج التوعوية الموجهة للطلبة وأولياء الأمور، كمحاضرات السلامة المرورية وورش العمل حول الأمن الرقمي لحماية الطلبة من مخاطر الإنترنت، كما تحرص الوزارة على إشراك الطلبة في هذه الحملات من خلال الأنشطة التفاعلية والمسابقات المختلفة، بما يعزز لديهم ثقافة الالتزام بالقوانين ويجعلهم شركاء فاعلين في نشر الوعي.

ويأتي دور وزارة الأشغال أيضاً في تهيئة الطرق استعداداً للعام الدراسي الجديد بهدف توفير بيئة آمنة للطلبة حفاظاً على سلامتهم وسلامة مستخدمي الطريق وتحسين الوضع الحالي للشوارع لتفادي الاختناقات المرورية المحتمل وقوعها مع بداية العودة للمدارس، أضف إلى ذلك التزامها وضمن خطتها السنوية بصيانة المباني المدرسية بغية الحفاظ على مستوى عال من الخدمات، وذلك حفاظاً على المنشآت التعليمية القائمة وضمان توفير مرافق خدماتية آمنة للطلبة والهيئة التعليمية تزامناً مع بدء العام الدراسي الجديد لتكون جميع المدارس جاهزة لاستقبال الطلبة منذ أول يوم دراسي تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة.

وتؤكد وزارة الداخلية باستمرار على أن الأسرة شريك رئيسي في نجاح الجهود الأمنية طيلة العام الدراسي، من خلال التزام أولياء الأمور بالقوانين المرورية، ومتابعة استخدام أبنائهم للتقنيات الحديثة بشكل آمن، فهي تؤمن بأن التعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع يسهم في بناء بيئة مدرسية آمنة ومستقرة. إن عودة الطلبة إلى المدارس ليست مجرد بداية لعام دراسي جديد، بل هي مناسبة تعكس التلاحم والتعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع، ومن خلال الاستعدادات المكثفة لوزارة الداخلية مع وزارات المملكة، يظل الأمن والسلامة أولوية، بما يضمن انطلاقة دراسية ناجحة تعزز من مكتسبات التنمية في البحرين.

* إعلامية وباحثة أكاديمية

شاركها.