الفنان عيسى هجرس: يزحف الشعر على الأرض حتى يلقاه اللحن فيطير به إلى السماء
في أصبوحة أدبية بالجامعة الأهلية ..
أكد الفنان عيسى هجرس أن أحد أهم شرائط تخليد الأغنيات استنادها إلى ألحان مبتكرة تبرز مضامين قصائدها الشعرية وتمهد القلوب لاستقبالها والهيام بها، منوها إلى أن الإقرار بدور ومسؤولية اللحن عن سمو القصائد والأغنيات لا يقلل من قيمة الكلمة والصوت اللذين يشكلان الحليف الضروري من أجل صناعة الأغنيات الخالدة.
ودعا هجرس في لقاء مفتوح مع عدد من اساتذة وطلبة الجامعة الأهلية في اصبوحة أدبية إلى التمسك بالجذور في جميع الفنون والانطلاق منها نحو الإبداع والابتكار، وتطرق إلى عدد واسع من الأغاني العربية التي تخلدت بفعل روح الابتكار والإبداع لدى الملحنين كمحمد عبدالوهاب وسيد درويش و الأخوين عاصي ومنصور الرحباني ورياض السنباطي وزكريا أحمد وغيرهم.
وتطرق هجرس إلى المواويل وتجربة أحمد الحداد مع “عطش النخيل”، التي تعد من أجمل ما كتبه الشاعر علي عبد الله خليفة في فترة السبعينات، وكيف تصدى لها الحداد بتجربة لحنية ضمن برواز يظهرها للناس.
ونوه إلى أن القصيدة تظل في إطار القصيدة إذا لم يلحنها أحد، أما في مرحلة التلحين التي أجادها الحداد على سبيل المثال، تحولت القصيدة إلى أنجح ما يكون.
وتطرقت الأصبوحة الأدبية إلى إصدار السرايات للفنان عيسى هجرس وهي مجموعةمن الخواطر الأدبية، كتبت كخلاصات أو حكم موجزة، بمفردات لا تخلو من سجع وشاعرية، تستند العديد منها إلى المجاز والصور الأدبية، لتترك للقارئ أن يشكل فهمه الخاص لهذه السرايات، وبدوره أوضح الفنان عيسى هجرس أن إصداره يختزل تجربته الممتدة على ثلاثة عقود، لافتا إلى أن اختيار “السرايات” عنوانًا للإصدار جاء ليشكل دلالة على معنى الكلمة، ويعكس الروحية التي تتحلى بها شذرات الكتاب.
وأضاف: “السرايات، هي عواصف المواسم المتعلقة بذيل الشتاء، وهي مزاج الريح عندما تفقد صوابها في شهوة الجنون للعصف والاقتلاع من وراء الغفلة، غير آبهة بحرمة السكون وأمن الكائنات”.
وأردف قائلا: “إن لموجات الفكر سراياتها التي تهب في مناخات الإحساس والعواطف، فتجر قوافل التأمل من مساحات البلاغة وأفق الخيال، بحثًا عن طرائد الإبداع، حرفًا ونغمًا في شفرة الأسرار، وغموض الذات”.
ونوه هجرس إلى أن السرايات جاءت مكثفة ومختزلة، وهي وظيفة بلاغية، أراد من خلالها الدخول إلى عوالم التأليف، قائلا: “في هذا العالم، أضع نفسي وسط حقل ألغام النقد، وإني مؤمن بأن الكلمة ما لم تكن قويةً وبليغةً، فلن تكون مستحقةً أن تضمن في كتاب”.
وقد تفاعل جمهور الحاضرين مع ما قدمه الفنان عيسى هجرس، منتعشين بكل معاني الشعر والنغم والجمال التي أضفتها على الأصبوحة كلمات وإجابات الفنان.