القطاع الصحي في مملكة البحرين يقدم العناية المتكاملة لمرضى السكري من خلال برامج وقائية وعلاجية متكاملة
أكد عدد من الأطباء، مختصون بداء السكري والغدد الصماء، أن مراكز الرعاية الصحية الأولية في مملكة البحرين أولت اهتماما كبيرا للوقاية من مرض السكري والكشف المبكر عن الإصابة به، وذلك بتقديم برامج التثقيف والتوعية الصحية بما يتعلق بعوامل الخطورة للإصابة بالسكري والتغلب على مقومات المرض على جميع المستويات.
وأشاروا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السكري الذي يصادف 14 من نوفمبر كل عام، الى أن القطاع الصحي في مملكة البحرين يقدم العناية المتكاملة لمرضى السكري بما يشمل البرامج الوقائية والعلاجية المتكاملة من خلال منظومة صحية متميزة لتقديم أفضل الخدمات لمرضى السكري بحسب المعايير الدولية.
وقالت الدكتورة ابتهاج الشيخ، استشارية طب العائلة وأخصائية السكري بمراكز الرعاية الصحية الأولية، إن مرض السكري هو مرض يرتفع فيه مستوى السكر في الدم عن المعدل الطبيعي، نتيجة نقص كلي أو جزئي في انتاج هرمون الانسولين من خلايا البنكرياس أو ضعف في فعالية الانسولين على مستوى الخلايا والانسجة، وهو داء مزمن يؤثر على طريقة استقبال خلايا الجسم للجلوكوز أو كمية الأنسولين التي يفرزها البنكرياس، مما يؤدي إلى حدوث ارتفاع أو انخفاض غير طبيعي في مستوى السكر بالدم.
واشارت إلى أن عدداً كبيراً من الدراسات أثبتت أن ارتفاع ضغط الدم هو أحد عوامل الخطر الرئيسية لمرض السكري، الذي يمكن أن يؤدي إلى فشل القلب والسكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى، وهذا هو سبب حدوث عدد كبير من الوفيات بسبب امراض القلب لدى مرضى السكر، موضحه أن حوالي 75% من البالغين المصابين بالسكري يعانون من ارتفاع ضغط الدم، بينما تظهر أعراض مقاومة الأنسولين على غالبية الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم.
وأضافت أن نقص وارتفاع السكر في الدم والحموضة الكيتونية تعتبر من المضاعفات قصيرة المدى الناجمة عن الارتفاع الحاد لنسبة السكر في الدم، بينما تتمثل المضاعفات طويلة المدى في خلل في شبكية العين وإعتام العدسة التي قد تؤدي إلى فقدان البصر، بالإضافة إلى خلل في وظيفة الكلى وأمراض القلب والشرايين والسكتات الدماغية وخلل في وظيفة الاعصاب.
بدورها، أكدت الدكتورة حنان جميل حميدان استشارية طب العائلة وأخصائية السكري بمراكز الرعاية الصحية الأولية، أن مراكز الرعاية الصحية الأولية في مملكة البحرين أولت اهتماماً كبيراً بالوقاية من مرض السكري والكشف المبكر عن الإصابة به، وذلك بتقديم برامج التثقيف والتوعية الصحية علاوة على تقديم خدمات الفحوصات الدورية للكشف المبكر لجميع الفئات من خلال العيادات العامة أو عيادات الكشف المبكر، إضافة إلى فحص السكر الدوري للحوامل للكشف عن سكر الحمل.
وبينت أن الكشف المبكر عن الإصابة بمرض السكري عن طريق الفحوصات الدورية والتدخل العلاجي المبكر، يساهم بدرجة كبيرة في الحد من الإصابة بمضاعفات هذا المرض.
من جانبها، أكدت البروفيسور دلال الرميحي استشاري الغدد الصماء في مستشفى العوالي، عضو مجلس إدارة ورئيس اللجنة العلمية بجمعية السكري البحرينية، أن القطاع الصحي في مملكة البحرين يقدم العناية المتكاملة لمرضى السكري بما يشمل البرامج الوقائية والعلاجية المتكاملة من خلال منظومة صحية متميزة لتقديم أفضل الخدمات لمرضى السكري بحسب المعايير الدولية، مشيرة الى ان وزارة الصحة تقوم بعمل الإحصاءات والمسوحات الصحية دورياً للاطلاع على أثر برامج الوقاية والعلاج والاستمرار في تقديم خدمات صحية عالية الجودة.
وأضافت أن مملكة البحرين تمتلك فريق عمل وطنيا لمكافحة الأمراض المزمنة غير السارية يضم جميع الوزارات والقطاعات المعنية بالصحة، يتم من خلاله إطلاق المبادرات والسياسات المعنية بالحد من مرض السكري ومضاعفاته.
وأشارت الرميحي إلى أن جمعية السكري البحرينية، منذ تأسيسها في 1989 تساهم بشكل متناغم مع وزارة الصحة والمستشفيات للحرص على نشر الوعي حول أهمية الفحص عن السكري والعلاج بانتظام، درءا للمضاعفات إلى جانب القيام بالبحوث العلمية والدورات التدريبية للعاملين في القطاع الصحي وبرامج دعم المصابين بالسكري مثل توفير مضخات الانسولين ومجسات قياس السكر.
من جانبه، قال الدكتور ناجي علم الدين استشاري الغدد الصماء والسكري والسمنة والخدمات الطبية الملكية في مستشفى الملك حمد الجامعي ونائب عميد كلية الطب بالكلية الملكية للجراحين في جامعة البحرين الطبية، إن نسبة حدوث مرض السكري 14.7 % في مملكة البحرين من الأشخاص البالغين، وتُشير التوقعات إلى ارتفاع نسبة المصابين بداء السكري إلى نحو ربع سكان المنطقة في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول 2030م.
وأضاف أن النوعين الأول والثاني هما الأكثر شيوعاً من أنواع مرض السكري حيث يمثل النوع الثاني تقريباً 90% من الحالات القائمة بينما يمثل النوع الأول حوالي 10% من الحالات.
وأوضح أن النوع الأول غالباً يصاب به الأطفال أو المراهقين، ويعتبر مرضاً مناعياً تُدمَّر فيه الخلايا المنتجة للهرمون المنظم للسكر في الدم (الانسولين) المتواجدة في البنكرياس، ويحتاج المريض إلى العلاج بواسطة حقن الانسولين بشكل دائم للمساعدة على تنظيم مستويات السكر بشكل أدق، أما النوع الثاني الذي يصاب به البالغون عادة، فقد لوحظ تغيير ملفت في الفئة العمرية المشخصة، قد يعود لعوامل عدة منها وراثية، ولكن العامل الأهم هو نمط الحياة المستحدث، ويعتمد العلاج على الادوية التي تؤخذ بواسطة الفم أو الحقن وعلى تغيير نمط الحياة والعيش باعتماد نظام حياة صحي متكامل.