المتحدث باسم الخارجية الألمانية لـ”الوطن”: الوضع في غزة كارثي ونؤيد حل الدولتين من أجل استقرار المنطقة
وليد صبري
لا للتهجير القسري للفلسطينيين..
السفير الألماني: معاناة الشعب الفلسطيني تذكر العالم بالصراعات السابقة
وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا ومدير المركز الألماني للإعلام، د. دينيس كوميتات، الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ«الكارثي»، مؤكداً أن ألمانيا ترى أن حل الدولتين السبيل الوحيد لاحتواء العنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف في رد على سؤال لـ«الوطن» خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس مع وسائل الإعلام المحلية في مملكة البحرين بحضور سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى مملكة البحرين كليمنس أوغستينوس هاتش، أن بلاده ترفض التهجير والترحيل القسري للفلسطينيين، مشدداً على أن ألمانيا تدين وترفض تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتعلقة بقصف سكان غزة بالقنابل وكذلك بالدعوة إلى توزيع سكان غزة على العالم وتوفير أموال إعادة إعمار القطاع وغير ذلك من التصريحات المرفوضة وغير المقبولة والتي تؤدي إلى تأجيج التوتر والعنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وفيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت لألمانيا بشأن رفضها وقفاً كاملاً لإطلاق النار في غزة، أوضح د. كوميتات أن وقف إطلاق النار المؤقت في غزة يبدو حلاً أكثر واقعية وقبولاً في الوقت الحالي، خاصة ما يتعلق بالاستراتيجية الإسرائيلية. واعتبر أن دول مجلس التعاون الخليجي بما تملكه من قوة اقتصادية تمثل دعماً حقيقياً للشعب الفلسطيني، متحدثاً عن ضرورة التعاون بين جميع الدول لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي ودول أوروبا وأمريكا من أجل إيجاد حل لتلك الأزمة.
وأوضح أنه لا يستطيع التكهن بما يمكن أن يحدث ومتى يمكن أن تنتهي حرب غزة؟ مؤكداً أن بلاده تدعم السلطة الفلسطينية خاصة وأن أوروبا قدمت اقتراحاً حول إجراء انتخابات فلسطينية ومستقبل السلطة، مضيفاً لذلك نحن نتوقع أن تلعب السلطة الفلسطينية دوراً مؤثراً في المستقبل، دون مزيد من التفاصيل. وذكر أن «بلاده تؤكد على ضرورة أن تحترم إسرائيل للقانون الدولي الإنساني، خاصة وأن وزير الخارجية الألماني كان حريصاً على زيارة دول عربية وإسرائيل من أجل التنسيق مع الشركاء والحلفاء للتأكيد على ضرورة حماية المدنيين في غزة لكن الأبواب كانت مغلقة»، على حد وصفه. وأكد أن ألمانيا لديها علاقات قوية ووطيدة مع كافة الأطراف لذلك فهي تحرص على أن تمارس الوساطة عبر الدبلوماسية من أجل إيجاد حل لتلك الأزمة. وفي رد على سؤال لـ«الوطن» حول عدم وجود ضغوط حقيقية من ألمانيا على إسرائيل لوقف الحرب، خاصة مع مقتل أكثر من 5 آلاف طفل فلسطيني بنيران إسرائيل، أوضح المتحدث الرسمي باسم الخارجية الألمانية أن «بلاده تدرك أن الوضع في غزة كارثي ولذلك نحن نتكلم مع كل الأطراف بوضوح، ولكن، هناك ضغوط على إسرائيل».
وفي رد على سؤال لـ«الوطن» حول موقف ألمانيا من حل الدولتين خاصة مع رفض إسرائيل له وعدم استعدادها للقبول بمبادرة السلام العربية، أفاد د. كوميتات بأن ألمانيا تؤيد حل الدولتين وهذا هو الحل الوحيد ولا يوجد حل آخر. وفي رد على سؤال لـ«الوطن»، حول موقف ألمانيا من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المتعلقة بضرب سكان غزة بالقنابل الذرية وضرورة توزيعهم على العالم وتوفير الأموال المخصصة لإعادة إعمار القطاع، شدد د. كوميتات على أن بلاده ترفض تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، معتبراً أنها تصريحات غير مسؤولة وتعطي انطباعاً سيئاً، منوهاً إلى أن ألمانيا ترفض رفضاً قاطعاً لمسألة التهجير القسري للفلسطينيين. وذكر أن ألمانيا تعد ثاني أكبر مانح للأونروا حيث تبرعت بنحو 190 مليون يورو في عام 2022، متحدثاً عن خطة ألمانية لدعم الشعب الفلسطيني بمبلغ كبير.
وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الألمانية عن سعادته بزيارته للبحرين ومشاركته للمرة الأولى في «حوار المنامة 2023»ـ «قمة الأمن الإقليمي الـ19»، موضحاً أن الجلسات والمناقشات التي دارت خلال المنتدى كانت مثمرة ومتميزة، لاسيما وأن تلك الجلسات والمناقشات تضمنت آراء مختلفة ومتباينة حول حرب غزة، ومن يتحمل مسؤوليتها، والوضع في القطاع بعد حرب 7 أكتوبر، حيث طرحت العديد من الحلول لتحديات هذه الحرب من خلال المشاركين والمتحدثين من بلدان مختلفة، مؤكداً أنه كان من اللافت إلقاء الضوء على النتائج والحلول وما يمكن التوصل إليه من نتيجة لنهاية هذه الحرب. وأعرب عن تطلعه إلى مزيد من التعاون بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي ولذلك وفرت جلسات «حوار المنامة» الأرض الخصبة والسبيل لمناقشة الحلول من أجل مستقبل أفضل للتعاون بين العرب وأوروبا.
من جهته، قال السفير الألماني إن ما يشهده الشرق الأوسط، وتحديداً المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني قادرة على تذكير العالم بالصراعات السابقة التي شهدها العالم، وبعواقبها من حيث مصطلح الإرهاب والاضطرابات.
ونوه إلى أن تلك الأحداث تشكل رسالة إلى الغرب أن وقف الحرب لا تتعلق بالصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين فقط بل إن الأمر يتعدى ذلك ليشمل استقرار منطقة الشرق الأوسط والعالم بأكمله سواء على المدى القصير أو المدى الطويل.
وشدد على دعم بلاده لحل الدولتين معتبراً أن هذا الحل قادر على تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، منوهاً في الوقت ذاته إلى ضرورة العمل على تحقيق هذا الأمر. ودعا إلى ضرورة الحوار مع جميع الأطراف سواء طرفي النزاع أو الدول الأخرى من أجل الوصول إلى حل ووقف الحرب في غزة.