السعودية بين المراوغة وجس النبض.. وزير اسرائيلي في الرياض وسفير سعودي في رام الله وطن

وطن يبدو أن التطبيع السعودي مع إسرائيل بات أقرب من أي وقت مضى بعد خطوة للمرة الأولى جرت اليوم الثلاثاء 26 أيلول/سبتمبر حيث جرت زيارة وزير إسرائيلي إلى الرياض وسفير سعودي إلى رام الله.
وللمرة الأولى وصل وزير السياحة الإسرائيلي حاييم كاتس إلى السعودية ضمن أول زيارة علنية إلى المملكة فيما وصل أول سفير سعودي لدى فلسطين نايف بن بندر السديري إلى رام الله.
واختار السفير السعودي إلى فلسطين الحضور في موكب للسيارات، وليس عبر طائرة مروحية، كما جرت العادة مع وزراء ومسؤولين عرب ومن المقرر أن تستمر الزيارة حتى يوم الأربعاء حسبما نقله موقع العربي الجديد.
والتقى السديري الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأكد أن الرياض تسعى لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية فيما ذكرت وزارة السياحة الإسرائيلية أن زيارة كاتس تأتي لحضور فعالية دولية.
التطبيع أقرب من أي وقت
وتوحي الخطوات الإسرائيلية السعودية في المنطقة بأن التطبيع بات وشيكاً وأقرب من أي وقت مضى، فيما تدور أحاديث عن عقبات سياسية وأمنية ودبلوماسية تحول دون إتمام الصفقة التاريخية.
ونقلت موقع يورو نيوز عن وزارة السياحة الإسرائيلية قولها إن حاييم كاتس هو أول وزير إسرائيلي يترأس وفدا رسميا إلى السعودية ويشارك ضمن حدث لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الرياض.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن محمود عباس تقبل أوراق اعتماد سفير السعودية الأول نايف بن بندر السديري سفيراً فوق العادة مفوضاً غير مقيم لدى دولة فلسطين وقنصلاً عاماً في مدينة القدس.
وفي 13 آب/أغسطس 2023 عينت السعودية نايف بن بندر السديري سفيراً فوق العادة مفوضاً غير مقيم وقنصلاً عاماً في مدينة القدس وشغل منصب سفير الرياض لدى الأردن.
يذكر أن السعودية كان لها قنصلية عامة في القدس تم إغلاقها عام 1967 بعد الاحتلال الإسرائيلي آنذاك وتغير الوضع في الضفة التي كانت مع القدس الشرقية تخضع لإدارة أردنية.

السعودية بين المراوغة وجس النبض
وتثير تلك التطورات تساؤلات عن مدى التمهيد الحذر الذي تسعى من خلاله السعودية إلى التطبيع مع تخوفات تدور بالدرجة الأولى من اسيتاء شعبي كبير ينقلب عليها بشكل غير متوقع.
فحملة القمع التي شنتها السلطات السعودية والتي طالت علماء دين ومشاهير وتم تبريرها تحت “حجة الإرهاب وحجج عديدة” تشكل خطراً حقيقياً تجاه مسألة السخط الشعبي المتزايد من الرياض.
وتعمل الرياض بأساليب توصف بالشيطانية في سبيل قمع الشعب والحريات من جهة والتغيير الجذري والشامل في سياساتها الماضية تجاه الدين والقضايا المحقة مثل قضية فلسطين.
وتبدو حجة الحصول على سلاح نووي مقابل التطبيع صفقة تحاول الرياض أن تجعلها مقنعها أمام الشعب السعودي والعربي المستاء من تطبيع دول أخرى مثل الإمارات والمغرب والسودان ودول أخرى قد تلحق بها.
وقبل زيارة وزير إسرائيل للمملكة وسفير سعودي إلى رام الله، تقول الرياض إنها تسعى إلى امتلاك قدرات نووية مدنية خاصة بها، وجعلت المساعدة الأمريكية في البرنامج مطلبًا رئيسيًا في صفقة محتملة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وتنفذ المملكة العربية السعودية ما يشبه المناورة وجس النبض على مختلف الجهات، من حديث عن عدم تقديم تنازلات إلى قضية طرح امتلاك السلاح النووي وليس انتهاء بالزيارات الإسرائيلية التاريخية وتعيين سفير لها في فلسطين وزيارته رام الله.
وتخشى السعودية من أي غضب شعبي داخلي أو عربي على غرار ماجرى في ليبيا حيث أثارت التقارير الشهر الماضي عن لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش مع نظيرها الإسرائيلي احتجاجات أدت إلى إقالتها.
ومن خلال زيارات سرية إلى إسرائيل برزت محاولة تطبيع السعودية بشكل جدي عبر عراب تلك الزيارات ورئيس جهاز الاستخبارات السعودي بندر بن سلطان.