حنان الخلفان

هذه الاستضافة لم تأتِ صدفة، بل كانت ثمرة رؤيةٍ شجاعة قادها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، الذي آمن بأن البحرين قادرة على أن تكون مركزاً آسيوياً للحركة الرياضية، وبأن الشباب البحريني يمتلك من الحماس والكفاءة ما يؤهله لإبهار القارة بأكملها.

فما نراه اليوم من حراك وطني واسع ليس استعداداً لبطولة فحسب، بل مشروع وطني متكامل يُعيد تعريف معنى التنظيم والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد.

توحّدت الإرادات وتكاملت الجهود بين الجهات الحكومية كافة، من وزارات وهيئات ومؤسسات، لتكون هذه الدورة نموذجًا في التعاون المؤسسي والإدارة المتكاملة.

من الهيئة العامة للرياضة التي تقود العمل الميداني بقيادة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، إلى وزارة شؤون الشباب التي صنعت جيلاً من المتطوعين المؤهلين، مروراً بوزارات الداخلية، والصحة، والإعلام، والتربية والتعليم، والسياحة، التي أسهمت جميعها في تقديم صورة مشرفة لوطنٍ يؤمن بأن الإنجاز لا يتحقق إلا بالعمل المشترك.

كل جهة حكومية أصبحت جزءاً من المنظومة الوطنية التي تسعى إلى إبراز البحرين في أبهى صورة أمام ضيوفها من القارة الآسيوية.

في المطار، تستقبل الوفود فرقٌ مدرّبة بابتسامات بحرينية صادقة. وفي المنشآت الرياضية، يسهر المهندسون والفنيون على تجهيز الملاعب وفق أعلى المعايير. وفي المرافق الصحية، وُضعت الخطط الدقيقة لضمان سلامة الرياضيين. أما الإعلام، فينقل الحدث بلغة الإنجاز، وبتغطية تليق باسم البحرين ومكانتها.

تتصدّر قناة البحرين الرياضية هذا الحراك الإعلامي عبر برامجها التي تواكب أجواء البطولة بروحٍ وطنية وحماسٍ رياضي، مسلّطة الضوء على قصص النجاح وجهود المتطوعين التي تعكس الصورة المشرقة للبحرين.

هذه الروح الجماعية لم تولد من فراغ، بل هي امتدادٌ لنهجٍ أرسته القيادة الحكيمة، ونهضةٍ شاملة يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبدعمٍ مباشرٍ من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الذي جعل من التعاون بين الجهات الحكومية نهجًا راسخًا في إدارة المشاريع الكبرى.

ومن هنا، لم تعد البطولة حدثاً رياضياً فحسب، بل تحوّلت إلى ملحمة وطنية تتلاقى فيها الجهود الرسمية مع طاقات الشباب والمتطوعين والمجتمع المدني، لتُجسّد البحرين معنى «الفريق الواحد» في أجمل صوره.

فهي لا تستضيف الحدث فقط، بل تُقدّمه للعالم بصورةٍ تليق بتاريخها وحضارتها وإنسانها.

إن دورة الألعاب الآسيوية في البحرين ليست مجرد سباقٍ رياضي، بل جسر إنساني يربط بين ثقافات القارة الآسيوية، ويعكس قيم التسامح والانفتاح التي تميّز المجتمع البحريني.

إنها رسالة من هذه الأرض الصغيرة في مساحتها، الكبيرة في عطائها، بأن الرياضة قادرة على أن تجمع المختلفين، وأن تصنع من التنافس صداقة، ومن الفوز تعاوناً.

وفي كل زاوية من زوايا التحضير للدورة، تُكتب قصة من قصص البحرين: قصة متطوعٍ يهبّ من أجل وطنه، ومهندسٍ يسهر ليلاً ليُنجز مهمة، وإداريٍ ينسق الجهود في صمت، وإعلاميٍ يوثّق اللحظة بروح الفخر.

كلهم يتحركون نحو هدفٍ واحد: أن تظل البحرين وجهاً مشرقاً للرياضة، ونموذجًا للنجاح، ونافذةً للأمل حين يُغلق العالم أبوابه.

وبصراحة، هنا في البحرين، حيث تلتقي الرياضة بالوطنية، وتُصنع الإنجازات بالعمل الجماعي، تُكتب الحكاية من جديد.

مملكة البحرين تفتح للعالم باب الأمل، وتستقبل المستقبل بثقةٍ واعتزاز.

شاركها.