حسن الستري

كشفت مديرة إدارة أعمال المؤسسة الملكية للإنقاذ والسلامة المائية شيماء باقر، أن عدد حالات الغرق بلغت منذ مطلع العام 2024 وحتى الآن 10 وفيات، بحسب ما تم نشره إلى جانب مصادر المؤسسة.

وأضافت لـ«الوطن»، أن عدد حالات الإسعافات الأولية والإنقاذ في المواقع التي يتواجد فيها خدمات الإنقاذ والسلامة للمؤسسة بلغ 207 حالات في العام 2024، فيما تم إنقاذ 23 حالة، مشيرة إلى أن عدد حالات الإسعافات الأولية التي قدمتها المؤسسة في العام الحالي بلغ 188 حالة، في حين تم إنقاذ 24 حالة.

وبمناسبة اليوم العالمي للوقاية من الغرق، الذي يُقام في 25 يوليو من كل عام، أكدت المؤسسة التزامها الثابت بحماية الأرواح في الماء وحوله، مشيرة إلى أن الغرق هو وباء صامت يُسفر عن مئات الآلاف من الأرواح سنوياً، ومع ذلك، يمكن الوقاية منه تماماً. اليوم، نتضامن مع المجتمع العالمي لرفع مستوى الوعي، وتكريم الأرواح التي فُقدت، واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وقالت: «في البحرين، عملنا بلا كلل لتحويل المسار من خلال التثقيف والتوعية، وتحسين معايير السلامة المائية من خلال خدماتنا الإنقاذية. بدءاً من تقديم تدريب معتمد على الإسعافات الأولية وخدمات الإنقاذ إلى تمكين الأطفال والكبار في جميع أنحاء المجتمع بالمهارات والمعرفة والثقة اللازمة لإنقاذ الأرواح». وأضافت: «رسالتنا واضحة وهي صفر حالات غرق يمكن الوقاية منها».

وأكدت المؤسسة فخرها، بقيادة المبادرات الوطنية مثل تطوير إرشادات التشغيل الآمن للمسابح والشواطئ، وتزويد رجال الإنقاذ الميدانيين بالتدريب المعتمد دولياً، من خلال الشراكات مع جميع القطاعات والحملات التوعية العامة.

ويعتبر اليوم العالمي للوقاية من الغرق، أكثر من مجرد مناسبة؛ إنه دعوة ملحّة لتعزيز الوعي المجتمعي بقضايا السلامة المائية واتخاذ خطوات جادة لحماية الأرواح.

ويُشكل هذا اليوم تذكيراً مهماً لكل فرد بأهمية الالتزام بمعايير السلامة المائية وحماية النفس والآخرين من مخاطر الغرق. إنه فرصة حقيقية لتعزيز الحوار حول ضرورة التعاون المجتمعي لنشر الوعي واتخاذ الإجراءات الوقائية للحد من خطورة هذا الأمر الذي يعد ثاني سبب للوفاة عالمياً.

وعلى الصعيد العالمي، تواصل منظمة الصحة العالمية التركيز على إذكاء الوعي بشأن الغرق بوصفه قضية من قضايا الصحة العامة، مع تذكير الناس بما ينبغي أن يفعله الجميع للوقاية من الغرق. وقد أُعلن عن اليوم العالمي للوقاية من الغرق في 28 أبريل 2021، في قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وسواء كان الشخص يسبح للهواية أو وجوده بجانب المياه، فإن تعلم أساسيات السلامة المائية والإنقاذ قد يكون الفرق بين الحياة والموت. فاليوم العالمي للوقاية من الغرق لا يحتفل فقط بالحياة بل يدعم الحفاظ عليها بكل الوسائل الممكنة.

في البحرين، يتم توجيه الأضواء نحو هذا اليوم من خلال مجموعة من الفعاليات والأنشطة التوعوية التي تهدف إلى نشر الثقافة الوقائية وتوفير الأدوات اللازمة للتعامل مع المخاطر الة بالمسطحات المائية.

ويركز هذا اليوم على توعية أفراد المجتمع بالمخاطر التي يمكن أن تؤدي إلى الغرق، مع توفير إرشادات عملية للوقاية منه. الهدف الأسمى هو بناء ثقافة مجتمعية قائمة على السلامة المائية.

وتتنوع الفعاليات المقامة في البحرين بين المحاضرات التوعوية التي تسلط الضوء على أسس السلامة المائية، وورش العمل التي تقدم تدريباً عملياً في السباحة والإسعافات الأولية. بالإضافة إلى ذلك، هناك عروض توضيحية تفاعلية تهدف لتعليم الأفراد كيفية التصرف في حالات الطوارئ، إلى جانب حملات توعية تُفعَّل عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي.

وتشترك العديد من الجهات بفعالية في هذه المناسبة، بما في ذلك المؤسسة الملكية للإنقاذ والسلامة المائية، وعدد من الهيئات الحكومية والجمعيات التي تُعنى بالسلامة. كما يُشرك المدارس والجمهور العام للتأكيد على أن الوقاية من الغرق مسؤولية جماعية تتطلب تعاون الجميع، حيث تشدد الفعاليات على أهمية الإشراف المستمر على الأطفال بالقرب من المسطحات المائية، واستخدام معدات السلامة مثل سترات النجاة.

وفي البحرين توجد دورات تعليم السباحة التي تُقدّم بتكلفة رمزية لتأهيل الأطفال والكبار على السباحة بأمان، إضافة لورش الإسعافات الأولية التي تشمل مهارات الإنقاذ مثل الإنعاش القلبي الرئوي تُعلّم من خلال جلسات تدريبية احترافية.

كما تُقدّم حملات توعية ومواد إعلامية تُنشر على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي والجهات الإعلامية، مرفقة بمنشورات وكتيبات تثقيفية عن السلامة المائية، إضافة لفعاليات ترفيهية ذات مضمون عبارة عن أنشطة ممتعة على الشواطئ أو المسابح، مع تخصيص جزء منها لتوضيح أهمية السلامة أثناء الاستمتاع بالماء.

بينما تفقد آلاف سنوياً بسبب الغرق على مستوى العالم، تبرز البحرين كقصة نجاح ملهمة في مواجهة هذا الخطر المأساوي.

الغرق يظل أحد الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال والمراهقين بين الأعمار 5 إلى 14 عاماً، ما يجعل الجهود المحلية والعالمية أملاً يحمل إمكانيات كبيرة لتخفيف وطأة هذه الكارثة التي تهدد المجتمعات والأسر. تعزيز تعليم السباحة والسلامة المائية ليس مجرد حل مؤقت؛ بل هو استثمار مستدام في حياة الأجيال المقبلة. ومع استمرار هذه المساعي الحثيثة، يبقى الأمل كبيراً في رؤية عالم أكثر أمناً حيث تتحول الأمواج من خطر يهدد الأرواح إلى مصدر بهجة وأمان للجميع.

شاركها.