الملك: البحرين ستبقى بعون الله وطن الأسرة الواحدة بين كافة أبنائها
العاهل يستقبل المهنئين من أهالي المحافظة الشمالية بشهر رمضان
استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة، الممثل الشخصي لجلالة الملك المعظم، في قصر الصخير مساء أمس، المهنئين من أهالي المحافظة الشمالية، وذلك في إطار لقاءات جلالته مع المواطنين في شهر رمضان المبارك، حيث تشرف الجميع بالسلام على جلالته، معربين عن أسمى آيات التهاني والتبريكات لجلالته بهذا الشهر الكريم. ضارعين إلى الباري عز وجل أن يعيد هذه الأيام والليالي المباركة على جلالته بوافر الصحة والسعادة، وأن يعيد هذا الشهر الفضيل على البحرين وأهلها بالخير والبركة.
كما أعرب الحضور عن جزيل شكرهم وامتنانهم لجلالته، لما تشهده المشاريع التنموية في المحافظة الشمالية من تطور مستمر بفضل توجيهات جلالته الكريمة.
واستهل اللقاء بتلاوة عطرة من القرآن الكريم.
ورحب حضرة صاحب الجلالة، حفظه الله ورعاه، في بداية الاستقبال بالجميع، وتبادل معهم التهاني بهذه المناسبة الكريمة، معرباً عن تقديره للجهود المقدرة والمتواصلة لأبناء المحافظة الشمالية في خدمة مسيرة العمل الوطني وإسهاماتهم الفاعلة في جهود البناء والتنمية في البلاد.
ونوه، رعاه الله، بما يتميز به أهل البحرين على مر التاريخ من ترابط وأخوة ومحبة، وتمسكهم بالقيم الإنسانية القائمة على احترام جميع الشعوب والأديان والنابعة من جوهر شريعتنا الإسلامية الغراء، مؤكداً أن البحرين ستبقى، بعون الله، وطن الأسرة الواحدة بين كافة أبنائها.
وأشار جلالته خلال اللقاء إلى ما تشهده المملكة اليوم من بناء وتطور وتنمية، والتي كانت على أسس راسخة وضع لبناتها الآباء والأجداد بجهودهم المتواصلة، مشيداً بعطاء أبناء المملكة وإسهامهم الفاعل في بناء نهضة الوطن، وبما يتميزون به من كفاءة وإخلاص في القيام بمسؤولياتهم في مختلف مواقع العمل والإنتاج، ما أهلهم لتبوء المراكز القيادية سواءً محلياً أو في المنظمات والهيئات العربية والعالمية.
ودعا جلالته الله عز وجل أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال، وأن يعيد علينا شهر رمضان الفضيل ووطننا الغالي يزهو بتطوره وازدهاره ونمائه، وأن يوفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.
بعد ذلك ألقى الدكتور محمود راشد إبراهيم طرادة كلمة نيابة عن أهالي المحافظة الشمالية قال فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين،،
سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم حفظكم الله ورعاكم،،
أصحاب السمو والمعالي والفضيلة والسعادة،،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشرفني يا صاحب الجلالة أن أقف في مجلسكم العامر في هذا الشهر الفضيل، نيابة عن أهالي المحافظة الشمالية، لأعبر عن سروري وفخري بالانضواء تحت رايتكم، ولأقدم يا سيدي حُباً راسخاً توارثته الأجيال، انتماءً وولاءً لقيادتكم الحكيمة، شاكراً لجلالتكم عادتكم السنوية الميمونة في استقبال أهالي المحافظة الشمالية في شهر رمضان المبارك، هذا الاستقبال الذي يعبر عن التلاحم بين القيادة والشعب، وهو وسام عزٍ على صدورنا بتشرفنا بالسلام على جلالتكم، مستنيرين برؤاكم وتوجيهاتكم السديدة.
سيدي صاحب الجلالة
إن النهج الحضاري والإصلاحي لجلالتكم الساعي نحو التقارب بين الأديان قد أرسل رسائل السلام والوئام في العالم أجمع، وهو بالتأكيد انعكاس للسيرة الحضارية والرؤية الملكية السامية والحكيمة للتعايش السلمي والإنساني، التي تعزز قيم ومبادئ السلام والتسامح والحوار بين كل الشعوب بثقافاتها وحضاراتها المختلفة، باعتبارها من الركائز الأصيلة والثوابت الراسخة للمجتمع البحريني المتسامح والمتآخي والحضاري منذ قديم الزمن، وهو ما أكده قداسة بابا الفاتيكان، خلال تلبيته دعوتكم الكريمة بحضور شيخ الأزهر الشريف خلال الزيارة التاريخية في شهر نوفمبر الماضي، لترتقي بجلالتكم البحرين على خارطة العالم للتسامح الديني من خلال العديد من المبادرات، ومنها تدشين “وثيقة إعلان مملكة البحرين”، و”جائزة عيسى لخدمة الإنسانية”، وإنشاء “مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي”، و”برنامج الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي” في جامعة سابينزا بجمهورية إيطاليا، والنجاح الباهر باستضافة المملكة أعمال “الدورة الـ146 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي” ودعوتكم المباركة إلى إقرار اتفاقية دولية لتجريم خطابات الكراهية الدينية والطائفية والعنصرية في جميع صورها، وما العمل الفني المقدم لجلالتكم باسم أهالي المحافظة الشمالية إلا تجسيد لنهج جلالتكم العالمي للتعايش والسلام.
سيدي صاحب الجلالة
إن المحافظة الشمالية تستلهم تنفيذ سياساتها من برنامج العمل الحكومي، برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه قائد فريق البحرين، مباركين لجلالتكم ما أشار إليه التقرير الاقتصادي لمملكة البحرين لعام 2022 حول تحقيق النمو الإيجابي للمؤشرات الاقتصادية، إلى جانب مستجدات المشاريع التنموية وأداء المملكة في التقارير والمؤشرات التنافسية الدولية، بما يدفع تطبيق الأولويات التي تسعى الحكومة الموقرة لتنفيذها نحو التحول من التعافي إلى النمو ومزيدٍ من الخير والنماء والازدهار للوطن والمواطن.
ومن أبرز البرامج التي تقدمها المحافظة الشمالية في هذا الصدد، والتي تهدف إلى الارتقاء بالمستوى المعيشي لذوي الدخل المحدود؛ البرنامج الخيري “بيوت”، بالإضافة إلى بحث الحالات الإنسانية في المجتمع والتعاون مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية بهدف متابعة تنفيذ الحلول الطارئة.
سيدي صاحب الجلالة
لقد انتهجت المحافظة الشمالية نهجكم السامي في لم الشمل وتعزيز النسيج الاجتماعي الواحد، وتجذير الوحدة الوطنية لترسيخ الاِنتماء وقيم المواطنة، وفقاً لتوجيهات الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، وزير الداخلية، المؤسس للشراكة المجتمعية والانتماء الوطني في المملكة.
وما دعم المحافظة الشمالية لحفل الزواج الجماعي الوطني لأبناء الطائفتين الكريمتين، الذي أقيم شهر مارس الماضي بتنظيم من جمعية الهملة الثقافية الخيرية الاجتماعية، إلا أحد البرامج النوعية لتجسيد روح الأسرة الواحدة، بما يصب في تعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد، ويدعم الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة في لوحة فنية بديعة، التقى فيها أبناء البحرين ليعبروا عن رغبتهم الصادقة في لم الشمل وإيمانهم بوحدة المصير المشترك، إذ يجمعهم الإرث الحضاري والتاريخ الواحد.