حذر من السعودية ولم يستجب لتوسلات “الأب الروحي” له .. أبو تريكة بي

حذر من السعودية ولم يستجب لتوسلات “الأب الروحي” له .. أبو تريكة بين إثارة الجدل و”المثالية الزائدة”
“أمير القلوب” عندما يقع في المحظور..
إذا طرحت اسم محمد أبو تريكة في أي مجلس، قبل أسبوع واحد فقط، ستجد الإجابات: “تاجر السعادة”، “الماجيكو”، “أمير القلوب”، “معشوق الجماهير”، “المايسترو”، وغيرها من الإجابات، التي تسير كلها في اتجاه واحد، هو الاتجاه الإيجابي.
لكن إن فعلت خلال الأيام الحالية، فربما تجد من كان يصفه بالعبارات السابقة، يوجه له اللوم، ومنهم من تملك الغضب منه وسيهاجمه، وفئة ثالثة، فاجأت الجمهور، وتطالب حاليًا شبكة “قنوات بي إن سبورتس” القطرية بـ”طرده” وعدم تكليفه بمهمة تحليل أي مباراة مقبلة.
الدافع وراء كل ذلك هو “تشيلسي”؛ النادي الإنجليزي الذي فتح باب الهجوم على المحلل الرياضي المصري، خاصةً من مشجعي البلوز في المملكة العربية السعودية..
“فرقة المليار تقدم كرة بـ10 ريالات، فرقة تصرف مليار جنيه استرليني في خلال موسم، يجب أن تناقس على الدوري، وليس على مركز خامس أو مركز يؤهل لدوري أبطال أوروبا، الفريق لديه اسم كبير، لا يوجد به أي نجم إلا إنزو، وتشيلويل، وتياجو سيلفا”، هذا التصريح وحده كان كفيلًا بكل موجة الغضب الحالية.
أما موقف الماجيكو أمام كل هذا، فيمكنها أن تغضب الغاضبين أكثر: “هل أنت من مواليد لندن؟!”، هكذا قال أمام عتاب أحدهم عند لقائه في أحد مساجد العاصمة القطرية “الدوحة”.
وبالتزامن مع هذا الجدل الدائر حول مواقف محمد أبو تريكة، دعونا نستعرض سويًا أبرز المواقف الجدلية لـ”أمير القلوب”..
“ورطنا مع أولتراس الأهلي”
في الأول من فبراير 2021م، وقعت مجزرة بورسعيد، عقب مواجهة الأهلي والمصري، على أرض الأخير، والتي راح ضحيتها أكثر من 70 مشجع من جماهير القلعة الحمراء أمام أعين اللاعبين، والذين كان من بينهم تريكة.
وكان الماجيكو بطل الحدث بعدها بسبعة أشهر، وتحديدًا في التاسع من سبتمبر 2012م، عندما فاجأ الجميع باعتذاره عن خوض أول مباراة بعد عودة النشاط الرياضي في مصر، حيث كأس السوبر المحلي بين الأهلي وإنبي.
اعتذر أبو تريكة وحده عن خوض المباراة، ليقرر الأهلي برئاسة حسن حمدي، إيقافه لمدة شهرين، تغريمه نصف مليون جنيه، بجانب حرمانه من ارتداء شارة قيادة الفريق.
لم يقف “معشوق الجماهير” صامتًا أمام الجدل الدائر حوله وقتها، فقد انتقده كافة المسؤولين والإعلاميين، ودعمه فقط الجمهور الرافض لعودة النشاط دون محاسبة “القتلة”، ليصدر نجم الشياطين الحمر وقتها، بيانًا جاء به: “إذ أؤكد على تقديري واحترامي للأهلي هذا الكيان الكبير فإنى أؤكد على احترامي وتقبلي للعقوبات التي صدرت في حقي من قبل إدارة النادي، وأؤكد على تقبلها بصدر رحب، وانتهز الفرصة لأجدد اعتذاري للجميع إدارة وجهاز فني ولاعبين وأعضاء وجماهير نادينا الكبير عما بدر من جانبي وهو ما حمل الجميع ضغوطًا نفسية وعصبية قبل أثناء وبعد مباراة السوبر، علمًا بأننى بادرت وقبل الإعلان عن العقوبات بالاتصال بأعضاء الجهاز الفني وزملائي واللاعبين لتقديم الاعتذار الرسمي لهم عما سببته من ضغوط كبيرة سواء قبل المباراة أو بعدها”.
أحد من وجهوا اللوم له وقتها كان زميله محمد بركات، الذي تحدث عن الواقعة بعدها بأشهر: “سبب حزننا من أبو تريكة أنه اتخذ قراره بشكل فردي، وهو ما لم نعتاد عليه، جميعنا يدرك تمامًا قيمة الأولتراس ودورهم الكبير في تشجيع الفريق، لذلك حزنا أننا سنتورط معهم ونظهر أمامهم كأننا مقصرين”.
أزمة “تعاطفًا مع غزة”
موقف لا يزال خالدًا في تاريخ العرب كافة، لكنه أثار استياء بعض الأجانب، بداعي “عدم خلط السياسة بالرياضة”..
في كأس أمم إفريقيا غانا 2008م، وتحديدًا خلال مواجهة السودان في دور المجموعات، بدأ تريكة المباراة من على مقاعد البدلاء، قبل أن يتم الدفع به في الشوط الثاني والنتيجة تشير لتقدم الفراعنة 10.
مع نزول معشوق الجماهير، نجح في إحراز الهدف الثاني، لكن المفاجأة لم تكن هنا، إنما في طريقة الاحتفال، إذ رفع قميص كتب عليه: “تعاطفًا مع غزة”، تزامنًا مع تعرض المدينة الفلسطينية، للقصف.
وقتها أشهر حكم المباراة كوفي كودجا الكارت الأصفر في وجهه، بينما تلقى نجم الفراعنة تحذيرًا رسميًا من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف”، من رفع أي شعارات سياسية مجددًا في الملاعب.
“يكيل بمكيالين”
وبالانتقال لجدل تريكة بعد تعليق حذائه، فهناك من اتهمه بـ”الكيل بمكيالين”، وأنه “ناصح لا يعمل بنصيحته”..
في عام 2020م، خرج نجم منتخب مصر الأسبق عبر قنوات “بي إن سبورتس”، مطالبًا كافة العرب والمسلمين حول العالم بمقاطعة المنتخبات الفرنسية، ردًا على الإساءات الصادرة من البلد الأوروبي تجاه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم.
“قاطعوا المنتجات الفرنسية وكل من يسيء للإسلام وللنبي محمد، نحن نملك قوة في أيدينا، نحن نلجأ لله، وعلى الشعوب أن تتخذ موقفًا قويًا بعيدًا عن الحكومات” هكذا قال تريكة، لكن ورغم الاتفاق معه في كل كلمة قالها إلا أن البعض استغل الأمر بشكل سلبي..
فئة انتقدت أبو تريكة وأكدت أنه لم يوفق في حملته، بداعي أنه يظهر في قناة مملوكة لناصر الخليفي؛ مالك نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، وأن عليه البدء بنفسه أولًا والاعتذار عن عدم الظهور في هذه القناة مجددًا ما لم يتخذ صاحبها موقفًا تجاه الإساءات لنبينا محمد.
عتاب جوزيه له
أحد أكثر المواقف التي فاجأت الجماهير هي خروج البرتغالي مانويل جوزيه؛ المدير الفني الأسبق للأهلي المصري، موجهًا اللوم لأبو تريكة، لقطع الاتصالات بينهما بشكل مفاجئ، رغم محاولات الأول الكثيرة للوصول له.
وقال جوزيه خلال حوار سابق له مع قناة “المحور” في عام 2017م: “لا توجد لي اي مشكلة مع أبو تريكة، هو من امتنع عن الحديث معي، ووصلت لدرجة أنني تحدثت بشكل مباشر له في أحد البرامج، قلت (أنا إنسان، قد أخطئ، لكن لو وقع مني أي خطأ، أتمنى أن تخبرني)، وحاليًا أناشده من جديد (ما هي مشكلتك مع مانويل جوزيه؟، هل أخطأت في حقك؟ لا)، عليكم سؤال تريكة عن السبب”.
حزن الأسطورة البرتغالية في الحديث عن الماجيكو في أكثر من حوار تليفزيوني له، خاصةً وأن الأخير كان يعتبره “الأب الروحي” له في الملاعب، تسبب في جدل كبير بين مشجعي القلعة الحمراء.
لكن من برر موقف تريكة، هو زميله السابق في المارد الأحمر إسلام الشاطر، الذي أوضح لجوزيه أنه امتنع عن التواصل مع عدد من زملائه السابقين، تجنبًا لوضعهم في موقف محرج أمام الرأي العام، في ظل الأزمات السياسية التي تحيط به، بحسب ما أكد له “الساحر” بنفسه.
“مثالية أكثر من اللازم”
ولأن أبو تريكة يسير في خط وحده بعيدًا عن الجموع، حتى مواقفه الإنسانية، تعرض للهجوم بسببها..
في أكتوبر 2021م، وتحديدًا خلال مواجهة نيوكاسل وتوتنهام في الدوري الإنجليزي، تعرض أحد مشجعي الأول لنوبة قلبية، نُقل على إثرها للمستشفى على الفور.
أبو تريكة لم يمر هذا الموقف من أمامه مرور الكرام، إذ قرر مغادرة الاستوديو التحليلي لـ”بي إن سبورتس”، قائلًا: “لم أكن راضيًا عن نفسي بعد استكمال مباراة الدنمارك وفنلندا التي أصيب بها كريستيان إيريكسين، ولذا أستأذنكم والمشاهدين في عدم قدرتي استكمال اللقاء لأنني خرجت من الأجواء”.
البعض بعد هذا الموقف اتهم “أمير القلوب” بمحاولة الوصول لدرجة من المثالية زائدة عن الحد، و”كل ما زاد عن حده انقلب ضده”.
هجمة شعواء من الغرب
كما يطالب بعض العرب حاليًا بطرده من شبكة القنوات القطرية، فقد تعرض “تاجر السعادة” لموقف مشابه، لكن الحملة كانت صادرة من البلاد الأوروبية بالأساس..
المثلية كان سبب هذه الهجمة، إذ انتقد دعم رابطة الدوري الإنجليزي لهذه الفئة، والزام اللاعبين بارتداء شعارات ملونة تدعمها: “كرة القدم تدخل كل بيت الآن، ولذا علينا شرح ما يحدث وبصدق، نعم نحن نتحدث عن أكبر دوري في العالم لكن به ظواهر لا تناسبنا ولا تناسب ديننا، كان التجاهل هو سيد الموقف قديمًا، لكنها أصبحت فجة وموجودة وقد تغلغلت في مجتمعنا، هي ظاهرة عكس فطرة الإنسان وتُهينه، المباريات الرياضية تدخل كل بيت وعلى الجميع التصدي لتلك الظاهرة التي لا تناسب الإسلام وضد الفطرة، وديننا وكل الأديان تُحاربها.
“أتمنى في السنوات القادمة من إدارة القناة أن تمنع الاستوديوهات التحليلية لمباريات الجولات التي تدعم المثلية، لأن دورنا أن نتصدى لتلك الظاهرة التي لا تتعلق أبدًا بحقوق الإنسان بل هي ضدها تمامًا، هذا دورنا ودور الشيوخ والعلماء واللاعبين”.
هذه التصريحات تبعها دعم عربي كبير لـ”أمير القلوب”، كرد على الهجوم الغربي عليه.
عدم احترام زملائه في “بي إن”
بقدر ما يرسل أبو تريكة رسائل توعوية للشباب العربي ويقف بالمرصاد لكل من يحاول أن يتعدى على حقوق أي بلد عربي، لامه البعض على عدم احترام زملائه من المحللين الأجانب في “بي إن سبورتس”، وتوجيه رسائل ضد الغرب في وجودهم..
هذه الأزمة تفجرت بالأساس إبان أحداث كأس العالم قطر 2022م وقبلها، إذ في إطار محاولاته للدفاع عن البلد المستضيف من هجمات الأوروبيين، لم ينتبه أبو تريكة لوجود الإسباني ديفيد فيا، الإيطالي اليساندرو ديل بييرو، البرازيلي ريكاردو كاكا وغيرهم، وقتما ردد عبارات كـ”ديننا الإسلامي يعلمهم ما هي حقوق الإنسان”، و”لن يعلمونا نحن بلدان الإسلامية، عليهم هم أن يتعلموا منا”.
رونالدو يفتح باب الغضب السعودي
بقدر ما يدافع أبو تريكة حاليًا عن تحركات السعودية واستثمارها في عالم كرة القدم، الذي يهاجمها الغرب بسببه، قبل أشهر أغضب الفرعون المصري السعوديين بانتقاده لموافقة البرتغالي كريستيانو رونالدو على عرض النصر..
وقال تريكة، خلال تصريحاته لشبكة قنوات “بي إن سبورتس”: “مع مرور الزمن سيعلم رونالدو ما إذا كان قرار انتقاله للنصر صحيحًا أم خاطئًا، وغالبًا سيكون خاطئًا، قرارات كريستيانو الخاطئة بدأت منذ خروجه من ريال مدريد، الزمن أثبت له أن انتقاله ليوفنتوس كان خاطئًا كما هو حال قرار انتقاله لمانشستر يونايتد”.
وأضاف: “رونالدو قال في المؤتمر الصحفي إنه وصله عروض من أوروبا وأستراليا وأمريكا واستبعدها، لذلك هو له أسبابه وراء اختيار النصر، فهل هذه الأسباب قادرة على إعادة طموحه من الناحية الفنية؟، لا أعتقد ذلك!، لو أحرز ألف هدف في الدوري السعودي وتوج بألف بطولة منها دوري أبطال آسيا، هل سيفيده هذا؟!، كل هذا لن يوصله للمنافسة على الكرة الذهبية، هو حصد خمس كرات ذهبية وميسي حاليًا يبحث عن الكرة الثامنة!”.
نجم الكرة المصرية الأسبق تابع: “كان على رونالدو أن يحترم سنه وتاريخه ويتخذ قرارًا يليق به ألا وهو الاعتزال والاتجاه لمجال التدريب، هو بخبراته وتاريخه قادر على قيادة منتخب البرتغال، فمنتخب بلاده يبحث عن مدرب، لكن رونالدو يريد أن يستمتع بالأجواء، فليتحمل النتائج، وهذا حقه”.
وأكمل: “رونالدو وميسي استثناء، بدايتهما كانت صحيحة، وعليهما أن يختما بطريقة صحيحة وعالمية، أنا أتحدث بعيدًا عن العاطفة، بالطبع أنا سعيد بانتقاله لدولة عربية والسعودية فوق رأسي، لكنني أتحدث عن الصفقة من جانب رونالدو، فأنا من محبيه، حاليًا لن يكون له مكان في المنتخب البرتغالي، إذ أنه وقتما كان في مانشستر يونايتد كان يجلس احتياطيًا”.
واختتم: “عقده مع النصر مدته كم؟ سنتين؟، بعد العام الأول سيرحل، الزمن سيثبت صحة كلامي من عدمه!، هذا توقعي”.
تحذيراته لميسي
الهجوم الذي تعرض له “الساحر” من قبل السعوديين بسبب رونالدو، لم يمنعه من تكرار الموقف مع الأرجنتيني ليونيل ميسي، محذرًا إياه من قبول عرض الهلال السعودي..
“أقول لميسي (لا تكرر خطأ رونالدو، نحن عهدناك في أعلى المستويات)، أرى الأنسب له إذا حقق لقب دوري الأبطال مع سان جيرمان هذا العام، أن يرحل عنه ويعود لبرشلونة”.
وأضاف: “أمنيتي أن يعود لبرشلونة، فرحيله عنه من الأساس كان خطأً، لكن هو حاليًا يعيش نشوة التتويج بكأس العالم ولا يريد التفكير في الخطوة المقبلة إلا في نهاية الموسم”.