احتفلت جمعية المهندسين البحرينية مساء 15 أكتوبر الجاري، بيوم المهندس البحريني، في فعالية تحت شعار “بهويتنا البحرينية… نعمر مدن المستقبل”، بحضور وزير شؤون البلديات والزراعة، ضيف الشرف وائل المبارك، ورئيسة الجمعية د. رائدة العلوي، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء الجمعية. وأعلنت الجمعية عن منح جائزة “الإنجاز مدى الحياة في الهندسة” في نسختها الثانية إلى أحد مؤسسي الجمعية وأول رئيس لها د. عبد اللطيف كانو، تقديراً لمسيرته المهنية وإسهاماته في تطوير القطاع الهندسي والإسكاني في المملكة، بما في ذلك تصميمه لأحد أبرز المعالم الوطنية، “بيت القرآن”.
وأكدت رئيسة جمعية المهندسين البحرينية، د. رائدة العلوي، أن هذه الاحتفالية التي أطلقتها الجمعية منذ 2014، تمثل منصة وطنية لتقدير إسهامات المهندسين البحرينيين في دعم عجلة التنمية وتعزيز النهضة العمرانية والاقتصادية في المملكة، تحت رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبتوجيه ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وقالت العلوي: “يوم المهندس البحريني ليس مجرد احتفال، بل نداء للأجيال القادمة بأن يجعلوا من الهندسة والعلم والتقنية طريقهم لبناء وطنهم وصنع مستقبله الزاهر. الإقبال على مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات STEM خيار الطموحين، والطريق الأكيد لبناء وطن مزدهر». وأضافت: “شعار احتفالية هذا العام يجسّد رؤيتنا بأن التقدم الهندسي في مملكتنا لا ينفصل عن قيمها وهويتها الأصيلة، فمدن المستقبل تُبنى بالرؤية الهندسية الواعية التي توازن بين الأصالة والتطور، ويزدهر هذا البناء بعطاء مهندسي البحرين الذين يجعلون من الإبداع رسالة، ومن الانتماء دافعاً للبناء».
وفي كلمته، أشاد وزير البلديات بالمهندسين البحرينيين وقال: «المهندس البحريني أثبت كفاءته وجدارته في مختلف التخصصات، وساهم في إنجاح المشاريع الوطنية الكبرى، فكان شريكاً أساسياً في رسم ملامح المستقبل الحضاري والاقتصادي للمملكة. اليوم، إنجازاتكم واضحة في شوارعها وجسورها ومبانيها وحدائقها، وأنتم من خطط وشيّد وحوّل الحلم إلى واقع». وقال شهدت المملكة عبر العقود الماضية إنجازات هندسية بارزة، شملت مشاريع البنية التحتية والطرق والإسكان والمياه والتنمية الحضرية المستدامة، وصولاً إلى المشاريع الزراعية الذكية، وكلها شكلت علامة مضيئة في مسيرة التنمية المستدامة التي نعيشها اليوم. وأضاف المبارك أن شعار يوم المهندس البحريني لهذا العام يجسد بصدق التوجهات الوطنية الراسخة في الجمع بين أصالة الهوية البحرينية ومتطلبات التنمية الحديثة. فالمدن اليوم تبنى على أسس الهوية والانتماء بما يلبي احتياجات المواطن والمقيم، ويواكب تطلعات الأجيال القادمة. وأوضح أنه وانطلاقاً من إيمان وزارة شؤون البلديات والزراعة بأهمية الكوادر الوطنية في تحقيق رؤيتها التنموية، تحرص الوزارة على أن تكون مشاريعها وخططها انعكاساً للهوية البحرينية الأصيلة، من خلال التوسع في المساحات الخضراء وتنفيذ الخطة الوطنية للتشجير وتطوير الحدائق العامة وتعزيز التشريعات البلدية لتحقيق التنمية المستدامة.
وقال: تفخر الوزارة بوجود كفاءات هندسية وطنية ضمن كوادرها، يشكل الذكور منهم نسبة 57% والإناث 43% الأمر الذي يعكس الحضور البارز والمتميز للمهندسات البحرينيات، ويشغل العديد منهم مناصب تنفيذية، فيما يمثل الشباب الذين هم دون 35 عاماً نحو 31% من إجمالي المهندسين الذين يضطلعون بدور محوري في مشاريع التطوير والتخطيط الحضري والتشجير.
وأكد أن الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بتطوير هذه الكوادر الهندسية وتأهيلها من خلال البرامج التدريبية والتطويرية المتخصصة، انطلاقاً من قناعتها بأن الاستثمار في العنصر البشري هو الأساس في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبأن هؤلاء المهندسين هم الركيزة التي نعوّل عليها في تنفيذ مشاريع الوزارة المستقبلية بكل كفاءة وتميّز.
وشهدت الاحتفالية تكريم الفائزين بجائزة جمعية المهندسين البحرينية في نسختها السادسة، حيث نالت ريم العتيبي من شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات «جيبك» جائزة المهندس المتميز عن فئة المهندس المتمرس، فيما فازت أمينة العبيدلي من هيئة التخطيط والتطوير العمراني بجائزة المهندس الشاب، إلى جانب تكريم الفائزين في فئة أفضل مشروع تخرج في الهندسة المعمارية والكيميائية والكهربائية والإلكترونية، إضافةً إلى تقدير جهود هيئة التحكيم ورئيس وأعضاء لجنة الجائزة السنوية.
وأكدت العلوي أن الجمعية تسعى عبر هذه الاحتفالية لتعزيز الشراكة مع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لدعم المشاريع الهندسية الوطنية، وتنمية المهارات الهندسية للشباب والمهندسات، لافتة إلى أن الجمعية لعبت دوراً محورياً في عقد المؤتمرات والندوات والورش المتخصصة، وتقديم الاستشارات الفنية التي ساهمت في تعزيز التنمية الوطنية، بما يعكس دورها كمظلّة هندسية رائدة على المستوى المحلي والإقليمي.