أيمن شكل

  • متوسط الحرارة بلغ 28.4 درجة مئوية بارتفاع 2.4 درجة مئوية عن المعدل التاريخي
  • موجات الحر ستؤثر على البيئة والتربة والصحة العامة والبنية التحتية
  • ضرورة تبني استراتيجيات تخطيط عمراني وزراعي للتكيف والتخفيف

حذر الأستاذ المشارك في العمارة المستدامة بجامعة البحرين د. ناصر الناصر، من آثار التغير المناخي على استراتيجيات التخطيط العمراني في البحرين، مؤكدا في تقرير له أن الأرقام المسجلة لدرجات الحرارة خلال شهر أبريل الماضي في المملكة تُعد الأكثر تطرفاً منذ بدء التسجيلات المناخية عام 1902، وفقاً للنشرة الشهرية الصادرة عن إدارة الأرصاد الجوية، وقال إن هذه البيانات تشكل إنذاراً للمهندسين المعماريين وصناع القرار لمراجعة استراتيجيات التخطيط العمراني في ظل تسارع التغير المناخي، ودعا لسن تشريعات حازمة لاختيار مواد البناء وتصميم المباني التي تكافح التغير المناخي، واعتماد استراتيجيات للحفاظ على المياه.

ورصد تقرير د. ناصر أبرز الأرقام القياسية المسجّلة في البحرين حيث بلغ متوسط الحرارة 28.4°م بارتفاع 2.4°م عن المعدل التاريخي، وكان متوسط الحرارة العظمى 33.7 درجة مئوية وهو أعلى بـ 3.1 درجة مئوية، كما لم تُسجل أيّ أمطار خلال الشهر، رغم أن معدله التاريخي كان 5.8 ملم، فيما ارتفع سطوع الشمس القياسي من 318.1 ساعة في عام 2017، إلى 334.8 ساعة شمس.

ارتفاع درجات الحرارة

ولفت إلى التوقعات المناخية لعام 2060، حيث كشفت نماذج رياضية معتمدة عن توقعات لارتفاع درجات الحرارة 34 درجة مئوية عن عصر ما قبل الصناعة، وهو ما سيؤدي إلى زيادة في موجات الحر وطول مدتها، وارتفاع في معدلات الإجهاد الحراري، مما يشكل خطراً على الصحة العامة، وتأثيرات على البنية التحتية، مثل شبكات الكهرباء والمياه، بالإضافة إلى تحديات في الزراعة والأمن الغذائي؛ بسبب تغير أنماط الأمطار وزيادة التبخر.

وأوضح أن ارتفاع درجات الحرارة يتطلب اتباع استراتيجيات للتكيف والتخفيف، كما أنها ستؤثر على الخلايا الشمسية وأجهزة التبريد وشكل المباني واتجاه النوافذ فيها ومساحتها ونوع الزجاج و«الطوب» المستخدم في المباني.

تغير الرياح والرطوبة

ونوه بعدم وجود توقعات خاصة بتغير سرعة الرياح أو معدلات الرطوبة النسبية مستقبلا في المملكة، لافتا إلى أن متوسط الرطوبة في البحرين يتراوح ما بين 35% 65%، لكنه حذر من تأثير التغير المناخي، والذي يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة تبخر المياه، وتغير أنماط الرياح، واحتمال ارتفاع الرطوبة في بعض الفصول، خاصة في المناطق الساحلية، نتيجة لارتفاع حرارة مياه الخليج العربي.

وحول عدد ساعات سطوع الشمس مستقبلاً أكد أن النماذج والقياسات العالمية تشير إلى أن التغير التقديري في متوسط عدد ساعات سطوع الشمس سنويًا في مملكة البحرين من عام 2025 إلى عام 2060، يميل إلى الزيادة التدريجية ليرتفع من 3100 ساعة إلى 3400 ساعة سنويًا نتيجة التغير المناخي، وهو ما يتماشى مع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة وانخفاض الغطاء السحابي. وقال إن مثل هذه الزيادة مهم جداً مراعاتها عند تصميم المباني والمنشآت ووضع السياسات اللازمة للتكيف مع التغير المناخي، ومن أهمها معرفة مقدار الزيادة المتحصلة من كهرباء الشمس من الخلايا الشمسية، وكمية الحرارة الإضافية إلى داخل المباني وكمية الكهرباء المطلوب زيادتها للتقليل من هذا الارتفاع، وسن قوانين حازمة في اختيار أنواع معينة من الزجاج للنوافذ مثل ما يسمى زجاج مرآة الحرارة Heat Mirrors التي تدخل الضوء وتمنع الحرارة.

انخفاض هطول الأمطار

ونفى د. ناصر رصد توقعات رقمية دقيقة حول متوسط هطول الأمطار في البحرين بحلول عام 2060، لكنه قدم تحليلاً يستند إلى تقارير المجلس الأعلى للبيئة ومصادر دولية والمعطيات المناخية الحالية والتغيرات المتوقعة؛ حيث تعتبر البحرين من الدول ذات الهطول المطري المنخفض جداً، ومن المتوقع أن يؤدي التغير المناخي إلى انخفاض إضافي في كمية الأمطار السنوية وزيادة في عدم انتظام الهطول، أي أن الأمطار قد تأتي على شكل عواصف قصيرة وشديدة بدلاً من أمطار خفيفة منتظمة، وكذلك زيادة فترات الجفاف بين مواسم الأمطار، وقد ينخفض متوسط الهطول السنوي إلى 5070 ملم فقط بحلول عام 2060، مع تزايد الاعتماد على تحلية المياه ومصادر المياه غير التقليدية، مع احتمال هطول غزير في إحدى السنوات أو الفترات، كأن تهطل أمطار سنتين في غضون ساعات معدودة، وقال إن بعض النماذج تشير إلى حدوث ذلك في الفترة من 2030 إلى 2040.

وأكد أن انخفاض هطول الأمطار المتوقعة سيؤدي إلى ضغط أكبر على الموارد المائية، مما يؤثر سلبياً على الزراعة المحلية، وزيادة ملوحة المياه الجوفية؛ بسبب تسرب مياه البحر، وهذا يتطلب في تصميم المباني لتكون مخلفات الماء المتكثف من المكيفات بسبب رطوبة الجو، ضمن منظومة المنزل ليستخدم للري وغسيل السيارات وغيرها دون الشرب.

شاركها.