اليمين الأوروبي يندد بإدانة لوبن.. والقضاء الفرنسي يحذر من المس باستقلاليته – الوطن

اعتبر مجلس القضاء الأعلى في فرنسا أن تهديد القضاة لا يمكن قبوله بمجتمع ديمقراطي، مشيرا إلى أن ردود الفعل على قضية مارين لوبان التي أدينت بتهمة الاختلاس تهدد استقلالية القضاء.
ارتفعت أصوات كثيرة الاثنين لا سيما من اليمين المتطرف في أوروبا منددة بإدانة القضاء الفرنسي مارين لوبن بتهمة اختلاس أموال عامة وإعلان عدم أهليتها لخمس سنوات.
ورأى الملياردير إيلون ماسك المستشار المقرب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن منع لوبن من الترشح “سيأتي بنتائج عكسية” معتبرا أن إدانتها هي نتيجة “استغلال غير منصف للنظام القضائي”.
وانضم الكرملين إلى هذه الأصوات مستنكرا “انتهاكا لمعايير الديموقراطية”.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف “إن ملاحظاتنا لما يحدث في العواصم الأوروبية تظهر أنه لا يوجد أي تردد هناك في تجاوز إطار الديموقراطية خلال عملية سياسية”.
وقوّض إعلان القضاء الفرنسي الاثنين عدم أهلية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن بأثر فوري لمدة خمس سنوات، فرصها في الترشح للانتخابات الرئاسية في فرنسا المقررة في العام 2027، بعدما كانت تبدو المرشحة الأوفر حظا للفوز بعد ثلاث محاولات فاشلة.
وكتب رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان على منصة إكس “أنا مارين!”.
واعتبر أوربان أن لوبن تنضم إلى صفوف “الوطنيين” ضحايا مؤامرات على غرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونائب رئيسة الوزراء الإيطالية ماتيو سالفيني.
وانتقد سالفيني رئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف الذي واجه بنفسه قضايا قضائية في بلاده، الحكم الصادر بحق لوبن.
وقال “يجب ألا نشعر بالترهيب، يجب ألا نتوقف: إلى الأمام، يا صديقتي!”.
واستنكر “إعلان الحرب من بروكسل” معتبرا أنها تقف وراء إدانة لوبن المتهمة بجعل البرلمان الأوروبي يدفع لأشخاص يعملون في الحقيقة لصالح التجمع الوطني.
لن ينجحوا
وحضت دعوات زعماء اليمين المتطرف في أوروبا إلى مواصلة النضال.
وحذر زعيم حزب فوكس الإسباني سانتياغو أباسكال قائلا “لن ينجحوا في إسكات صوت الشعب الفرنسي”.
وفي شباط/فبراير، دعا أباسكال لوبن إلى مدريد مع فيكتور أوربان وغيره من زعماء كتلة “وطنيون من أجل أوروبا” في البرلمان الأوروبي الذين استعادوا زخمهم بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي هولندا، قال زعيم اليمين المتطرف غيرت فيلدرز إنه “صُدم” من الحكم “القاسي على نحو لا يصدّق”.
وأضاف على إكس “أنا مقتنع بأنها ستفوز بالاستئناف، وستصبح رئيسة لفرنسا”.
سيناريو روماني
ويذكّر سيناريو عدم أهلية لوبن بالأحداث السياسية الأخيرة في رومانيا، حيث رفضت اللجنة الانتخابية ترشح اليميني المتطرف كالين جورجيسكو للانتخابات الرئاسية المقررة في أيار/مايو المقبل، بعدما ألغت المحكمة الدستورية، في حدث نادر جدا في أوروبا، الدورة الأولى من الانتخابات التي أجريت في تشرين الثاني/نوفمبر، وفاز بها بشكل غير متوقّع.
واعتبر جورجيسكو الذي ينتقد بشدة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أن قرار إلغاء الانتخابات في رومانيا بعد شبهات تدخل روسي يشكّل “انقلابا رسميا”.
وأعرب إيلون ماسك عن دعم جورجيسكو، فيما انتقد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس السلطات الرومانية التي “تخشى شعبها إلى درجة أنها تسكته”.
وتحدث المرشح القومي في رومانيا جورج سيميون الأوفر حظا للفوز بالدورة الأولى الجديدة المقررة في الرابع من أيار/مايو، عن “صفحة مظلمة في ديموقراطيتنا الهشة”.
وقال زعيم الكيان الصربي في البوسنة ميلوراد دوديك إن “المحاكم أصبحت أدوات لأولئك الذين يخشون الديموقراطية”.
وصرح دوديك الذي أصدرت البوسنة الخميس مذكرة توقيف دولية بحقه، والذي حُكم عليه بالسجن سنة، ومنع من تولّي أي منصب لست سنوات، “تمت إدانة مارين لوبن؛ لأنها تشكل تهديدا لنظام لا يعرف كيف يخسر”. وأنهى رسالته أيضا بعبارة “أنا مارين” باللغة الفرنسية.