باحثات بحرينيات وخليجيات يبحثن دور التصاميم الصحية والنفسية والتربوية – الوطن
مؤتمر “الإلهام بالجامعة الأهلية يستكشف آفاقًا جديدة”تضمنت فعاليات مؤتمر “الإلهام واتجاهات التصميم المبتكر” بالجامعة الأهلية طرح العديد من الباحثات البحرينيات والخليجيات من معماريات ومصممات وأكاديميات العديد من الرؤى والمشاريع البحثية المتصلة بدور العمارة والتصميم في تعزيز البيئة الصحية والنفسية والتربوية في المشاريع العمرانية، وشدّدت أبحاثهن على أهمية حضور الإنسان كهوية وسلوك واحتياجات وتطلعات في العمارة والتصميم، وهو ما يؤكد أهمية توطين الأنشطة المعمارية والتصميمية والاستثمار في الكوادر البشرية المحلية.ووفي هذا الإطار أوضحت رئيس قسم التصميم الداخلي بالجامعة الأهلية أن الباحثات البحرينيات والخليجيات قدمن أفكارًا غنية وطرقًا مبتكرة تجمع بين التصميم والاستدامة والراحة البيئية، من خلال التوجه نحو الطبيعة، والاستفادة من التقنيات الحديثة، وتعزيز الاستدامة الاجتماعية، من أجل بلورة رؤية متكاملة لمستقبل أكثر استدامة ووعيًا بمتطلبات العصر.وأضافت: أوراق الباحثات خلص إلى أن التصميم المبتكر ليس مجرد شكل جمالي، بل هو أسلوب حياة يعزز التفاعل بين الإنسان والبيئة.وكانت الجامعة الأهلية قد نظّمت مؤتمرها الدولي حول “الإلهام واتجاهات التصميم المبتكر” في فندق ويندهام بخليج البحرين في المنامة، بحضور أمين عام مجلس التعليم العالي الدكتورة ديانا الجهرمي، حيث جمع المؤتمر نخبة من الباحثين والمختصين في مجالات التصميم، العمارة، البيئة، والاستدامة، حيث ناقشوا أحدث الاتجاهات البحثية التي تربط بين الإبداع العلمي والاستدامة الحياتية.وسلطت الدكتورة إيمان إبراهيم، أستاذ مشارك بجامعة الشارقة، الضوء على أهمية الطبيعة كمصدر للإلهام في التصميم المعماري، مؤكدةً أن دمج المحاكاة الحيوية في التصميم يسهم في إيجاد حلول مستدامة بيئيًا. وقدّمت أمثلة بارزة مثل توربينات الرياح المستوحاة من الحيتان، والتعديلات الهندسية على القطارات السريعة التي استُوحيت من شكل أسماك الفيتا، مما أدى إلى تقليل الضوضاء بنسبة 70%. كما استعرضت تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسهم في توليد تصاميم مستوحاة من العناصر الطبيعية، وأبرزت دور المواد المعاد تدويرها في دعم الاستدامة.تصميم المساحات الانتقالية: بيئة تعليمية أكثر فعاليةمن جهة أخرى، قدمت الباحثة مريم الجايدة دراسة حول دور المساحات الانتقالية في المؤسسات الأكاديمية، مؤكدةً أنها ليست مجرد نقاط عبور، بل تلعب دورًا رئيسيًا في راحة الطلاب النفسية وتعزيز التفاعل الاجتماعي. أشارت الدراسة إلى أهمية التصميم البيوفيلي والمرونة في تحسين تجربة التعلم، موصيةً بإعادة النظر في تصميم المؤسسات التعليمية لتعزيز الشعور بالانتماء وخلق بيئات متعددة الاستخدامات.أما الدكتورة عبير أحمد القلاف، أستاذ مساعد بجامعة البحرين، فقدمت دراسة علمية حول قدرة النباتات الداخلية على تنقية الهواء في الأماكن المغلقة. وأظهرت تجاربها المخبرية أن بعض النباتات مثل نبتة المال ونبتة العنكبوت تمتلك فعالية عالية في امتصاص الملوثات الضارة. كما أظهرت نتائج الاستبيان المصاحب للدراسة أن الوعي بفوائد النباتات في تنقية الهواء لا يزال محدودًا، مما دفع الباحثة إلى التوصية بإطلاق حملات توعوية لتعزيز الوعي البيئي.الاستدامة الاجتماعية: تقييم ما بعد الإشغال في الأحياء منخفضة الدخلوفي سياق الاستدامة الاجتماعية، ناقشت الدكتورة أميمة العباسي، أستاذ مساعد بجامعة البحرين، أهمية تقييم ما بعد الإشغال كمقاربة لفهم تجربة السكان في الأحياء منخفضة الدخل. أوضحت أن الاستدامة الاجتماعية تعتمد على مشاركة المجتمع في اتخاذ القرارات، مؤكدةً أن دمج الأساليب البحثية المختلفة يساعد في تحديد الاحتياجات الحقيقية للسكان وتحسين جودة حياتهم. كما شددت على ضرورة التعاون بين الأكاديميين والممارسين لتعزيز استدامة المجتمعات.