رصدت الباحثة فاطمة حسن فردان، في برنامج صعوبات التعلم والإعاقات النمائية بكلية التربية والعلوم الإدارية والتقنية في جامعة الخليج العربي، أشكال التنمر الموجه نحو الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد في مدارس الدمج بمملكة البحرين من وجهة نظر معلميهم، وذلك بهدف التعرف على أنماط التنمر، والكشف عمّا إذا كانت هناك فروق ذات دلالة إحصائية تُعزى إلى متغيرات المؤهل الدراسي للمعلم، وجنس المعلم، والدورات التدريبية، وسنوات الخبرة، ونوع التعليم (حكومي أو خاص).
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي المقارن في سياق متطلبات الحصول على درجة الماجستير في تخصص التوحد، وطبّقت مقياسًا لقياس أشكال التنمر المختلفة، وهي: التنمر اللفظي، التنمر الجسدي، التنمر الاجتماعي، التنمر الإلكتروني، وتخريب الممتلكات الشخصية، وذلك على عينة من (90) معلماً ومعلمة من مدارس التعليم العام والخاص.
وأظهرت نتائج الدراسة أن جميع أشكال التنمر جاءت بمستوى منخفض جداً، حيث تصدّر التنمر اللفظي باقي الأشكال، بينما جاء التنمر الإلكتروني وتخريب الممتلكات الشخصية في أدنى المراتب. كما بينت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في أشكال التنمر تُعزى لأي من المتغيرات محل الدراسة.
وأوصت الباحثة بتفعيل برامج تدريبية متخصصة حول آليات رصد ومعالجة التنمر في البيئة الصفية، وتعزيز دور الإرشاد المدرسي في تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد، إلى جانب تطوير أدوات قياس أكثر دقة للكشف عن مظاهر التنمر غير المباشر.
وأوضحت الباحثة أن التنمر يتخذ أشكالاً متعددة، من أبرزها:التنمر الجسدي، المتمثل في السلوكيات العدوانية التي تسبب أذى جسدياً للضحية، مثل الدفع أو الركل أو الضرب، والتنمر اللفظي عبر استخدام الألفاظ الجارحة مثل الشتائم، والصراخ، والتهديد، والسخرية، إلى جانب التنمر الاجتماعي المتمثل في أفعال تهدف إلى عزل الضحية اجتماعياً، مثل نشر الشائعات أو التأثير على الآخرين لرفضه، والتنمر الإلكتروني الذب يُمارس عبر الوسائط الرقمية، كإرسال رسائل مسيئة أو التشهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأضافت قائلة: “يُعد موضوع التنمر الموجَّه نحو الطلبة ذوي اضطراب طيف التوحد من الموضوعات الهامة، لما له من آثار سلبية واضحة وطويلة الأمد بمختلف أشكالها النفسية والاجتماعية؛ إذ يعاني الأفراد الذين يتعرضون للتنمر من انخفاض في مستوى الثقة بالنفس، وارتفاع مستويات القلق والاكتئاب والخوف، مما ينعكس على أدائهم الأكاديمي والمهني، وعلاقاتهم الاجتماعية، ونمط حياتهم بشكل عام. وانطلاقاً من ذلك، تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن أشكال التنمر الموجهة لهؤلاء الطلبة من خلال تقديرات المعلمين وفقًا لخبراتهم، ومؤهلاتهم العلمية، والدورات التدريبية، والجنس”.
وفي سياق البحث، الذي أشرف عليه كل من أستاذة التربية الخاصة الأستاذة الدكتورة مريم الشيراوي كمشرف رئيس، والأستاذة المشاركة في قسم التربية الخاصة الدكتورة ود حسين داغستاني كمشرف مساعد، اقترحت الباحثة إجراء دراسات مستقبلية تتناول فعالية البرامج الوقائية في خفض معدلات التنمر، واستكشاف أثر استخدام التكنولوجيا الرقمية في الحد من التنمر الإلكتروني، وتحليل العلاقة بين التنمر والتحصيل الأكاديمي في ضوء الفروق الثقافية والاجتماعية.
هذا، وقد تشكلت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور بندر العتيبي، أستاذ التربية الخاصة ممتحناً داخلياً، والأستاذ الدكتور إبراهيم العثمان، أستاذ التربية الخاصة بجامعة الملك سعود، ممتحناً خارجياً.