لمياء الفضالة: الاتفاقية تعزّز الحوكمة البيئية وموقع البحرين بمؤشرات التدوير
السعد: “الشمالية” كانت أول جهة بلدية تبادر بطرح الفكرة على الشركة
زهراء السهلاوي: معالجة 1000 طن من المخلفات الإلكترونية في 2024
الوداعي: بناء سياسات تهدف إلى تغيير المفاهيم والسلوك الاجتماعي
وقّعت بلدية المنطقة الشمالية اتفاقيةً هي الأولى من نوعها مع شركة كراون إندستريز المتخصّصة في تدوير المخلفات الإلكترونية، وذلك بهدف تنظيم عملية جمع ومعالجة هذا النوع من النفايات التي تُعد من أخطر الملوثات البيئية إذا لم تُدار بشكلٍ سليم، في خطوةٍ رائدة نحو تحقيق الاستدامة البيئية وتعزيز جهود المملكة في مجال إعادة التدوير. وأعربت مدير عام بلدية المنطقة الشمالية لمياء الفضالة، عن اعتزازها بتوقيع الاتفاقية، مؤكدةً أنها تمثل خطوة استراتيجية نحو التخلص الآمن وإعادة تدوير النفايات الإلكترونية، مع ضمان حوكمة الإجراءات بين البلدية والشركة لتحقيق الأهداف البيئية المنشودة. وأوضحت أن الاتفاقية تأتي ضمن مبادرات وزارة شؤون البلديات والزراعة، التي بدأت تطبيقها في المحافظة الشمالية تمهيداً لتعميمها على بقية البلديات، مشيرةً إلى أن حصول البحرين على المركز الثاني عربياً في إعادة التدوير بنسبة 34% يُعد إنجازاً كبيراً يعكس حجم الجهود الوطنية في هذا المجال. وأضافت لمياء الفضالة أن العمل بالمشروع بدأ فعلياً، مبينةً أن حاويات جمع النفايات الإلكترونية تتطلب اشتراطات خاصة قبل توزيعها، نظراً لحساسيتها الكبيرة وقابليتها للاشتعال، مما يستوجب توفير أماكن مظللة وآمنة لحمايتها. وأكدت أن أولى الحاويات تم تدشينها عند مبنى البلدية في منطقة عالي، على أن يتم لاحقًا توزيع خمس حاويات إضافية في مناطق أخرى من المحافظة بعد تهيئتها بالشروط اللازمة. وفيما يخص وعي المجتمع، أكدت أن الشعب البحريني يتمتع بدرجة عالية من الوعي البيئي، إلا أنه بحاجة إلى مبادرات عملية لترسيخ السلوكيات الصحيحة في التخلص من النفايات، مشيدةً بدور الأعضاء البلديين في نشر التوعية بين المواطنين وتحويلها إلى سلوك يومي يحافظ على البيئة والصحة العامة.من جانبه، أشاد العضو المنتدب لشركة كراون إندستريز علي السعد، بمبادرة بلدية الشمالية، مؤكداً أن الهدف الرئيس من الاتفاقية هو المحافظة على البيئة واستدامتها، موضحاً أن «الشمالية» كانت أول جهة بلدية تبادر بطرح هذه الفكرة على الشركة. وأشار إلى أن البحرين تتعامل مع ملف إعادة التدوير بجدية واضحة من خلال هذه المبادرات النوعية، لافتًا إلى أن الشركة ستوفر قنوات تواصل مباشرة للمواطنين عبر تطبيق الواتساب والبريد الإلكتروني لتسهيل عملية جمع النفايات الإلكترونية. وأوضح السعد أن عملية التدوير ستتم عبر طريقتين أساسيتين: الفرم أو التفكيك، حيث تُفصل المكونات الإلكترونية ليُعاد استخدامها كمواد خام في مصانع خارج البحرين، نظرًا لأن عمليات المعالجة الكيميائية المتقدمة غير متوفرة محليًا حاليًا، مؤكداً استمرار النقاش مع الجهات المعنية لتوفير هذه الحلول داخل المملكة مستقبلاً. من جهتها، كشفت الأخصائي البيئي في شركة كراون إندستريز زهراء السهلاوي أن الشركة جمعت نحو 1000 طن من المخلفات الإلكترونية في عام 2024، مؤكدة أن المصنع يمتلك القدرة على معالجة من 2000 إلى 2500 طن سنوياً. وأوضحت أن الشركة، التي تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 30 عاماً، تعمل على تدوير المخلفات الحديدية وغير الحديدية، إضافة إلى المخلفات الإلكترونية التي تشمل الأجهزة الكهربائية المحتوية على أسلاك أو بطاريات والتي انتهى عمرها الافتراضي.من جهته، أكد رئيس مجلس بلدي المنطقة الشمالية د.سيد شبر الوداعي، أن توقيع الاتفاقية يأتي ضمن جهود المجلس لبناء سياسات تهدف إلى تغيير المفاهيم والسلوك الاجتماعي في التعامل مع النفايات الإلكترونية وطرق التخلص منها. وأشار إلى أن ملاحظة تزايد رمي الأجهزة الإلكترونية ضمن النفايات المنزلية العادية دعت إلى ضرورة تبني سياسات توعوية فعّالة للوصول إلى الأسر البحرينية والمقيمين لرفع الوعي بأهمية التخلص الآمن من هذه المخلفات.
