اخبار البحرين

«بوري» مدينة ذكية تضم محطة الملك حمد ومحطتي مترو – الوطن

أيمن شكل

كشفت مدير إدارة الدراسات والسياسات العمرانية في هيئة التخطيط والتطوير العمراني مريم العامر، عن تجربة تخطيط منطقة بوري لتصبح نموذجاً للمدن الذكية في المملكة، حيث سيتم ربط المنطقة بشبكة النقل العام الوطنية، من خلال محطة الملك حمد الدولية ومحطتين لمترو البحرين وإعادة تخطيطها لتصبح مدينة ذكية تعتمد على إحياء قرية تاريخية، لكن بنظرة حديثة.

وأشارت مريم العامر، في عرض قدمته بقمة البحرين للمدن الذكية بعنوان “استراتيجيات التخطيط العمراني الذكي في مملكة البحرين”، إلى أن أهم مميزات المخطط بأنه يحتوي على محطة الملك حمد التي تربط منطقة بوري بأكبر وسيلة نقل عامة في المملكة، وتحول المنطقة إلى بوابة جديدة.

وقالت: “يرتكز مخطط بوري على مجموعة من العناصر الأساسية التي تشكّل البنية العامة للمشروع، وتُترجم رؤيته إلى واقع حضري متكامل، وأبرز هذه العناصر:

1 محور النقل والمواصلات حيث يتمحور التخطيط حول ربط المنطقة بشبكة النقل العام الوطنية، من خلال محطة الملك حمد الدولية ومحطتين لمترو البحرين، بما يعزز سهولة التنقل، ويقلل الاعتماد على السيارات الخاصة.

2مسار بوري والذي يُعد العمود الفقري للمخطط، وهو ممر حضري وثقافي يربط بين الأحياء الجديدة والمواقع التاريخية والمزارع والعيون، ويُستخدم كمدور للنشاط المجتمعي والسياحي.

3 الهوية الزراعية والطبيعية بحيث يتم الحفاظ على المزارع القائمة وتطويرها ضمن أنشطة الزراعة المجتمعية والسياحة البيئية، مع احترام النسيج التاريخي للمكان كجزء من التراث الوطني.

4 تنوع الاستخدامات، وفيه يُصمم المخطط ليشمل أحياء متعددة الوظائف (سكنية، ثقافية، طبية، لوجستية، تعليمية) تُدار بطريقة تكاملية تلبي احتياجات السكان، وتوفر فرصاً اقتصادية جديدة.

التطوير الموجه نحو النقل العام

وبينت مريم العامر مفهوم التطوير الموجه نحو النقل العام باعتباره أحد أساليب التخطيط العمراني الذكي الذي يحرص على إتاحة أقصى مساحة ممكنة من المنشآت على مسافة يمكن قطعها سيرا على الأقدام من محطات النقل العام، ورفع نسبة الأشخاص المقيمين حول مركز النقل بهدف تقليل الاعتماد على السيارات وتعزيز الاستدامة.

وقالت في هذه النوع من التخطيط الذكي يتم تنظيم الأراضي بشكل شعاعي حول محطة النقل، ونشر الأنشطة التجارية والمختلطة ذات الكثافة العالية حول المحطة مباشرة، بينما تقل الكثافة السكنية تدريجياً كلما ابتعدنا عن المحطة، وهذا النوع من التخطيط يشجع على استخدام النقل العام والمشي، ويقلل الاعتماد على السيارات.

تحديات حضرية

وسلطت مريم العامر الضوء على التحديات الحضرية التي تواجه المملكة، واستراتيجيات التخطيط الذكي التي يمكن تبنيها لتحقيق رؤية 2030، والتي تركز على التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية والنمو الاقتصادي، وقالت إن من أبرز هذه التحديات الزيادة السكانية المتسارعة، إذ يؤدي النمو السكاني المستمر إلى ضغط كبير على الخدمات العامة، وكذلك الازدحام المروري مع زيادة عدد السيارات، والضغط على البنية التحتية؛ لأن النمو العمراني يفوق قدرة البنية التحتية الحالية، بالإضافة إلى ما تسببه التغيرات المناخية من تأثيرات سلبية يأتي في مقدمتها ارتفاع منسوب البحر وازدياد درجات الحرارة، واللذان يؤثران على البيئة المحلية.

رؤية 2030، وأسس التخطيط الذكي

وأوضحت أن رؤية 2030 تتمثل في وضع الإنسان بمركز التنمية، مع تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية. لتحقيق هذه الرؤية، ولتحقيق ذلك يجب تبني أربع ركائز أساسية للتخطيط العمراني الذكي:

1. البنية التحتية الذكية عبر تطوير بنية تحتية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.

2. التصميم العمراني المرن من خلال تصميم أحياء قادرة على التكيف مع التغيرات المستقبلية.

3. الاستدامة المتكاملة وذلك بدمج الاستدامة البيئية في جميع جوانب التخطيط العمراني.

4. التحول الرقمي باستخدام الأدوات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتحسين إدارة المدن.

ولتنفيذ التخطيط العمراني الذكي، تم تحديد مجموعة من الاستراتيجيات العملية وهي:

1. التخطيط القائم على البيانات واستخدام نظم المعلومات الجغرافية وتحليل البيانات لاتخاذ قرارات مبنية على الواقع.

2. التطوير الموجه نحو النقل (TOD): بالتركيز على تطوير المناطق حول محطات النقل العام لتقليل الاعتماد على السيارات.

3. التخطيط المرن والقابل للتكيف وتصميم أحياء متعددة الوظائف تقلل الحاجة للتنقل اليومي.

4. التخطيط البيئي المستدام بدمج المساحات الخضراء وتشجيع المباني الخضراء التي تعتمد على الطاقة المتجددة.

5. إشراك المجتمع في صنع القرار واستخدام وسائل مختلفة لاستطلاع آراء المجتمع وتعزيز قبولهم للتخطيط.

6. البنية التحتية الرقمية المتكاملة عبر استخدام الأدوات الرقمية لتحسين كفاءة التشغيل وسرعة الاستجابة للطوارئ.

التركيز على الإنسان

وأكدت مدير إدارة الدراسات والسياسات العمرانية على أهمية أن يكون التخطيط الحضري الذكي موجهًا نحو تلبية احتياجات السكان الفعلية، وقالت: من المهم توفير سكن آمن ومرافق تخدم الاحتياجات اليومية للأفراد، وتطوير أحياء متكاملة توفر الخصوصية وسهولة التنقل. كما يجب أن تكون البيئة مريحة وسهلة الوصول لكبار السن، مع توفير مساحات خضراء ومرافق صحية قريبة.

وأشارت إلى أن التحول نحو المدن الذكية يواجه ثلاثة تحديات رئيسية:

1. التمويل المستدام والذي يتطلب استثمار طويل الأجل وتخطيط مالي مدروس.

2. التكامل بين الجهات حيث يحتاج التحول الرقمي إلى تنسيق فعال بين القطاعات المختلفة.

3. التغيير الثقافي والإداري، إذ يتطلب إدخال التكنولوجيا تغييراً في أسلوب العمل وطريقة اتخاذ القرار.

واختتمت مريم العامر بالتأكيد على أن التحولات الحضرية ليست خياراً، بل ضرورة لتحقيق نموذج المدن الذكية، ويجب أن تتضافر جهود الجميع من الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع، في تحقيق ذلك لأن التخطيط الذكي يضع الإنسان في المركز، ويستجيب لاحتياجاته من خلال حلول قائمة على البيانات والتكامل بين الجهات، مع الحفاظ على الهوية البحرينية والابتكار والاستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *