ترأس علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى، الجلسة الأولى الإجرائية في دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي السادس، والتي عُقدت مساء اليوم الأحد، بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء.

وفي بداية الجلسة تلت كريمة محمد العباسي الأمين العام لمجلس الشورى، الأمر الملكي رقم (30) لسنة 2025م، بدعوة مجلسي الشورى والنواب للانعقاد لدور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي السادس، كما تلت سعادتها نص المرسوم الملكي رقم (32) لسنة 2025م، بشأن تعيين سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة وزيرًا لديوان رئيس مجلس الوزراء.

ومن ثم ألقى رئيس مجلس الشورى كلمة بمناسبة افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي السادس، هذا نصها:

في مستهل دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي السادس، يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب، و يشرفني أن أرفع، بالأصالة عن نفسي ونيابة عنكم، أسمى آيات الشكر والعرفان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم حفظه الله ورعاه لتفضُّل جلالته بافتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي السادس، مثمنين الثقة الملكية السامية والدعم المتواصل من جلالته، الذي يمثل دافعاً لمواصلة العمل الوطني المخلص، وترسيخ دعائم الديمقراطية والنهج المؤسسي المتقدم للوطن الغالي، ونعده بكل فخرٍ واعتزاز دعمًا كريمًا ومساندةً كبيرة للسلطة التشريعية، ورافدًا للمزيد من العطاء والعمل التشريعي البناء في خدمة الوطن والمواطن.

كما نُعرب عن خالص الشكر والثناء والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، لتفضُّل سموّه وتشريفه حفل افتتاح دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي السادس.

إن انعقاد السلطة التشريعية يشكل تجسيدًا لمسيرة دستورية راسخة في ظل القيادة الحكيمة، ومواصلةٌ للجهود الوطنية الدؤوبة من أجل تعزيز المنظومة التشريعية، وتحقيق رؤى وتطلعات الوطن والمواطنين، استنادًا إلى رؤية البحرين الاقتصادية 2030، واستعدادًا لمتطلبات رؤية البحرين 2050، من خلال عمل مؤسسي مشترك، وتكامل وطني بنّاء بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.

وإذ نواصل أداء واجباتنا، فإننا نجدد العزم على الاضطلاع بمسؤوليتنا التشريعية بكل أمانة، ومواصلة مناقشة مشروعات القوانين والمبادرات الوطنية التي تُسهم في تعزيز النمو الاقتصادي، والاستثمار في رأس المال البشري، وتمكين المرأة والشباب، ودعم الابتكار والتحول الرقمي، ورفع كفاءة التشريعات الة بالتنمية المستدامة.

يسرنا أن نشيد بما تضمنه الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظَّم في حفل افتتاح دور الانعقاد الرابع، من رؤى ملكية شاملة، تجسّد أسمى المعاني الوطنية، والتوجهات الطموحة التي ترتكز على الثوابت الوطنية والقيم النبيلة القائمة على العدل والشورى والإحسان، والتفاني في خدمة الوطن، والتمسك بالعادات البحرينية المتأصلة، التي أكد عليها قادة مملكة البحرين الكرام، لما تشكله من نهجٍ قويمٍ، وثقافة متجذرة تحمي سيادة الوطن، وتصون مكتسباته.

ونعرب عن الاعتزاز والثناء على التقدير والإشادة الملكية العزيزة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، بما تقوم به السلطة التشريعية من أدوار تشريعية ورقابية، ومسؤوليات تنهض بالمسيرة البرلمانية، مؤكدين المضـي في تعميق مسارات التعاون والتنسيق مع الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، ومواصلة التنسيق البنّاء لإحراز المزيد من الإنجازات التشريعية خلال دور الانعقاد الحالي، ومن أبرزها قانون تنظيم الصحافة والطباعة والنشر، الذي سنحرص في مجلس الشورى على مناقشته وبحثه بصورة معمقة وشاملة، ليشكل محطة بارزة وفارقة في مسيرة القطاع الإعلامي والصحافي بمملكة البحرين، وخطوة نحو حرية الرأي والتعبير المسؤولة، مؤكدين العمل على استكمال التشريعات المتعلقة بتعزيز الأمن وتطوير الاقتصاد.

ونشيد بالمبادرة الهادفة التي أعلن عنها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، الموجهة لأبناء الوطن من الباحثين عن فرص عمل وظيفية، لرفع مستويات المشاركة الوطنية في سوق العمل.

كما نثمّنُ عاليًا التوجهات التي أكَّد عليها جلالة الملك المعظَّم في خطابه السامي، لتكون جزءًا من الأولويات الوطنية، وخصوصًا ما يرتبط بترسيخ الهوية والانتماء الوطني، وتعزيز أسس الوحدة والتماسك المجتمعي، ورفض كافة أشكال وصور التعصب والكراهية، إلى جانب التركيز على استمرار التطور العلمي والمعرفي الذي يدعم القطاع الصناعي والإنتاجي، لما يشكله من رافدٍ مهمٍ وأساسي للنمو الاقتصادي.

وإننا إذ نسترشد في عملنا بالتوجيهات الملكية السامية، التي تعد خارطة طريق لعملنا في السلطة التشريعية، لنؤكد حرصنا على مواصلة توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في دعم العمل التشريعي، واستمرار تنفيذ برامج التحول الرقمي، وذلك ترجمة لتطلعات وطموحات جلالة الملك المعظم، نحو استثمار التقدم التكنولوجي في مجال الطاقة المتجددة، واستكشاف الفضاء الخارجي، و في المجالات التعليمية والصحية والصناعية والتنموية، بما يعكس ما تمتاز به مملكة البحرين من مقومات متعددة، تحفز على الاستثمار في المجالات الحديثة، وبذل الجهود التي تحفظ وتصون الثروات الوطنية والبيئية والزراعية والبحرية، لا سيما المحافظة على تجارة اللؤلؤ الطبيعي التي أسهمت في إبراز اسم مملكة البحرين على مر التاريخ.

وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، نسجل كلمات الاعتزاز والفخر بما يقدّمه الشباب البحريني من عطاءات مخلصة في شتى مجالات العمل الوطني، مقدّرين الدور الذي يقوم به سمو الفريق الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، مستشار الأمن الوطني، في تشجيع الكوادر الوطنية على التفاني في خدمة الوطن، وحصد الإنجازات النوعية العالمية، ومنها إطلاق القمر الصناعي البحريني (المنذر)، الذي يعد أحد المشاريع البحرينية التي تؤكد مضي مملكة البحرين في مسار التنافسية والابتكار لدعم التنمية المستدامة.

ونؤكد موقف مملكة البحرين وجهودها لإحلال السلام العادل والشامل، ووقف الحرب في غزة، والدعم الثابت والراسخ لحل الدولتين واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

كما نؤكد أنَّ ما تحققه مملكة البحرين من نهضة وتقدم وازدهار في ظل قيادة جلالة الملك المعظم، هو نتاج ما ينعم به وطننا من أمن واستقرار ورخاء، بفضل دور قوات الوطن الدفاعية والأمنية في حماية المكتسبات والسيادة الوطنية، برئاسة القائد العام المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة وجهود وتضحيات الرجال المخلصين في قوة دفاع البحرين والأجهزة الأمنية، الذين نقدّر عاليًا إسهاماتهم وعطاءاتهم، ودورهم في الذود عن المكتسبات الوطنية.

وننتهز هذه المناسبة لتجديد العهد والولاء للقيادة الحكيمة، بالحفاظ على الوطن ومكتسباته ومقدراته، واضعين نصب أعيننا احترام الدستور والقانون في وطن القانون والمؤسسات، مستلهمين قيم ومبادئ الديمقراطية والحرية وسيادة القانون في أداء مهامنا التشريعية.

ونؤكد لشعب البحرين الكريم مواصلة مجلس الشورى حمل أمانة ومسؤولية استمرار العمل التشريعي بما يصب في مصلحته ويصون مكتسباته، ويترجم الإرادة الوطنية، بالتعاون مع جميع مؤسسات الدولة.

إن أعضاء مجلس الشورى الذين حظوا بشرف تمثيل الشعب ورعاية مصالحه، حين يستهلون دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي‮ ‬السادس، وانطلاقًا من مسؤوليتهم الوطنية والدستورية، يؤكدون الحرص على مواصلة التعاون والتكامل مع مجلس النواب برئاسة الأخ العزيز أحمد بن سلمان المسلم، ومع الأخ العزيز غانم بن فضل البوعينين، وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب، في سبيل الارتقاء بالعمل البرلماني وتعزيز الشراكة المؤسسية بين السلطتين، تحقيقًا للتطلعات السامية لجلالة الملك المعظَّم، في وضع الأولوية لأهل البحرين في الخدمات والمستحقات، وبما يخدم نهضة الوطن ورفعة المواطن.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وفي الختام، نسأل المولى عز وجل أن يوفقنا جميعًا، لمواصلة مسيرة الخير والنماء، وفق نهج ورؤية جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، وأن تبقى مملكة البحرين دائمًا واحة أمنٍ واستقرار، ونموذجًا في الإنجاز، والوحدة الوطنية.

من جانبه ألقى غانم بن فضل البوعينين وزير شؤون مجلسي الشورى والنواب، كلمة بمناسبة بدء أعمال دور الانعقاد السنوي العادي الرابع من الفصل التشريعي السادس، رفع خلالها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بين عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، بهذه المناسبة.

كما توجه بخالص الشكر والتقدير إلى معالي رئيس مجلس الشورى وأعضاء المجلس، على ما قدموه من جهود وطنية كبيرة خلال دور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي السادس، مؤكدًا حرص الحكومة على مواصلة العمل بروح الفريق الواحد نحو تحقيق المزيد من المنجزات الوطنية المشرّفة.

بعد ذلك جرت عملية انتخاب النائب الأول لرئيس مجلس الشورى، حيث تم تزكية سعادة السيد جمال محمد فخرو لتولي منصب النائب الأول لرئيس المجلس، كما جرى انتخاب النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى، حيث تم تزكية سعادة الدكتورة جهاد عبدالله الفاضل لمنصب النائب الثاني لرئيس المجلس.

بعدها أخطر رئيس المجلس الأعضاء بأن مكتب المجلس سيختار لجنة من أعضاء المجلس لإعداد مشروع الرد على الخطاب الملكي السامي، حيث يتولى المكتب التنسيق بين طلبات الأعضاء لتحديد قوائم الترشيح لعضوية اللجان النوعية الدائمة في المجلس، وأعضاء اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية وسيعرض هذا التشكيل على المجلس في جلسته التالية لإقراره.

شاركها.