تراجع المنظومة القيمية وضعف البيئة الاجتماعية وراء تفاقم العنف الأسري
الحداد: أعباء الحياة والضغوطات الاجتماعية تساهم في انتشار العنف
سارة يوسف: عدم الخصوصية وضعف الترابط يؤدي إلى العنف الأسري
ضرورة زيادة الوعي وتعزيز التربية من خلال البرامج الإرشادية الأسرية
أكد محامون وأخصائيون اجتماعيون أن غياب الخصوصية في بعض الأسر وتدخل الأقارب والآخرين في شؤون حياتهم، وكذلك عدم الشعور بالترابط الأسري والاستقرار، يعد من أسباب العنف الأسري، مبينين أن حدوث اضطرابات عصبية ونفسية لدى أولياء الأمور تحول ردات فعلهم إلى عنف في المجتمع.
ودعوا إلى زيادة الوعي الأسري من خلال البرامج الإرشادية الأسرية عن طريق وسائل الإعلام، وتصحيح منظور أولياء الأمور المتعلق بتربية الأطفال.
وأكد المحامي أحمد الحداد على وجود انتشار كبير لقضايا العنف الأسري في المجتمع وذلك لأسباب عديدة منها البعد عن الدين والثقافة والتعاليم الإسلامية وأيضاً عبء الحياة الواقع على كاهل الأسرة والضغوطات التي تتعرض لها الأسرة وسوء الظروف المحيطة بالأسرة ومعيلها وعدم استطاعة الأب على القيام بواجبه كرب أسرة وعجزه عن تأمين احتياجات منزله مما قد يؤدي للاب أن يصب غضبه على زوجته وأبنائه فالوازع الديني والبطالة والديون والفقر كلها أسباب تؤدي للعنف الأسري.
ونوه أن المشرع قد تطرق في تعريفه للعنف الأسري في نص المادة ١ بشأن الحماية من العنف الأسري ونص على أنه هو كل فعل من أفعال الإيذاء يقع داخل نطاق الأسرة من قبل أحد أفرادها المعتدي ضد آخر فيها المعتدى عليه، لافتاً إلى أنه يجب لهذه الفئة من الناس أولاً أن تعمل على زيادة الوازع الديني بشكل صحيح، وأن تعتاد الأسرة على النقاش والحوار السليم في جميع الأمور والسيطرة على الانفعالات وعدم الانجرار إلى نقاشات حادة وأن يتم الاستماع لكل طرف في هدوء في جو أسري مما يؤدي ذلك الإحساس بالأمان للأسرة وأخيراً لا ننسى دور الأم والأب هما الدعمان للأسرة واستقرارها.
بدورها قالت الأخصائية الاجتماعية سارة يوسف إن زيادة العنف الأسري في الآونة الأخيرة لا يمكن إرجاعه إلى سبب واحد محدد ولكن يوجد عدة أسباب قد تكون أساسية منها عدم الخصوصية وتدخل الأقارب والآخرين في حياة الأسرة، وعدم الشعور بالترابط الأسري والاستقرار، وسوء اختيار شريك الحياة وضعف الوازع الديني، وعدم وجود ثقافة الحوار بين أفراد الأسرة.
وأضافت أن من ضمن الأسباب أيضاً حدوث اضطرابات عصبية ونفسية لدى أولياء الأمور تحول ردات فعلهم إلى عنف وذلك لعدم قدرتهم على ضبط الذات، وبعض أولياء الأمور لا يدركون سلوكيات الطفل على نحو إيجابي، ومشكلات انفعالية أو معرفية، وخبرات سابقة مع العنف تعيد إنتاج النموذج الأبوي في طفولتهم، والأفكار التربوية التقليدية القائمة على الضرب والقسوة المستخدمة كأداة تربوية وتعليمية، وقد تكون أيضاً الأعباء الاقتصادية والحاجة إلى المال لتلبية متطلبات الأسرة الذي قد يشعرهم بالنقص فيقومون بإسقاط مشاعرهم السلبية على الطفل.
وتابعت: «من الأمور قد تدفع الآخرين إلى العنف الأسري البطالة والإدمان والأنانية وتقليد ما يبث في التلفاز، والشعور بالضعف والدونية والإحباط وعدم الثقة بالنفس، وعدم القدرة على مواجهة المشكلات التي يعاني منها الفرد، والرغبة في الحصول على أشياء يصعب قبولها، والعجز عن إقامة علاقات اجتماعية سليمة، والشعور بالفشل والحرمان من العطف».
وبينت: «أنه للتقليل من هذه الظاهرة يجب العمل على زيادة الوعي الأسري من خلال البرامج الإرشادية الأسرية عن طريق وسائل الإعلام، وتصحيح منظور أولياء الأمور المتعلق بتربية الطفل من خلال خطب المساجد كونها إحدى المؤسسات الاجتماعية الهامة، وإيجاد نوع من التوازن الممكن بين العطف والشدة، وبين الحب والحزم، أو الحب المعتدل والنظام الثابت، وبين الحرية والتوجيه، وخلق بيئة مناسبة لعلاقات تعاطف وتعاون بين الآباء والأبناء».