اخبار البحرين

تهجير أهالي غزة لدول أخرى – الوطن

إسرائيل مُصرّة على مواصلة جنونها بشأن إفراغ قطاع غزة من أهله بأي شكل، ومهما كان الثمن، وها هي تتجه إلى التفاوض مع دول لتهجير أهالي غزة إليها، بعدما فشل مخطط التهجير إلى مصر والأردن.

رئيس وزراء إسرائيل كلّف جهاز الاستخبارات «الموساد» بالتواصل والتفاوض مع دول لاستقبال أهالي غزة، كإندونيسيا وجنوب السودان والصومال، بحسب تقرير نشره موقع «أكسيوس» الإخباري الأمريكي، الذي أشار إلى أن التفاوض لم يقتصر على الدول المذكورة أعلاه، بل يشمل أيضاً دولاً أخرى لم يسمّها التقرير، وهذا ما يعني أن إسرائيل مستمرة في خطتها الشيطانية لتهجير أهالي غزة، وتشتيتهم بين عدة دول.

وتُدرك إسرائيل أن أي نزوح إجباري لأهالي غزة هو جريمة حرب، وُمدانة دولياً، لذلك اتخذت من الهجرة لـ«العمل وتحسين الأوضاع المعيشية» عذراً وغطاء لإيهام أن هذا التهجير مشروع، أو أنه طوعي وليس قسرياً، ولكني أعتقد حتى وإن كان النزوح إجبارياً، فهل تعودنا من إسرائيل اهتمامها بالإدانات الدولية التي تصدر ضدها؟ ولو كان الأمر كذلك لأوقفت حربها على غزة في أيامها الأولى، ولكنها استمرت قرابة 15 شهراً قتلاً وتدميراً للفلسطينيين وقطاعهم ولا تزال، ولم تلتفت لأي مطالبات دولية لإيقاف هذه الحرب، وحتى إن حاول مجلس الأمن اتخاذ إجراء ضدها، فإن «الفيتو» الأمريكي له بالمرصاد.

ومن الطبيعي ألا يعلق مكتب رئيس وزراء إسرائيل على تحركات «الموساد»، كما ذكر موقع «أكسيوس»، لأن من مصلحة إسرائيل عدم الكشف عن هذه التحركات، حتى لا تُفشلها الدول العربية، كما أفشلت خطة تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، ولكن على ما يبدو أن «الموساد» مستمر في مفاوضاته لأكثر من دولة، بحيث يتوزّع أهالي غزة على الأمصار القريبة والبعيدة، تحت مسميات أخرى غير النزوح القسري، وإسرائيل بذلك تلتف بخبث شديد على القوانين الدولية، ليبدو للجميع أن الفلسطينيين هم من «اختاروا» الهجرة، بحثاً عن فرص عمل وحياة أفضل خارج غزة، وبذلك تتحقق خطة إسرائيل وأمريكا في تحويل غزة لـ«ريفيرا الشرق».

إن الدول التي ربما توافق على استقبال أهالي غزة، فإنها بذلك قد تفتح عليها أبواباً من الانتقادات الشديدة والغضب الكبير، خاصة من الدول العربية التي ترفض أي نوع من أنواع التهجير، وتحت أي مسمّى، وفي هذا الشأن، فإنه لا بد من الضغط العربي على المجتمع الدولي لإيقاف مثل هذا التهجير، بل والدفع باتجاه معاقبة أي دولة توافق على استقبال أهالي غزة، حتى لو كان الغطاء هو «عمل وتحسين معيشة»، لأنها ليست الحقيقة، وأن هذا الغطاء مكشوفة دوافعه وأهدافه للجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *