جامعة الخليج العربي تطلق مبادرة انشاء الشبكة الخليجية لإدارة الموارد والمخلفات – الوطن

36 متخصصًا خليجيًا في إدارة المخلفات يتخرجون من جامعة الخليج العربي وسط إقبال متزايد على الالتحاق بالبرنامج
اطلقت جامعة الخليج العربي مبادرة انشاء الشبكة الخليجية لإدارة الموارد والمخلفات تضم جميع خريجي الدبلوم والمختصين، لتشكل منصة لتبادل الخبرات والتعاون واطلاق الأنشطة المشتركة بين اصحاب المصلحة في سبيل التطوير والارتقاء بقطاع الإدارة المستدامة للمخلفات في دول مجلس التعاون. جاء ذلك خلال تخريج كلية التربية والعلوم الإدارية والتقنية بالشراكة مع مركز خدمة المجتمع والاستشارات والتدريب والتعليم المستمر طلبة الدفعة الرابعة من برنامج الدبلوم المهني في إدارة المخلفات، ليرتفع عدد خريجي البرنامج منذ انطلاقه في عام 2021 إلى 91 محترفًا من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي، يشكلون نواة تخصصية مؤهلة في مجال الإدارة المستدامة للمخلفات والموارد.
وشهد الحفل، الذي أقيم في مركز الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم البراهيم للطب الجزيئي وعلوم المورثات والأمراض الوراثية، تخريج 36 متخصصًا من المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، ودولة الإمارات العربية المتحدة، يمثلون قيادات واعدة من القطاعين الحكومي والخاص في مجالات ترتبط مباشرة بالاستدامة، وإدارة الموارد، والاقتصاد الدائري.
وأوضح نائب رئيس الجامعة للخدمات المساندة والدعم المؤسسي، الدكتور عبد الرحمن يوسف، في كلمة ألقاها بالإنابة عن رئيس جامعة الخليج العربي، الدكتور سعد بن سعود آل فهيد، أن الجامعة ملتزمة بتقديم برامج مهنية احترافية تستجيب للاحتياجات التنموية في المنطقة، وتسد فجوة الكفاءات في تخصصات نادرة، إلى جانب البرامج الأكاديمية المتنوعة على مستوى البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، بما يعزز من مكانة الجامعة كمركز إقليمي للتميز. وأوضح أن البرنامج، منذ انطلاقه، يشهد إقبالًا متزايدًا عامًا بعد عام من مختلف القطاعات الحيوية مثل الصحة، والصناعة، والبلديات، والتعليم، والاستثمار، وهو ما يعكس تنامي الوعي البيئي والحاجة إلى حلول مبتكرة ومستدامة.
وأضاف خلال الحفل أن الجامعة ملتزمة بالمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 و2060، من خلال تبني مبادرات تعزز من التعاون بين الأطراف المعنية وتدعم الابتكار الأكاديمي لبناء مجتمعات خليجية مستدامة، ترجمةً لرؤى قادة دول مجلس التعاون الخليجي. مشيرًا إلى أن برنامج الدبلوم المهني في إدارة المخلفات يُعد مثالًا حيًا على الدور المحوري الذي تلعبه الجامعة في نشر المعرفة، وتطوير الكفاءات الخليجية، ودعم التحول نحو استدامة بيئية واقتصادية متكاملة.
وعبّر عن رضاه عن مستوى تنفيذ البرنامج ومخرجاته في الدفعات السابقة، والتي ساهمت في إحداث تغيير إيجابي في المجتمعات الخليجية، وتعكس مدى جودة أداء القائمين على البرنامج الذي حظي بطلب كبير عليه لما لهذا المجال من أهمية كبيرة في تحقيق التنمية المستدامة.
من جانبها، أكدت أستاذة الهندسة البيئية المساعدة بكلية التربية والعلوم الإدارية والتقنية بجامعة الخليج العربي ومنسقة برنامج الدبلوم المهني في إدارة المخلفات، الدكتورة سمية يوسف، أن هذا البرنامج يعد الأول من نوعه في المنطقة الذي يحصل على اعتماد معهد تشارترد البريطاني الدولي لإدارة المخلفات، ويحظى بدعم مباشر من برنامج الأمم المتحدة للبيئة بمكتب غرب آسيا. وأشارت إلى أن البرنامج يُطرح بصيغة تعليم مرنة تجمع بين النمط الحضوري والافتراضي خلال الفترة المسائية، ما يجعله مناسبًا للمهنيين العاملين في مختلف القطاعات.
ولفتت إلى أن البرنامج حظي منذ تدشينه باهتمام متزايد من المؤسسات البلدية، والصناعية، والصحية، والتعليمية، والأكاديمية، والاقتصادية، والاستثمارية، مما يعكس أهميته وملاءمته لمتطلبات التنمية المستدامة في المنطقة. مشيرةً إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن التوجه الاستراتيجي لجامعة الخليج العربي بصفتها جامعة خليجية وإقليمية ذات سمعة علمية وأكاديمية متقدمة، تسعى دائمًا لتقديم برامج أكاديمية ومهنية نوعية تلبي متطلبات المرحلة وتواجه التحديات المستقبلية عبر تأهيل الكوادر الخليجية وفق أحدث المعايير العالمية.
من جانبه، أوضح المنسق الإقليمي للمواد الكيميائية والتلوث في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مكتب شرق آسيا، السيد إينغارا سان، في كلمة بُثت عن بُعد خلال الحفل، أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية للحد من التلوث الكيميائي وتعزيز الممارسات البيئية المستدامة.
وقال: “يعد توفير القيادة وتعزيز الشراكات في مجال حماية البيئة وإدارة المخلفات بشكل ذكي وفاعل من أولوياتنا في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، حيث نعمل على تمكين شعوب ودول منطقة غرب آسيا من تحسين نوعية حياتهم دون المساس بحقوق الأجيال القادمة، كما نحرص على تعزيز التعاون مع المنظمات الناشطة في مجالات التنمية المستدامة، مثل جامعة الخليج العربي التي تُعد من الرواد في طرح التخصصات الأكاديمية المهنية التي تسهم في بناء المستقبل البيئي المستدام.”
إلى ذلك، عبّر الرئيس التنفيذي لإدارة الاتصال والتوعية بمجموعة أبو ظبي “تدوير”، السيد عبد الواحد فريش، عن إعجابه ببرنامج الدبلوم المهني في إدارة المخلفات الذي يجمع المتخصصين من دول الخليج في برنامج مكثف وشمولي، يُعزز من تبادل المعرفة والخبرات. وأضاف: “إن هذه المبادرات تسهم بشكل فعّال في تطوير القطاع والارتقاء بممارسات إدارة النفايات على مستوى دول المنطقة على غرار التجارب الدولية المتقدمة في هذا المجال.”
معربًا عن فخره بخريجي البرنامج من الكفاءات الخليجية الذين يمثلون جيلًا واعدًا من المتخصصين القادرين على إحداث فرق حقيقي في مجتمعاتهم، وهو ما يعكس التزامًا راسخًا من قبل جامعة الخليج العربي لتعزيز الاستدامة وتطوير قطاع إدارة المخلفات في منطقتنا. مؤكّدًا أن هؤلاء الخريجين سيكونون رواد التغيير الإيجابي، وصناع مستقبل أكثر وعياً ومسؤولية بيئية.
وقبل تتويج الخريجيين، قالت مديرة مركز جامعة الخليج العربي لخدمة المجتمع والاستشارات والتدريب والتعليم المستمر الدكتورة عفاف بوغوى في كلمتها: “يأتي إطلاق هذه الدبلومات الاحترافية ثمرةً للعمل الجاد والطموح الذي تقوده جامعة الخليج العربي، في إطار التزامها المستمر بإعداد كوادر وطنية قادرة على الابتكار والمساهمة الفاعلة في بناء مستقبل دولنا الخليجية”، مؤكدة حرص مركز خدمة المجتمع الاستشارات والتدريب على تبني البرامج النوعية لتلبية احتياجات سوق العمل الخليجي، والاسهام بفعالية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لرؤية 2030.”
هذا، وشهد حفل تخريج الدفعة الرابعة انعقاد ملتقى للخريجين الأول الذي ناقش فيه الخريجون دور الشباب في تحقيق الاستدامة في دول مجلس التعاون في الجلسة الأولى، واستعرضوا تحديات وفرص الإدارة المستدامة للموارد والمخلفات في الجلسة الثانية، فيما ناقشوا في الجلسة الثالثة دور الخريجين في تحسين إدارة المخلفات وتعزيز الاستدامة البيئية من خلال التوعية والتثقيف. في الوقت الذي تم التركيز فيه خلال الجلسة الرابعة على دور الشراكات المجتمعية والتعاون بين الشباب والمجتمع في تعزيز الاستثمار والتطوير، واختتمت الجلسة الخامسة بمناقشة دور الابتكار والتكنولوجيا في مجال استدامة إدارة المخلفات.