أكد سعادة السيد جمال محمد فخرو، النائب الأول لرئيس مجلس الشورى، أن مبادرة القيادة النسائية تمثل استثمارًا أساسيًا في الديمقراطية، كونها تدعم المساواة بين الجنسين، وتخدم جميع فئات المجتمع، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تنسجم مع الأولويات الاستراتيجية للاتحاد البرلماني الدولي في مجالي المساواة بين الجنسين ومشاركة الشباب.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سعادة السيد جمال فخرو، اليوم (الخميس)، أمام الجمعية العامة الـ 151 للاتحاد البرلماني الدولي، في مدينة جنيف، ضمن جلسة لعرض تقارير الجلسات المتخصصة التي عقدت في إطال أعمال الجمعية.
وقال فخرو إن المساواة بين الجنسين هي الموضوع الرئيسي للاتحاد البرلماني الدولي لعام 2025، مشيرًا إلى أنه في هذا العام المميز تم تنفيذ سلسلة من الأنشطة ضمن مبادرة القيادة النسائية في إطار مشروع “WYDE” الذي يمثل مشروعًا استراتيجيًا جديدًا للاتحاد البرلماني الدولي.
وأوضح فخرو أن المبادرة الرائدة ليست مجرد مشروع، بل استثمار أساسي في الديمقراطية يخدم الجميع، إذ تركز على دعم مشاركة النساء في البرلمانات، ومعالجة الأعراف الاجتماعية التي تعيق مشاركتهن وقيادتهن في الحياة البرلمانية، ومكافحة العنف ضد النائبات، إلى جانب تعزيز التعاون بين الأجيال عبر الشراكات بين النواب والبرلمانيات من الرجال والنساء، ومع الحركات النسائية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني.
وبيّن فخرو أن المشروع يموَّل من الاتحاد الأوروبي، وينفذه الاتحاد البرلماني الدولي بالشراكة مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women)، والمعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة الانتخابية (IDEA)، ومنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة (UCLG)، وبدأ تنفيذه في نهاية العام (2024) ويستمر حتى نهاية العام المقبل (2026).
وأفاد فخرو بأن المشروع يتيح توسيع الشراكات والانخراط بعمق أكبر مع المجتمع المدني، ويعزز دور البرلمانيين في دعم مشاركة النساء وقيادتهن في العمل السياسي والبرلماني، ومعالجة العقبات الرئيسية مثل العنف ضد النساء في السياسة والأعراف الاجتماعية السلبية.
وأشار فخرو إلى أن المشروع شهد تنظيم سبعة حوارات بين الأجيال جمعت بين نواب شباب وقادة كبار ومنظمات نسائية وشبابية ومنظمات دولية، من بينها أعضاء منتدى المساواة بين الأجيال، إلى جانب حوارات خاصة بين البرلمانيات، مبينًا أن هذه الحوارات تناولت قضايا مهمة وحققت أوجه تعاون جديدة، خصوصًا فيما يتعلق بالأعراف الاجتماعية التي تحد من مشاركة النساء في الحياة السياسية، ودور النواب الرجال في تعزيز المساواة بين الجنسين، وتجارب مكافحة العنف ضد النساء في السياسة.
وقال فخرو إنه شارك في عددٍ من هذه الحوارات، تأكيدًا على دعمه لتحقيق المساواة بين الجنسين، مؤكدًا أهميتها وفائدتها؛ لما تشكله من فرصة ثمينة للتعلّم والتفكير وتوسيع شبكة العلاقات، والعمل بانسجام مع برلمانيين وقادة من مجالات مختلفة يشاركون نفس القيم والأهداف.
وذكر فخرو أن العمل جارٍ حاليًا على إعداد مجموعة أدوات عملية لدعم العمل البرلماني في تعزيز التنوع داخل البرلمانات ومكافحة العنف والأعراف السلبية التي تؤثر على مشاركة النساء في الحياة البرلمانية، كما سيتضمن الدعم القادم للنواب والبرلمانيات مواد إرشادية وجلسات تدريبية ومساحات جديدة للحوار بين الأجيال ومناقشات متعددة الأطراف.
واختتم سعادته بالتأكيد على أن هذه المبادرة الرائدة ليست مجرد مشروع، بل استثمار أساسي في الديمقراطية يخدم الجميع، داعيًا أعضاء الاتحاد البرلماني الدولي إلى مواصلة دعم هذا العمل المهم.