حمدي عبد العزيز

يبلغ عدد جمعيات ومراكز الشباب في مملكة البحرين 66 جمعية ومركزاً تضطلع بدور كبير في تمكين الشباب والعمل على اكتشاف وصقل وإبراز مواهبهم وتطوير مهاراتهم عبر مجموعة من الأنشطة والبرامج التي تسهم في تنمية القدرات القيادية والإبداعية للشباب، وذلك وفق أولويات الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب 2023 2028، كما تساهم في تحقيق رؤية البحرين 2030، من خلال تمكين الشباب وتأهيلهم ليكونوا قادة المستقبل والمشاركة في التنمية المستدامة وحصد ثمارها.

وينطلق عمل الجمعيات والمراكز من رؤية ملكية سامية مستقبلية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، برعاية الشباب البحريني في مختلف المستويات والقطاعات، ودعم مشاركتهم الفاعلة في المسيرة التنموية الشاملة، باعتبارهم الثروة الحقيقية للوطن، وهو ما يتجسد في الدعم المتواصل اللامحدود والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في دعم الشباب البحريني، وتكليفهم بالمناصب والمسؤوليات القيادية، وتدشين العديد من المشاريع والمبادرات والبرامج النوعية بالاستثمار في الكوادر الوطنية لرفد كافة القطاعات التنموية بالكفاءات والمهارات والقدرات العالية.

وتعمل الجمعيات الشبابية ومراكز تمكين الشباب في مملكة البحرين ضمن الأطر التنظيمية والقوانين والسياسات لوزارة شؤون الشباب، وتضم 25 جمعية شبابية في مختلف المجالات، و38 مركز تمكين شباب، و3 مراكز نموذجية.

وتقوم الجمعيات الشبابية بالعمل على المستوى الوطني، من خلال تنسيق السياسات والبرامج والمبادرات الشبابية، بالإضافة إلى تقديم التوجيه والدعم لكل من الشباب والمنظمات الشبابية في مختلف أنحاء المملكة. أما مراكز تمكين الشباب، فتعمل عادةً على المستوى المحلي، حيث تركز على تقديم الخدمات المباشرة والدعم للشباب في المجتمع المحلي. وتعمل هذه الجهات معاً على تمكين الشباب وضمان حصولهم على الموارد والفرص التي تمكنهم من الازدهار.

وتسعى الجمعيات إلى تعزيز المشاركة وتنمية القدرات والمهارات القيادية وتقدم إرشاداً مهنياً وفرصاً تعليمية لتأهيل الشباب لتحقيق النجاح في المستقبل. وفي هذا الإطار تم نقل 8 جمعيات من وزارة التنمية الاجتماعية إلى وزارة شؤون الشباب والرياضة أواخر العام الماضي، والتي تتوافق أهدافها مع أهداف الوزارة وهي: جمعية الشباب والبيئة، جمعية واي بي أومينا، جمعية أيزك، الجمعية البحرينية للباحثين والمخترعين، نادي أفق التوستماسترز العربي، جمعية كلين أب البحرين، جمعية الريادة الشبابية، جمعية إنجاز البحرينية.

ويمثل ذلك محطة هامة لتعزيز العمل الإداري والتنظيمي في تلك الجمعيات وتطوير منظومة الدعم الموجهة للشباب، الأمر الذي يُساهم في خلق بيئة تنافسية للشباب، تُحفزهم على تطوير مهاراتهم، وتنمية قدراتهم، وتفعيل دورهم كشركاء رئيسيين في استدامة التنمية الوطنية. كما أن وجود الجمعيات الشبابية تحت إشراف الوزارة سيمكنها من توجيه هذه الجمعيات وبرامجها بما يتماشى مع أولويات الاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب 2023 2028.

أما مراكز تمكين الشباب، فتهدف إلى توفير بيئة آمنة ومحفزة للشباب للمشاركة في الأنشطة والبرامج الترفيهية والتعليمية والفعاليات الثقافية. وتقدم مجموعة متنوعة من الأنشطة مثل الرياضة، الفنون، المسرح، الموسيقى، التوعية الصحية، الورش التدريبية، التطوع، الإرشاد المهني والتعليمي، وغيرها من الأنشطة الاجتماعية. وتركز هذه المراكز على تمكين الشباب، وتنمية مهاراتهم الشخصية والاجتماعية، وتوجيههم نحو التطور الإيجابي.

وتسعى إلى تربية النشء والشباب تربية متَّزنة من النواحي الجسمانية والنفسية والعقلية، وتنمية مواهب وقدرات الشباب الرياضية والثقافية والفنية والتطوعية، بما يتفق مع أعراف المجتمع وعاداته، ورعاية الشباب في مختلف المجالات، وإتاحة الفرص للمتميزين من الشباب في المشاركة في برامج الشباب في مملكة البحرين، ودعم وتقوية الروابط بين شباب المملكة.

وإضافة إلى 38 مركزاً شبابياً، توجد 3 مراكز نموذجية هي: المركز العلمي لأهداف التنمية المستدامة، مركز المحرق الشبابي، مركز مدينة حمد الشبابي. ونظمت هذه لمراكز مجتمعة 169 فعالية عام 2024، وبلغ عدد المستفيدين منها 7619 شاباً، وتم اكتشاف وصقل 173 موهبة شبابية.

وتعد الجمعيات والأندية الاجتماعية والثقافية والمراكز الشبابية شريكاً أساسياً لوزارة الشباب في تحقيق أهدافها الرامية إلى تطوير القطاع الشبابي في المملكة وخلق مساحة متميزة لتنفيذ مبادرات وبرامج موجهة للشباب البحريني، وتقوم الوزارة بتوفير كافة سبل الدعم للمؤسسات المحتضنة للشباب البحريني لضمان تحقيق تأثير إيجابي ومستدام على الشباب والمجتمع.

وفي إطار الشراكة الحكومية المجتمعية، حصلت مملكة البحرين على المرتبة الثانية على مستوى الدول العربية في “مؤشر تنمية الشباب العالمي 2023″، الصادر عن الأمانة العامة لرابطة الكومونولث ومعهد الاقتصاد والسلام. ويقيس المؤشر أولويات تعزيز رفاهية وتمكين الشباب في جميع أنحاء العالم، ويُقيّم مقدار تنمية الشباب في 183 دولة، عبر مراقبة الأداء والإنجاز من خلال 6 مجالات رئيسية ترتبط بمستهدفات التنمية المستدامة هي؛ الصحة، والتعليم، والمساواة بين الجنسين، والتوظيف والفرص، والسلام والأمن، والمشاركة السياسية والمدنية.

وصنفت مملكة البحرين بأنها ذات تنمية شبابية عالية جداً، وذلك بحصولها على أعلى تصنيف يشمل 4 مجالات من أصل 6، على المستوى الخليجي والعربي والشرق أوسطي وشمال أفريقيا. كما حلت في المركز الأول على مستوى الدول العربية ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال المساواة بين الجنسين والشمول، وتصدرت خليجياً في مجال التوظيف والفرص، مع حصولها على المركز الحادي عشر عالمياً في المحورين.

وبذلك تحقق البحرين رميتين بتصويبة واحدة “تمكين الشباب”، فتوفر بيئة تشجع على الإبداع وتنمية القدرات بما يمكن الشباب من استثمار إمكانياتهم الكاملة من جهة، فيما تمضي قدماً بتحقيق أهداف التنمية المستدامة بكوادرها الوطنية الشابة من جهة أخرى.

شاركها.