نزفّ أسمى عبارات الشكر والتقدير إلى الأيادي البيضاء التي تقف عند الأبواب بعينيها الواعية إلى الشوارع ترتقب من هم في ذمة المدرسة منذ أن يشق نور الصباح الباكر، إلى أن يحين موعد الانصراف تحت لهيب شمس الظهيرة، محاربة الراحة والقعود فداء لسلامة أرواح طلبة المدارس، وتفانياً في حب العمل الوطني، تلك هي عطاءات حراس أمن المدارس التي لا تنضب في مد جسور التعاون والمبادرات الإنسانية الفاعلة في أرض المجتمع البحريني.
انتشرت مؤخراً عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي صورة لحارس أمن مدرسة أسماء ذات النطاقين الابتدائية للبنات، المرفوقة بتقديم جزيل الشكر والعرفان من قِبل أولياء أمور الطالبات للسيد «بوعلي»، الذي يعمل حارس أمن للمدرسة بكل تفانٍ وإخلاص مجدداً سعيه اليومي في إيصال التلميذات إلى داخل المدرسة بعد استلامهن من المركبات، تدفعه الأمانة والحرص على سلامتهن كحرص الأب على فلذات كبده، وهذا ما يثير شعور الأهالي بالاطمئنان على سلامة بناتهم، لوجودهم بين أيدي أمينة تقودهم إلى بر الأمان، بلفتة أبوية حانية من السيد «بوعلي».
وأيضاً مناقب «السيد هاشم» تظل محفورة في ذاكرة أهالي منطقة قلالي، ولن تُنسى جمائله التي تكرست في مد يد التعاون مع أولياء الأمور والحرص على سلامة طلبة مدرسة قلالي الابتدائية للبنين، وبكل عبارات الترحيب ورحابة الصدر يستقبل تلاميذ المدرسة، ويودّعهم في ظهيرة اليوم عند تسليمهم إلى ذويهم وقت الانصراف، بكل أمن وسلامة حتى يهنأ باله.
وغيرهما الكثيرون ممن سطروا أروع الأمثلة والنماذج التي يحتذى بها في خصال الأمانة والوفاء وحب العمل في هذه المهنة النبيلة، التي تعود بمنافعها على الجميع، ولا سيما مكاسبها التربوية التي تغرسها مهنة أمن المدرسة في تعزيز مكانة العمل والتفاني فيه بإخلاص، وتوفير الأيدي العاملة في المدرسة عرفاناً بدورهم وجهودهم، وتفعيل الشعور بالمسؤولية وبالتحلي بالتنظيم والالتزام بالمهام.
كل تحيات الشكر والعرفان لحراس المدارس على جهودهم المبذولة في الحفاظ على الأمن وسلامة الطلبة، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من منتسبي المدارس والعاملين على تسيير وانتظام اليوم الدراسي بكل سلاسة ونجاح، وأيضاً لقيامهم بتنظيم عمليات دخول وخروج الطلبة، والتعاون مع أولياء الأمور وإرشادهم لتنظيم حركة السير.
أدام الله السواعد المعطاءة ذخراً وسنداً لصروح العلم التي تزهر بها العقول والأوطان.
