ختام جلسات مؤتمر حرية الدين والمعتقد.. دعم البرامج الإبداعية ومشروع تجريبي يخدم حرية الدين
أكد السيد باتريك سيمونيت ، سفير الاتحاد الأوروبي لدى مملكة البحرين والمقيم في الرياض أهمية إقامة وتنظيم المؤتمر السنوي الثاني لحرية الدين والمعتقد (فورب) الذي يقام في مملكة البحرين، ووصفه بأنه مصدر فخر وإشادة كبيرة من جميع الحضور، منوها بأن حضور ومشاركة الخبراء والمساهمين قد أسهم في إنجاح هذا المؤتمر .
وقال في ختام ندوة بروكسل حول الفضاء السيبراني “: أضفنا اليوم طرح قضية المناخ، والتي تأتي ة بمفهوم حرية الدين والمعتقد ، كونها واحدة من حريات أكبر تحظى باهتمام ليس فقط من الاتحاد الأوروبي ومملكة البحرين بل العالم أجمع “.
وأوضح السيد سيمونيت أهمية دعم الحريات بشكل ملموس، وببرامج وخطوات واضحة، واستشهد بجهود مملكة البحرين وما لديها من رؤية واضحة وشاملة، وقال : ” إننا اليوم نتعلم من مملكة البحرين الممارسات الجيدة والاحترام القائم على مدى فترات طويلة بين مختلف الأديان والأعراق، معربا عن تقديره لجهود مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، مؤكدا أهمية دعم المبادرات الابتكارية والنوعية بشكل مستمر “، مؤكدا تطلعه لإقامة مؤتمر العام المقبل بنفس مستوى النجاح والتميز، في ظل وجود مجموعة عمل سيتم إنشاؤها انطلاقا من الإيمان بأن العمل بين الثقافات والأديان يجب أن يكون تشاركيا وما الصداقة بين مملكة البحرين والاتحاد الأوروبي إلا نموذجا لهذا التعاون الذي نتطلع لتقويته دائما.
ومن جانبها أكدت السيدة بيتسي ماثيسون ، نائبة رئيس مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ؛ المؤسس والرئيس لجمعية هذه هي البحرين”، على نجاح مؤتمر هذا العام الذي حضره أكثر من ٦٠ شابا وشابة من ٢٥ دولة من الاتحاد الأوروبي، وأوضحت بأنه سيتم إنشاء مجموعات عمل ثنائية بعد المؤتمر مباشرة، مع ضمان إجراءات متابعة المشاريع التي يجب أن تكون ملموسة على أرض الواقع.
وأكدت خلال إعلانها لتوصيات المؤتمر على أهمية تعزيز التبادلات والتشبيك بين كل من المجموعات الطلابية والاتحاد الأوروبي ومملكة البحرين ومنطقة الخليج العربي، وتحديد الممارسات الجيدة لنقل النقاش العام حول الحرية إلى مستويات تالية، ووضع مشروع تجريبي يخدم حرية الدين ، وإنجازه على أرض الواقع، إضافة إلى تحديد الاحتياجات الخاصة للعاملين في هذا المجال ومتابعة الدورات والمؤتمرات ومواصلة الحوار، فضلا عن الاهتمام بالموارد البشرية وصناعة المستوى التشغيلي الذي يضمن السير قدما تجاه تحقيق الأهداف المرجوة.
وأضافت أنها أكدت على أهمية العمل على منع الكراهية، وإنشاء ورش عمل رائعة، ومشاركة جميع الطوائف الدينية في حوار ونقاشات مفتوحة تخدم قضية تغير المناخ وارتباطه بالحريات الدينية، وصلته بموضوعات هامة مثل الفضاء السيبراني ومسئولية نشر رسالة السلام ،
وأعلنت السيدة بيتسي عن حدث جديد قادم تشارك فيه مملكة البحرين وهو مؤتمر كبير يقام في بروكسل من ١٣ إلى ١٨ نوفمبر ولمدة أسبوع متواصل يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية حرية الأديان وتحقيق التعايش السلمي ، يتضمن الأسبوع ندوات وورش عمل ومعرض وحلقات نقاشية هامة، مؤكدة على نجاح الجهود المشتركة بين كل من الاتحاد الأوروبي ومركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي ونجاح المؤتمر الذي تميز بمستوى حضوره من شخصيات ومختصين من حول العالم.
ومن جهته أوضح السيد فرانسيسكو دينيس، الحاضر من برلمان جمهورية البرتغال الحاجة الكبيرة لنشر الممارسات الجيدة، وتلبية احتياجات العالم حول تبادل الأفكار والمقترحات، مؤكدا نجاح المؤتمر الكبير على مدى الأيام الماضية في توضيح أبعاد القضية وفق مفاهيم الشمولية والتسامح والتقارب والحوار.
وأشار إلى أنه على الرغم من التحديات التي يواجهها العالم، لابد من بذل الجهود من أجل الحد من خطابات العنف ومناهضة التمييز بكافة أشكاله، معتبرا أن التعليم هو الوسيلة الأفضل والأنجح لتحقيق ذلك.
ونوه السيد دينيس إلى تعزيز سبل التفكير النقدي واستخدام التكنولوجيا لدى الطلاب، وتصحيح بعض المفاهيم المتعلقة بالأديان لديهم من خلال التواصل المباشر، وضرب مثلا بحرية الصحافة التي لا تعني نشر التطرف والأهانة،
كما اكد على ضرورة نشر نشر مفهوم المسئولية تجاه نظرة الشباب للأمور والقضايا المختلفة.
فيما تحدث السفير فرانس فان دايلي ، المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي بشأن حرية الدين والمعتقد ” FoRB ” ، عن أهمية وجود حريات تنفذ وتطبق وفق مفهوم السماح بالتعبير، بوصفه جزء من حريات ومفاهيم أوسع وأكبر وأشمل، ففي الوقت الذي يشهد فيه العالم اضطرابات سياسية مختلفة تأتي الحاجة إلى إيجاد سبل حوار مفتوحة وتعزيز حس المشاركة والإسهام في التغيير بين أصحاب المعتقدات المختلفة، إضافة إلى الاهتمام بالتواصل فيما بينهم، وحفظ حقوق الجميع.
وبين أهمية التواصل مع الجهات المختلفة للحد من الأخطار وتقليص مساحة التهديد، فالعالم يحتاج إلى الكثير من العمل في هذا المجال، إضافة الى الاهتمام بالفضاء السيبراني، وما يفرضه من حاجة لأن تكون منصاته مسؤولة عن ما تقوم ببثه، وأن لا تستخدم لنشر خطابات الكراهية، مبينا أهمية التعليم والتعلم الذي يجب أن يشكل الانتماء والارتباط بالهوية مع الانفتاح على الآخر وعدم رفضه، والجميع يتحمل هذه المسؤلية ويساهم فيها.