د. محمد بن يوسف الزياني

شهدت السنوات الأخيرة تحولات كبيرة في مختلف المجالات الاقتصادية على مستوى العالم، مما دفع الدول إلى اعتماد استراتيجيات مرنة وفعالة لتعزيز التنمية المستدامة مع المحافظة على البيئة والمجتمع. وفي هذا الإطار، جاء خطاب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، خلال مشاركته في الدورة الثامنة والعشرين من منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي 2025، ليؤكد على الدور البارز الذي تلعبه مملكة البحرين في عملية التنمية الاقتصادية، مع التركيز على رؤيتها الطموحة لعام 2030 واستثمارها في الشراكات الدولية، لاسيما مع روسيا والصين ودول الخليج.

النجاحات البحرينية وتطلعات المستقبل: أولى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة اهتماماً للإنجازات التي حققتها مملكة البحرين بفضل رؤية القيادة الحكيمة لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، والتي وضعت أسس التنمية الشاملة والمستدامة. وذكر أن المملكة نجحت في استقطاب استثمارات خارجية، وتحديث بنيتها التحتية، وتعزيز قدراتها الرقمية، وذلك بفضل سياسات اقتصادية مدروسة تهدف إلى تنويع مصادر الدخل. كما أشار إلى أن البحرين بصدد إعداد خطة وطنية جديدة تمتد حتى عام 2050، تركز على الابتكار والرقمنة والاستدامة، لضمان القدرة على التكيف مع التغيرات العالمية وتعزيز قدرتها التنافسية.

الدور الإقليمي والدولي والتحالفات الاستراتيجية: أبرز خطاب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أهمية الشراكات الدولية، خصوصاً مع روسيا والصين. حيث أشار إلى أن السياسات الاقتصادية التي اتبعتها روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين ساعدت في تعزيز الاستقرار والنمو، وكان لها تأثير إيجابي على البيئة الاستثمارية. وشدد على أن التعاون مع هذه الدول، بالإضافة إلى دول مجلس التعاون الخليجي، يسهم في إنشاء بيئة أعمال مستقرة وجذابة للاستثمار.

أرى أن البحرين تمتلك إمكانيات كبيرة لتحقيق أهدافها التنموية، بفضل ما تملكه من رؤية واضحة واستعداد لتعزيز التعاون الدولي. ستظل المبادرات الاقتصادية التي تركز على الابتكار، والتحول الرقمي، وتنمية الكوادر البشرية من الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، مع ضرورة تنفيذ السياسات بشكل منظم ومرن لضمان استمرار النمو.

التوازن بين الطموح والتنفيذ: أرى أن هناك فهمًا عميقًا لأهمية التوازن بين الطموح والواقعية في التنفيذ يتجلى في خطاب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إن التوجه نحو مستقبل مستدام يتطلب وجود رؤية واضحة، وبيئة مشجعة على الاستثمار، ورعاية لتنمية رأس المال البشري للتصدي للتحديات والتغيرات العالمية، من الضروري أن تحافظ مملكة البحرين على التزامها بتنفيذ خططها بشكل متواصل، مع رصد النتائج وتعديل السياسات عند الحاجة، تمثل المبادرات التي تعنى بتطوير الكوادر والبنية التحتية الرقمية أساسًا متينًا لمستقبل اقتصادي مشرق.

ختاماً، يشدد خطاب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة على أن السبيل لتحقيق مستقبل مزدهر هو التعاون الدولي والاستثمار في الإنسان والتكنولوجيا، وأن مملكة البحرين مصممة على مواصلة مسيرة النمو والابتكار بما يتماشى مع رؤيتها لعام 2030 وما بعدها.

* باحث وكاتب في إدارة الابتكار والتقنية

شاركها.