حوراء مرهون
مع تقدّم العلاجات الطبية لمحاربة السمنة لمع نجم حقن “المونجارو” كأحد أبرز الحلول لإنقاص الوزن السريع، أكدت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري د.خولة علي، أن خفض الوزن سريعاً عبر “المونجارو” ليس حلاً، بل إن التوازن هو المفتاح، مشيرة إلى أن تلك الحقن لا يجب أن تُعطى للنساء الحوامل أو المرضعات.
وأضافت في لقاء مع “الوطن”، أن الأكل العاطفي هو أكثر سلوك خطير وشائع بين الفئة العاملة من النساء بالتحديد، خاصة ممن تتراوح أعمارهن بين 20 و30 عاماً.
يُذكر أن “المونجارو”، حقّقت شهرة واسعة بين الناس، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حتى أصبحت “الهبّة” الجديدة. وبين مؤيدين يشيدون بفعاليتها، وآخرين يحذّرون من أعراضها الجانبية، يبرز سؤال جوهري: هل هي خيار آمن ومستدام؟
وأضافت استشارية أمراض الغدد الصماء والسكري في لقاء مع “الوطن”، أنه يمكن استخدام الحقن لفترة طويلة ولكن الاستخدام لأغراض السمنة عادة ما يكون بين 6 أشهر وسنتين فقط للوصول إلى الوزن المطلوب. وفيما يأتي اللقاء:
بدايةً.. ما هي حقن مونجارو وكيف تعمل؟
حقن “المونجارو” تحتوي على مركبات تحاكي هرمونات الشبع الطبيعية في الجسم مثل GLP1 وGIP، وتُعطى لتعزيز الشعور بالشبع وتقليل الشهية، حيث إن غالبية الأشخاص الذين يعانون السمنة يكون لديهم نقص في هذه الهرمونات، ما يجعل التحكم في الأكل صعباً، وهنا يأتي دور الحقنة لتعويض هذا النقص.
لماذا أصبحت مونجارو “ترند” الموسم؟
ربما لأن “مونجارو” هي الجيل الأحدث من حقن تنزيل الوزن، وتم تطويرها استناداً إلى تجارب سابقة. وتتميز بفعاليتها العالية التي قد تصل إلى فقدان 20% من الوزن، ما يقارب نتائج التكميم، لكن دون جراحة. كما أن أعراضها الجانبية أقل من الأنواع القديمة ومحدودة جداً، ولهذا حظيت بشعبية كبيرة.
هل حقن “المونجارو” لكل من يعاني من الوزن الزائد؟
بالطبع لا، فالقرار يعتمد على وزن الشخص، حالته الصحية، وتاريخه الطبي. على سبيل المثال من يرغب في إنقاص 10 كيلوغرامات قد يستفيد منها، أما من يحتاج إلى إنقاص 50 كيلوغراماً، فقد يكون خيار التكميم أفضل، كما أنني لا أصف الحقنة لمن لا ينوي تبني نظام غذائي صحي أو الالتزام بالرياضة، لأنه مجرد أن يتوقف عن أخذها سيعود الوزن الزائد بشكل أسوأ؛ بسبب فقدان الكتلة العضلية وامتلاء الجسم بالدهون. بشكل عام فإن التقييم فردي، ويعتمد على الحالة الصحية للمريض.
ما هي مدة العلاج الموصى بها لاستخدام الحقن؟
يمكن استخدام الحقن لفترة طويلة ولكن الاستخدام لأغراض السمنة عادة ما يكون بين 6 أشهر وسنتين فقط ونصل للوزن المطلوب. ونبدأ بجرعة 2.5 ملغ ونرفعها تدريجياً حسب الحاجة.
تُثار أحياناً أخبار عن مضاعفات خطيرة.. ما مدى صحتها؟
الأعراض الشائعة هي الغثيان، الصداع، والتعب. أما الحالات الخطيرة مثل شلل المعدة أو التهاب البنكرياس فهي نادرة جداً، لم نرَها في البحرين. لكن هناك آثاراً محتملة كحصى المرارة نتيجة النزول السريع، وهي أكثر ما نواجهه في البحرين بمعدل حالتين إلى 3 حالات لدي في العيادة سنوياً.
بعض الحالات أصيبت بحساسية شديدة تتطلب تنويمًا في المستشفى، لكن لم نرَ حالات نادرة مثل شلل المعدة أو مشاكل بالعين كما يُشاع في تقارير عالمية.
هل هناك اشتراطات تؤهل الفرد لاستخدام “مونجارو”؟
يمنع استخدامها للنساء الحوامل أو المرضعات، أو لمن تخطط للحمل خلال شهرين. كما يجب الحذر إذا كان للمريض تاريخ مرضي بالبنكرياس، المرارة، أو الغدة الدرقية، خاصة إذا كان هناك تاريخ عائلي بالأورام.
لماذا يبدو البعض أكبر سنّاً بعد نزول الوزن؟
يحدث ذلك نتيجة النزول السريع جداً للوزن، خصوصاً إذا تم رفع الجرعة بسرعة. يفقد الجسم دهوناً وعضلاً، ما يؤدي لترهلات في الجلد وشحوب الوجه. الحل في التدرج بالجرعة، تناول المكملات، وتحليل الفيتامينات، إلى جانب ممارسة تمارين المقاومة.
ما السلوك الأكثر خطورة في زيادة الوزن؟
الأكل العاطفي هو أكثر سلوك خطير وشائع بين الفئة العاملة من النساء بالتحديد، خاصة ممن تتراوح أعمارهن بين 20 و30 عاماً، ومن تكون ة بمسؤوليات كثيرة وضغوط نفسية، مما يدفع بالكثيرات للأكل العاطفي والنفسي، وهذه وفق ملاحظتي من أكبر مسببات السمنة في هذا الجيل.
ختاماً، ما هي نصيحتك الذهبية؟
النصيحة الأفضل لا تبحث عن أفضل رجيم، بل عن نظام يمكن أن تعيش به بقية حياتك. أسلوب الحياة الصحي، القابل للاستمرار، هو الاستثمار الأهم في صحتك. النزول السريع للوزن ليس الحل، بل التوازن هو المفتاح.