أكدت المعالجة النفسية الإكلينيكية وعضو جمعية أصدقاء الصحة، د. دانية كابلي، أهمية العناية بالصحة النفسية خلال موسم الحج، مشيرة إلى أن العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية تُجسدها المقولة الشهيرة «العقل السليم في الجسم السليم»، إذ إن اختلال أحدهما يؤثر حتماً على توازن حياة الفرد وقدرته على ممارسة أنشطته ومهامه اليومية.

وأوضحت د. كابلي أن فترة أداء فريضة الحج تُعد نموذجاً واضحاً لهذا الترابط، حيث تؤثر الأجواء الروحانية المصاحبة للشعائر بشكل إيجابي على الحالة النفسية للحاج.

وقالت: «الخشوع، والأمان، والطمأنينة، والراحة، والاسترخاء الذي يشعر به الحاج نتيجة للانغماس في العبادات والابتعاد عن التفكير السلبي ومسببات القلق والخوف من المستقبل، يعزز الصحة النفسية، وبدوره ينعكس على قوة الجسد ومناعته في مواجهة الأمراض، لا سيما أن هذه الأجواء تعلم الإنسان الصبر وتحمله للمشاق والتعب».

وأضافت أن الصحة النفسية تؤثر تأثيراً مباشراً على الصحة الجسدية والعكس، مشيرة إلى أن التحديات النفسية مثل التوتر، والقلق، والاكتئاب، لا تقتصر آثارها على الجانب العاطفي فحسب، بل تتجلى في أعراض جسدية كالإرهاق المزمن، والصداع، وتوتر العضلات، وأحياناً تتطور إلى أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

وأوضحت أن ذلك يعود إلى إفراز الجسم لهرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، والتي تضعف الجهاز المناعي وتزيد من فرص الإصابة بالعدوى والأمراض. وحذّرت د. كابلي من أن المشكلات النفسية قد تنعكس على السلوكيات اليومية التي تعزز الصحة الجسدية، مثل جودة النوم، والتغذية، والنشاط البدني.

وأوضحت أن من يعانون من اضطرابات نفسية قد يواجهون صعوبات في النوم أو انخفاض جودته، الأمر الذي يؤدي إلى التعب والإرهاق وقلة القدرة على تحمل الضغوط. كما قد يعانون من تغييرات في الشهية، سواء بالإفراط في تناول الطعام أو فقدان الرغبة فيه، ما يؤدي إلى تقلبات في الوزن وسوء التغذية، مضيفة أن «إهمال الصحة النفسية لا ينعكس فقط على التوازن العاطفي، بل يسهم بشكل مباشر في تفاقم المشكلات الصحية الجسدية».

وحول تعزيز الصحة النفسية، شددت د. كابلي على ضرورة اتخاذ خطوات بسيطة لكنها فعالة، تبدأ بالاعتراف بأن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، قبل أن تبين أن من بين هذه الخطوات: «الالتزام بجدول نوم منتظم، وممارسة النشاط البدني، وتناول غذاء متوازن، مشيرة إلى أن هذه العادات تترك أثراً إيجابياً مباشراً على الحالة النفسية.

ودعت إلى تخصيص وقت للاسترخاء والهدوء من خلال التأمل أو تمارين التنفس العميق أو ممارسة الهوايات الشخصية، مؤكدة أن هذه الأنشطة تساهم في خفض مستويات التوتر وتعزز التفكير الإيجابي.

شاركها.