أوصت دراسة أكاديمية صادرة عن مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات” بضرورة وضع سياسات تربوية متوازنة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعزّز من تحصيل البنين دون التأثير على المكتسبات التي حققتها البنات، محذّرة من أن استمرار الفجوة التعليمية قد يترك انعكاسات على فرص البنين في التعليم العالي وسوق العمل، وما يرتبط بذلك من تداعيات اجتماعية.

وقد نُشرت الدراسة بعنوان: «الفجوة التعليمية بين الجنسين في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في مجلة Economy of the Middle East المجلد 2، العدد 1، 2025، وأعدّها د. عمر العبيدلي، مدير إدارة الدراسات والبحوث في مركز “دراسات”، والباحثة مي السيوف، واعتمدت الدراسة على بيانات معيارية من دورات الأعوام 2011 و2015 و2019 و2023م في الرياضيات والعلوم (TIMSS)، ودورتي 2016 و2021م في القراءة (PIRLS)، مع تحليل الفروقات بين الجنسين في الصفين الرابع والثامن، ومقارنتها بمتوسطات عالمية ودول رائدة في التعليم، مثل فنلندا وسنغافورة والولايات المتحدة وتشيلي.

وأظهرت النتائج أن البنات يتفوّقن بانتظام على البنين في دول الخليج العربي، خاصةً في العلوم واللغة، فيما كان التفوّق في الرياضيات محدوداً، ووصل إلى شبه تعادل في أحدث البيانات (2023م)، كما بيّنت أن الفجوة اتخذت مساراً متصاعداً بلغ ذروته عامي 2015 و2016م، قبل أن تنكمش تدريجياً بعد جائحة كوفيد19، وعلى المستوى القُطْري، تعكس مملكة البحرين ودولة الكويت وسلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية النمط الخليجي العام، بينما تُظهر دولتا قطر والإمارات العربية المتحدة فجواتٍ أقل حجماً، وأحياناً نتائج تميل لصالح البنين.

وترى الدراسة أن أسباب هذا التفوق تعود إلى مزيج من العوامل البيولوجية والبيئية والاجتماعية النفسية، فضلاً عن خصوصيات خليجية، منها السياسات الحكومية لتمكين المرأة، بما قد يرفع من حوافز البنات للتفوق الدراسي.

ويأتي هذا الإنجاز البحثي في إطار التعاون القائم بين مركز “دراسات” ومعهد الاستشراق الروسي، بموجب مذكرة التفاهم الموقّعة بين الطرفين، والتي أسهمت في تعزيز الحضور البحثي المشترك في المجلات العلمية الدولية.

شاركها.