قالت استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى العوالي، والمنسق المحلي لمملكة البحرين لحملة شهر مايو لقياس الضغط، البروفيسور دلال الرميحي، إن ارتفاع ضغط الدم يعد من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً حول العالم، وأشارت إلى أن المسح الصحي الوطني لعام 2018 كشف أن معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم بين البالغين بلغ 33.2%، فيما يعاني أكثر من نصف المصابين من عدم التحكم الجيد بنسب الضغط لديهم، وهو ما يزيد من احتمالية تطور المضاعفات لديهم. كما أظهر أن نسبة عالية من المصابين لم يكونوا على علم بإصابتهم، مما يبرز أهمية الفحص الدوري كوسيلة للكشف المبكر وتفادي الخطر.
ونوهت الرميحي بأن ارتفاع ضغط الدم يُطلق عليه «القاتل الصامت»، لأنه غالباً ما لا يسبب أعراضاً واضحة في مراحله الأولى. وتشير التقديرات العالمية إلى أن أكثر من مليار شخص يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وتُعزى إليه ملايين الوفيات سنوياً؛ بسبب مضاعفاته الخطيرة كالسكتة الدماغية، والنوبات القلبية، والفشل الكلوي، منوهةً بأهمية الكشف الدوري؛ وتناول الأدية واتباع نمط حياة صحي لخفضه وتقليل نسب الإصابة بأمراض القلب.
وقالت إن أغلب المصابين لا تظهر عليهم أعراض، لذلك يُنصح بقياس ضغط الدم بانتظام على الأقل مرة واحدة للبالغين، وتكرار القياس في فترات أقرب للأشخاص ذوي عوامل الخطورة مثل السمنة، أو وجود تاريخ عائلي، أو الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري. وأضافت أنه من المهم التمييز بين أرقام تشخيص ارتفاع ضغط الدم، وبين الأرقام التي تُعتمد لتحقيق التحكم الجيد به.
فالتشخيص يتم عندما تكون قراءة الضغط الانقباضي 140 ملم زئبقي أو أكثر، أو الانبساطي 90 ملم زئبقي أو أكثر، في قياسين متكررين على فترات متباعدة. أما السيطرة الجيدة، فتُعرّف عادة بالوصول إلى قراءات تقل عن 130/ 80 ملم زئبقي لذوي المخاطر العالية مثل مرضى السكري وأمراض القلب، وتقل عن 140/ 90 ملم زئبقي لغيرهم.
ودعت الرميحي إلى اتباع نمط حياة صحي على اعتبار أنه الخطوة الأساسية في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه.
ويشمل ذلك تقليل استهلاك الملح، والذي لا يزال يتجاوز المعدلات الموصى بها لدى الكثير من أفراد المجتمع البحريني، إلى أقل من 5 غرامات يوميًا، والحرص على ممارسة النشاط البدني بما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعياً، والحفاظ على وزن صحي.
كما يُوصى بالإقلاع عن التدخين، وتناول وجبات غذائية متوازنة غنية بالفواكه والخضروات، وحسن التعامل مع الضغوط النفسية قدر الإمكان. وأكدت على استخدام العلاج الدوائي لضغط الدم الموصوف من الطبيب، وتناوله بانتظام، والمتابعة الدورية مع الأطباء. حيث أظهرت الدراسات أن الالتزام بالعلاج يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 35%، ومن خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 20%.
ومن بيانات المسح الصحي الوطني، ومن بيانات الحملات الميدانية لشهر مايو لقياس الضغط تبين أن هناك عدداً كبيراً من الأفراد ما زال الضغط لديهم مرتفعاً. وقد يعزى ذلك للتهاون في استخدام الأدوية أو عدم كفايتها لا سيما، وأن العلاج قد يتطلب نوعين من الأدوية الخافضة للضغط أو أكثر أو عدم الانتظام في اتباع أسس الحياة الصحية المذكورة سابقاً.
واختتمت الرميحي بالقول: «في شهر مايو، الذي يخصص عالمياً للتوعية بارتفاع ضغط الدم، نجدد الدعوة لكل فرد بالمجتمع البحريني إلى اعتبار قياس ضغط الدم جزءاً من نمط الاهتمام بالصحة. فالكشف المبكر، واتباع أسلوب حياة متوازن، والالتزام بالعلاج هي مفاتيح الوقاية والحماية».