وليد صبري
النموذج البحريني للابتكار دعم 10000 رائد أعمال منذ 2001 حتى 2024
2000 مؤسسة جديدة أُنشئت من خلال “اليونيدو” في البحرين
المرأة البحرينية تمثل 63% من المستفيدين من خدمات النموذج البحريني
18000 فرصة عمل وفرتها مبادرات “اليونيدو” في البحرين خلال عقدين
اعتماد النموذج البحريني لريادة الأعمال في ما يزيد عن 56 دولة
“اليونيدو” نظم 61 برنامجاً ونشاطاً في البحرين بمشاركة 9500 رائد أعمال من 83 دولة
قال رئيس المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو” للاستثمار والتكنولوجيا في مملكة البحرين، د. هاشم حسين، إن “البحرين استطاعت أن تجذب استثمارات تتجاوز 1.8 مليار دولار من خلال برامج “اليونيدو”، وتواصل هذا الزخم من خلال استثمارات جديدة بقيمة 32 مليون دولار من مشروعات المنظمة الأخيرة”، مضيفاً أن “”اليونيدو” ساهمت منذ عام 2001 في إنشاء أكثر من 2000 مؤسسة جديدة وتوفير 18000 فرصة عمل، بينها 2112 فرصة خلال عام 2024 وحده.
وأضاف د. هاشم حسين، في حوار مع “الوطن”، أن “النموذج البحريني للابتكار نجح في دعم أكثر من 10 آلاف رائد أعمال حتى اليوم، وأسهم في الترويج لـ1823 مشروعاً خلال 2024 اكتمل منها 813 مشروعاً بنجاح”، مشيراً إلى أن “البحرين تفخر بأن المرأة البحرينية تمثل 63% من المستفيدين من خدمات هذا النموذج الرائد الذي جرى اعتماده في أكثر من 56 دولة حول العالم”.
وأوضح أن “المكتب الإقليمي نظم 61 برنامجاً ونشاطاً استقطب 9500 رائد أعمال من 83 دولة، ويستعد حالياً لإطلاق مبادرات جديدة تستهدف الاقتصاد الإبداعي، والتحول الرقمي، والزراعة الذكية، إضافة إلى برامج مخصصة للتمكين الاقتصادي للنساء والشباب في المناطق المتأثرة بالنزاعات، إلى جانب التعاون مع اليابان وإيطاليا لدعم ريادة الأعمال افتراضياً وللاجئين”.
وأكد د. هاشم حسين أن “البحرين ستواصل ريادتها إقليمياً وعالمياً عبر فعاليات كبرى قادمة، أبرزها “المنتدى العالمي لرواد الأعمال 6” في فبراير 2026، ومؤتمر منظمة “IWEC” لرائدات الأعمال الذي تستضيفه المملكة في الفترة من 8 إلى 9 فبراير 2026، حيث ستكون البحرين شريكاً استراتيجياً لدعم 500 قيادية نسائية من 50 دولة، لترسيخ مكانتها مركزاً متقدماً للاستثمار والابتكار وريادة الأعمال. وإلى نص الحوار:
هل لنا أن نلقي الضوء على برنامج الابتكار وريادة الأعمال بمكتب “اليونيدو”؟ وما هو أبرز أهدافه؟ وما عدد المستفيدين منه؟
يُعد النموذج البحريني لتنمية المؤسسات وتحفيز الاستثمار أحد البرامج الرائدة التي ينفذها مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في البحرين، بالتعاون مع المركز الدولي لريادة الأعمال والابتكار ووزارة المالية والاقتصاد الوطني ووزارة الصناعة والتجارة وبنك البحرين للتنمية وتمكين وعدد من الجهات الفاعلة في بيئة ريادة الأعمال في البحرين. وقد تم إطلاق هذا النموذج في عام 2001 كمبادرة شاملة تهدف إلى تحقيق التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب، وتنمية المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. ويتميز النموذج بتقديمه حزمة متكاملة من الخدمات التي تشمل الجوانب المالية مثل تسهيل الوصول إلى التمويل، وتوفير أدوات دعم مالي مبتكرة، إلى جانب الخدمات غير المالية التي تتضمن التدريب، والمشورة، وبناء القدرات، والدعم الإداري والتقني. كما يولي النموذج اهتماماً خاصاً بالابتكار من خلال دعم ريادة الأعمال، وتشجيع تطوير الحلول الإبداعية، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في تطوير الأعمال. ويأتي هذا النموذج ضمن مهمة المكتب الأوسع في تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية، من خلال تيسير الوصول إلى التمويل، والتكنولوجيا، والخبرة الإدارية، بما يسهم في تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة.
يعتمد البرنامج على مجموعة من الأهداف الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز بيئة ريادة الأعمال والاستثمار. من أبرز هذه الأهداف: بناء القدرات من خلال تزويد رواد الأعمال والمستثمرين المحتملين بالأدوات والمعرفة والمهارات اللازمة لتأسيس مشاريعهم وتوسيعها؛ والاحتضان عبر دعم إنشاء الشركات الناشئة وتوسيع المؤسسات القائمة من خلال أنظمة الاحتضان. كما يسعى البرنامج إلى تيسير الاستثمار من خلال تعزيز الاستثمار المحلي وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وذلك عبر ربط رواد الأعمال المحليين بشركاء دوليين من خلال شبكة اليونيدو للاستثمار.
فيما يتعلق بالأثر العالمي، أصبح النموذج البحريني رائداً في تعزيز ريادة الأعمال والابتكار في المنطقة العربية وخارجها. وقد تم اعتماده في ما يزيد عن 56 دولة، مما يعكس مرونته وفعاليته. إن الانتشار العالمي للبرنامج ونهجه العملي والمكثف يشيران إلى أن الملايين من رواد الأعمال في مختلف القطاعات قد استفادوا من خدماته.
على صعيد مملكة البحرين، منذ عام 2001 وحتى عام 2024، حقق النموذج البحريني نتائج بارزة في مملكة البحرين، فقد تم تم تقديم الدعم لما يقارب من 10000 من رواد الأعمال، سواء من أصحاب المشاريع الناشئة أو القائمة، حيث شكّلت النساء نسبة 63% من المستفيدين. وأسفر هذا الدعم عن إنشاء 2000 مؤسسة جديدة، وجذب استثمارات تُقدّر بحوالي 1.8 مليار دولار أمريكي. كما ساهمت هذه الجهود في خلق 18000 فرصة عمل داخل البحرين، مما يعكس الأثر الاقتصادي والاجتماعي الإيجابي للبرنامج على مدى أكثر من عقدين.
هل لنا أن نتطرق إلى أبرز أنشطة وبرامج المكتب التي تم تنظيمها خلال المرحلة الماضية؟
بينما نتأمل في إنجازات ومحطات عام 2024، نتذكر القوة التحويلية لريادة الأعمال والابتكار. لقد تميز عام 2024 بتقدم كبير في مهمتنا لتعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة (SDGs) ورؤيتنا لعالم خالٍ من الفقر والجوع. لقد تجلى التزامنا بتعزيز البنية التحتية القوية، ودفع عجلة التصنيع، وتحفيز الابتكار من خلال برامجنا ومبادراتنا المتنوعة. من تنظيم منتدى الاستثمار العالمي لرواد الأعمال 2024 بنجاح، إلى الفعاليات المؤثرة مثل “جيتكس جلوبال”، و”تراثنا”، والتعهدات التي تم تقديمها خلال مؤتمر “عالم بلا جوع”، شهدنا مشاركة وتفاعلاً ملحوظين من أصحاب المصلحة من جميع أنحاء العالم.
وواصل مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في البحرين لعب دور محوري في سد فجوات التنمية، وتيسير نقل الاستثمار والتكنولوجيا، ودعم رواد الأعمال في جميع مراحل تطورهم. وتُعد إنجازات المكتب شهادة حية على قوة الشراكات الاستراتيجية وأهمية خلق بيئات مواتية للاستثمار والابتكار. وتشمل مبادراتنا الجديدة إطلاق ريادة الأعمال في الاقتصاد الإبداعي البرتقالي، والتحول الرقمي، والزراعة الذكية، وهي أمثلة على نهجنا المستقبلي. كما أن اعتماد برامج مخصصة للنساء والشباب في المناطق المتأثرة بالنزاعات، ولذوي الإعاقة، والأسر المنتجة يُعد دليلاً حقيقياً على رؤية المكتب والتزامه بالتنمية الشاملة.
في عام 2024، استضاف مكتب البحرين 61 برنامجاً ونشاطاً، استقطب أكثر من 9500 مشارك من رواد الأعمال وممثلي الوفود من 83 دولة. وقد أسفر هذا الحضور اللافت عن الترويج لـ 1823 مشروعاً، تم إتمام 813 منها بنجاح، مما أدى إلى استثمارات تقدر بـ32 مليون دولار أمريكي، وتوفير 2112 فرصة عمل. وتؤكد هذه الإنجازات الدور الحيوي لريادة الأعمال في دفع النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
واستناداً إلى التقدم المحرز في عام 2024، أطلقنا مبادرتين رائدتين: التمكين الاقتصادي للنساء والشباب في المناطق المتأثرة بالنزاعات، وتعزيز ريادة الأعمال والابتكار من خلال المؤسسات التعليمية.
وقد مكّن تعاوننا القوي مع مكتب اليونيدو في اليابان من تنفيذ برنامجين متخصصين لريادة الأعمال (EDIP) للنساء والشباب الأوكرانيين، حيث شارك 75 لاجئاً في برامج التمكين الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، وبالشراكة مع مكتب اليونيدو في إيطاليا، نفذنا برنامج ريادة الأعمال افتراضياً استهدف 12 طالب ماجستير في مجالات التكنولوجيا والابتكار، وتم تقديم الاستشارات الفنية لهم لتمكينهم من وضع خطط العمل القابلة للتمويل.
ومع تطلعنا إلى المستقبل، نظل ملتزمين بمهمتنا في تمكين المجتمعات، وتعزيز الابتكار، ودفع التنمية الصناعية المستدامة. ونحن ممتنون للدعم المستمر من شركائنا وأصحاب المصلحة والمجتمع الدولي، ونتطلع إلى مواصلة رحلتنا نحو مستقبل أكثر شمولاً وازدهاراً.
ما أحدث البرامج والمبادرات التي يتبناها مكتب “اليونيدو” في البحرين خلال المرحلة المقبلة؟
إن من أبرز المبادرات الدولية والبرامج التي تم تبنيها في العام 2025:
1. إطلاق النداء العالمي لعام 2025 تحت عنوان “الاقتصاد البرتقالي الإبداعي: ابتكار المستقبل”.
2. تدشين “التحالف العالمي لرواد الأعمال”.
أولاً: النداء العالمي لعام 2025 تحت عنوان “الاقتصاد البرتقالي الإبداعي: ابتكار المستقبل”، بهدف الاحتفاء بالابتكار والإبداع وتعزيز الاستدامة في الصناعات الإبداعية حول العالم. يفتح هذا النداء المجال أمام المشاركين من مختلف الدول للمساهمة في تطوير الاقتصاد الإبداعي من خلال تقديم مشاريع وأفكار مبتكرة ضمن ثلاث فئات رئيسية، بالإضافة إلى فئات خاصة موجهة للطلاب في المدارس والجامعات.
* الفئة الأولى: الإنتاج الصديق للبيئة: تركز هذه الفئة على دعم الممارسات المستدامة في الصناعات الإبداعية، من خلال تشجيع استخدام المواد المعاد تدويرها أو المعاد استخدامها في مجالات مثل الفن، الأزياء، والتصميم. كما تهدف إلى إبراز تقنيات الإنتاج التي تقلل من النفايات وتوفر الطاقة وتحد من البصمة الكربونية. وتشجع هذه الفئة أيضاً على تصميم منتجات قابلة لإعادة الاستخدام أو التحلل، بما يسهم في رفع الوعي بأهمية الاستدامة في العملية الإبداعية وتعزيز الابتكار في هذا المجال.
* الفئة الثانية: الابتكار الرقمي: تسلط هذه الفئة الضوء على الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا في الصناعات الإبداعية، وتشمل مجالات مثل الفن الرقمي، الرسوم المتحركة، إنتاج الفيديو، وسرد القصص متعدد الوسائط. كما تشمل تصميم وتطوير ألعاب الفيديو، وإنشاء بيئات تفاعلية باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR). تهدف هذه الفئة إلى دعم تطوير أدوات ومنصات رقمية جديدة، واستخدام التكنولوجيا لحل التحديات التي تواجه الصناعات الإبداعية.
* الفئة الثالثة: التراث الثقافي والتجارة: تهدف هذه الفئة إلى الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه من خلال وسائل إبداعية، وتشمل الحرف اليدوية مثل المنسوجات، الفخار، المجوهرات، والأعمال الخشبية، بالإضافة إلى تطوير السياحة الثقافية عبر المواقع التراثية والجولات الثقافية. تسعى هذه الفئة إلى دعم المشاريع المستدامة والأخلاقية التي تساهم في الحفاظ على الممارسات الثقافية التقليدية وتعزيز التنوع الثقافي.
* الفئات الخاصة: الطلاب في المدارس والجامعات: تُخصص هذه الفئات لدعم الجيل القادم من المفكرين والمبدعين، من خلال إشراك طلاب المدارس والجامعات في الأنشطة الإبداعية. وتُقيّم المشاركات الطلابية وفقًا لمجموعة من المعايير تشمل الابتكار والإبداع، الملاءمة والفائدة، إمكانية التنفيذ، وقابلية التوسع. كما تشمل المعايير تحديد السوق المستهدف من خلال بحث السوق وفهم احتياجات العملاء وتحليل المنافسين، بالإضافة إلى الخطة المالية والتسويقية، وعرض المشروع من حيث الوضوح والتنظيم والجاذبية والجودة البصرية والجمالية.
ثانياً: “التحالف العالمي لرواد الأعمال”:
يُعد التحالف منصة عالمية تهدف إلى تعزيز التعاون بين رواد الأعمال والمبتكرين والمستثمرين والمؤسسات الداعمة والمهنيين، من أجل دعم المبادرات الريادية والابتكارية. ومن خلال جمع الأطراف المعنية من مختلف أنحاء العالم، يسعى التحالف إلى تبادل أفضل الممارسات وتمكين رواد الأعمال من استغلال إمكاناتهم الكاملة والمساهمة في تنمية اقتصاداتهم ومجتمعاتهم. ويؤمن التحالف بأن النجاح لا يعتمد فقط على المعرفة، بل أيضاً على قوة العلاقات والشبكات التي يبنيها رواد الأعمال.
يطمح التحالف إلى تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لأعضائه، تشمل فرص التواصل من خلال المؤتمرات والفعاليات الدولية، ومنصة افتراضية للتعاون وتبادل المعرفة. كما يوفر برامج لبناء القدرات تشمل ورش عمل ودورات تدريبية إلكترونية، بالإضافة إلى خدمات الإرشاد والاستشارات في مختلف مراحل دورة حياة المشروع. ويعمل التحالف على تسهيل الوصول إلى التمويل من خلال الربط مع المستثمرين وتنظيم ورش عمل حول آليات التمويل، إلى جانب دعم التوسع في الأسواق عبر الأبحاث والبعثات التجارية الدولية. كما يدعم إنشاء حاضنات ومسرّعات الأعمال ومساحات العمل المشتركة لتعزيز الابتكار، ويبني مجتمعات ريادية تفاعلية وشبكات دعم بين الأقران. ويتيح التحالف لأعضائه الوصول إلى أحدث التقنيات والموارد الرقمية، ويدافع عن السياسات الداعمة لريادة الأعمال ويمثل مصالحهم على المستويات المحلية والدولية.
التحالف مفتوح أمام مجموعة واسعة من الفئات، بما في ذلك رواد الأعمال الطموحين وأصحاب المشاريع القائمة والمستثمرين والموجهين والخبراء والمؤسسات المالية والتعليمية، بالإضافة إلى الجهات الحكومية وغير الحكومية التي تدعم الابتكار والتنمية الاقتصادية.
ما أبرز إنجازات المكتب خلال 2024؟
لقد لعب المكتب في البحرين دوراً محورياً من خلال تنظيم ودعم ما يزيد عن 61 فعالية وبرنامج من أبرزها:
تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، وبحضور معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، انعقد المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار في نسخته الخامسة لعام 2024 في المنامة خلال الفترة من 14 إلى 16 مايو. بالتزامن مع انعقاد القمة العربية الثالثة والثلاثين لقادة الدول العربية لعام 2024.
وقد تم تنظيم المنتدى من قبل أمانته العامة في مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية البحرين، وبالتعاون مع أكثر من 34 شريكاً إقليمياً ودولياً. شملت هذه الجهات الفنية: جامعة الدول العربية، وزارة الصناعة والتجارة في البحرين، اتحاد الغرف العربية، اتحاد المصارف العربية، وغرفة تجارة وصناعة البحرين. كما حظي المنتدى برعاية مالية من كل من البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا، صندوق التضامن الإسلامي للتنمية، تمكين، بنك البحرين الوطني، وشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات.
وجاء المنتدى في ظل تقرير مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، الصادر في سبتمبر 2023، بعنوان “ستة تحولات: مسارات استثمارية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”. وقد أقر التقرير بطموح أهداف التنمية المستدامة الـ17، وأكد على ضرورة اتباع نهج متكامل لتحقيقها، مشدداً على الدور المحوري لرواد الأعمال، والمؤسسات المالية، والمشاركة الفاعلة من القطاع الخاص. وحدد التقرير ست نقاط تحول رئيسية يمكن أن تُحدث تأثيراً تحفيزياً ومضاعفاً على جميع الأهداف، وهي: (1) نظم الغذاء، (2) الوصول إلى الطاقة وتكلفتها، (3) الاتصال الرقمي، (4) التعليم، (5) الوظائف والحماية الاجتماعية، و(6) التغير المناخي، فقدان التنوع البيولوجي، والتلوث.
وبناء على ذلك، تم تطوير أجندة المنتدى تحت شعار: “تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي”، وهدفت إلى معالجة التحديات العالمية الملحة مثل الفقر، عدم المساواة، التغير المناخي، السلام، وتمكين المرأة والشباب، وذلك ضمن إطار أهداف التنمية المستدامة. فالابتكار والنمو الاقتصادي يُعدان من الممكنات الأساسية لتحقيق هذه الأهداف، حيث يمكن للابتكار أن يؤدي إلى تطوير تقنيات ومنتجات وخدمات جديدة لمعالجة التحديات الاجتماعية والبيئية، بينما يوفر النمو الاقتصادي الموارد اللازمة للاستثمار في مبادرات التنمية المستدامة.
وقد استقطب المنتدى أكثر من 3400 مشارك حضورياً وافتراضياً من 83 دولة، وجمع بين كبار الشخصيات، الوزراء، المسؤولين الحكوميين، رواد الأعمال، الشركات الناشئة، المستثمرين، المبتكرين، المحسنين، الخبراء، المؤسسات المالية، صناديق التنمية، غرف التجارة، المنظمات غير الحكومية، الجمعيات الاقتصادية، شبكات رواد الأعمال، مزودي التكنولوجيا، الأكاديميين، ممثلي وسائل الإعلام وغيرهم.
وفيما يتعلق بالمواضيع والجلسات، تماشياً مع الموضوع العام للمنتدى، غطّى منتدى الاستثمار العالمي لرواد الأعمال مجموعة واسعة من المواضيع، مع تركيز خاص على المنطقة العربية وأفريقيا جنوب الصحراء، مع الحفاظ على منظور عالمي. شمل المنتدى جلسة عامة رفيعة المستوى، و14 جلسة نقاشية، و5 فعاليات جانبية، بالإضافة إلى معرضين هما: ” الاقتصاد البرتقالي: الابتكار الفني والتقني و”معرض ذوي الهمم والأسر المنتجة”.
وفيما يتعلق بالجلسة الافتتاحية، وضعت الجلسة الافتتاحية الأساس لأعمال المنتدى، حيث تم تعريف المشاركين بالقضايا المختلفة وموضوع المنتدى. وتضمنت الجلسة كلمات لعدد من الشخصيات البارزة، من بينهم معالي السيد عبد الله بن عادل فخرو، وزير الصناعة والتجارة؛ سعادة السفير علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية؛ سعادة الشيخ إبراهيم آل خليفة، رئيس مجلس أمناء المركز الدولي لريادة الأعمال والابتكار؛ سعادة السيد سمير ناس، رئيس اتحاد الغرف العربية؛ وسعادة السيد خالد المقود، المنسق المقيم للأمم المتحدة في البحرين. كما تم عرض كلمات مسجلة لكل من سعادة الدكتورة رولا دشتي، الأمينة التنفيذية للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، وسعادة السيدة ماريا فيرناندا جارزا، رئيسة غرفة التجارة الدولية.
وبخصوص الجلسة العامة رفيعة المستوى العالم في عام 2050: بدأت الجلسة برسالة من السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، حيث شدد على الدور الحاسم لريادة الأعمال والابتكار في مواجهة الأزمات العالمية مثل الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ. وأكد على أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، داعيًا إلى توفير بيئة داعمة للبحث والتطوير والوصول إلى التمويل، مع تمكين المرأة والشباب. كما شجع المنتدى على إيجاد سبل لتسخير قوة ريادة الأعمال والابتكار لجعل العالم مكاناً أفضل للجميع، وذلك تمهيداً لقمة المستقبل 2024.
وأدارت الجلسة الإعلامية البارزة السيدة لارا حبيب شماط من قناة العربية، وشارك فيها معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية؛ معالي السيدة فاتو حيدرة، نائب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)؛ ومعالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة، وزير المالية والاقتصاد الوطني في البحرين. وقد كانت الجلسة من أبرز محطات المنتدى، حيث قدم كل متحدث رؤيته حول حالة العالم المتوقعة في عام 2050، والتحولات الكبرى المنتظرة خلال العقود القادمة. وأكدت المناقشات على أهمية تسخير جميع الموارد المتاحة واحتضان التقدم التكنولوجي، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، كما تم التأكيد على الدور المحوري للقطاع الخاص كمحرك رئيسي وشريك فاعل في التنمية الاقتصادية لضمان مستقبل مستدام ومزدهر للجميع.
وجاءت عناوين الجلسات النقاشية على النحو التالي:
* الجلسة الأولى: بناء شراكات مستدامة وخلق مستقبل مشرق لرواد الأعمال العرب والأفارقة.
* الجلسة الثانية: الشمول المالي الذكي والمستدام.
* الجلسة الثالثة: منظومات داعمة لريادة الأعمال والابتكار حيث تتحول الأفكار إلى واقع.
* الجلسة الرابعة: التحولات الست: مسارات استثمارية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
* الجلسة الخامسة: منظومة ريادة الأعمال والابتكار في البحرين (النموذج البحريني).
* الجلسة السادسة: التقدم من خلال الابتكار: دور التحول الرقمي والابتكار في ريادة الأعمال.
* الجلسة السابعة: الاستفادة من شبكة ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابعة لـ”اليونيدو”.
* الجلسة الثامنة: تسخير التكنولوجيا الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي.
* الجلسة التاسعة: التجارة والتراث تلتقيان بالابتكار: إطلاق العنان للإبداع البرتقالي.
* الجلسة العاشرة: دور الجامعات والمؤسسات التعليمية في تحفيز ريادة الأعمال والابتكار.
* الجلسة الحادية عشرة: المرأة والسلام والأمن: تعزيز الاستقرار في الدول المتأثرة بالنزاعات من خلال تمويل رائدات الأعمال.
* الجلسة الثانية عشرة: الابتكار المزعزع: رواد الأعمال كرواد في المجالات الرقمية.
* الجلسة الثالثة عشرة: التركيز على الابتكار: مستقبل إنشاء الشركات الناشئة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الفائقة
* الجلسة الرابعة عشرة: تقدم المرأة.
وفيما يتعلق بالفعاليات المصاحبة، فقد اشتملت على:
الفعالية الأولى: الحدث العربي الرفيع المستوى والمعرض “ريادة الأعمال: نحو تمكين ذوي الإعاقة والأسر المنتجة”
تماشياً مع مبادرة “العيش باستقلالية” التي أطلقتها جامعة الدول العربية بالتعاون مع اتحاد الغرف العربية ومكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا في البحرين (ITPO)، نُظمت فعالية عربية جانبية رفيعة المستوى ومعرض تحت رعاية وحضور معالي السيد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بعنوان “ريادة الأعمال: نحو تمكين ذوي الإعاقة والأسر المنتجة”. وقد أُقيمت الفعالية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، برنامج الخليج العربي للتنمية، منظمة العمل العربية، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
شارك في الفعالية 150 شخصية بارزة من رواد الأعمال والأسر المنتجة، وهدفت إلى تسليط الضوء على الدور المحوري لريادة الأعمال في تمكين ذوي الإعاقة والأسر المنتجة، مع التركيز على أهمية التكنولوجيا الحديثة ودعم القطاع الخاص في تعزيز المبادرات الريادية لهذه الفئات. كما تضمن الحدث معرضاً خاصاً عرض فيه 58 مشاركاً من ذوي الإعاقة والأسر المنتجة منتجاتهم وخدماتهم وابتكاراتهم.
ناقشت الفعالية دور القطاع الخاص في دعم ريادة الأعمال لهذه الفئات، واستعرض المشاركون أساليب مبتكرة تركز على التعليم، وتطوير المهارات، وتحويل الفرص إلى مشاريع منتجة. كما تم التأكيد على أهمية برامج التوعية والمبادرات الداعمة لضمان حصول رواد الأعمال من ذوي الإعاقة على الموارد اللازمة للنجاح.
اختتمت الفعالية بدعوة قوية لتعزيز التعاون بين مختلف الجهات المعنية لدعم النمو الاقتصادي والإدماج الاجتماعي من خلال ريادة الأعمال، وتهيئة بيئة تمكينية تتيح لذوي الإعاقة والأسر المنتجة الازدهار والمساهمة الفاعلة في الاقتصاد.
* الفعالية الثانية: رؤى حول مشهد الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية: بحضور ومشاركة معالي الدكتور محمد بن مبارك بن دينة، وزير النفط والبيئة والمبعوث الخاص لشؤون المناخ في البحرين، نظم المجلس الأعلى للبيئة فعالية جانبية خاصة بعنوان “رؤى حول مشهد الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية”. استعرضت الفعالية التطورات المتسارعة في مجال معايير الحوكمة، حيث ناقش الخبراء كيفية دمج الشركات لهذه المعايير في عملياتها لتعزيز الشفافية، وتقليل المخاطر، وتحقيق قيمة طويلة الأجل. كما تم تسليط الضوء على أهمية الحوكمة المتزايدة لدى المستثمرين، وتأثيرها على الأداء المالي والرفاه المجتمعي. تناولت الجلسة أيضاً تأثير الأطر التنظيمية الصارمة التي دفعت المؤسسات إلى تبني ممارسات مسؤولة، وشجعت على الابتكار وتطوير حلول مستدامة تسهم في حماية البيئة وخدمة المجتمع. ومع تزايد أهمية الحوكمة عالمياً، ناقش المشاركون كيف تعيد هذه المعايير تشكيل استراتيجيات الشركات وتوقعات أصحاب المصلحة.
* الفعالية الثالثة: تمكين رائدات الأعمال في مناطق النزاع والحروب من خلال الشمول المالي والرقمي: نظمت منظمة تنمية المرأة، وهي إحدى منظمات التعاون الإسلامي، مائدة مستديرة بعنوان “تمكين رائدات الأعمال في مناطق النزاع والحروب من خلال الشمول المالي والرقمي”. جمعت الفعالية خبراء وصناع سياسات وممارسين لمناقشة التحديات التي تواجهها النساء في مناطق النزاع، واستعرض المشاركون كيف يمكن للشمول المالي والرقمي أن يكونا أدوات قوية لتمكين هؤلاء النساء، ومساعدتهن على تجاوز الحواجز وبناء مشاريع مستدامة. وركزت النقاشات على أهمية توفير الخدمات المالية والمنصات الرقمية وبرامج التدريب المصممة خصيصاً لاحتياجات النساء في هذه المناطق، كما تم عرض دراسات حالة ناجحة وأفضل الممارسات، مع التأكيد على دور التعاون الدولي والمبادرات المحلية في تعزيز الصمود والاستقلال الاقتصادي لرائدات الأعمال. وحضر المائدة المستديرة ممثلون عن وكالات التنمية، والمؤسسات المالية، وجمعيات رائدات الأعمال، وقادة أعمال، وخبراء في الشمول المالي والرقمي من دول متعددة منها سيراليون، الهند، تونس، السعودية، العراق، السودان، أفغانستان، الكاميرون، فلسطين، الأردن، البحرين، والمملكة المتحدة.
* الفعالية الرابعة: المنتدى الدولي الثاني لريادة الأعمال الاجتماعية 2024 (تجسير): تماشياً مع أهداف المنتدى، تم تنظيم المنتدى الدولي الثاني لريادة الأعمال الاجتماعية 2024 بالتعاون مع الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية، واتحاد الغرف العربية، واتحاد المصارف العربية، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، وغرفة تجارة وصناعة البحرين
ركزت الأوراق المقدمة في المنتدى على موضوع “الابتكار الرقمي وريادة الأعمال الاجتماعية: الفرص والتحديات”، حيث ناقش المشاركون كيف يمكن استخدام التكنولوجيا الرقمية لحل المشكلات الاجتماعية بطرق مبتكرة وفعالة، وأهمية خلق بيئات داعمة ومنظومات مواتية لتحويل الأفكار إلى حلول مؤثرة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال ريادة الأعمال الاجتماعية الرقمية.
* منطقة الابتكار الفني والتقني ومعرض ذوي الإعاقة والأسر المنتجة: كجزء أساسي من المنتدى، تم تنظيم معرضين مخصصين لعرض أعمال 36 رائد أعمال في الاقتصاد الإبداعي البرتقالي، ومنتجات وخدمات 58 مشاركاً من ذوي الإعاقة والأسر المنتجة. وقد شكّلت هذه المعارض نقطة جذب رئيسية لجميع الضيوف والمشاركين على مدار أيام المنتدى الثلاثة.
* إعلان المنامة 2024 ريادة الأعمال والابتكار من أجل التنمية: كما جرت العادة، كان من أبرز محطات المنتدى إصدار “إعلان المنامة 2024 ريادة الأعمال والابتكار من أجل التنمية”، والذي تم تقديمه عبر وزارة الخارجية البحرينية إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، وتم اعتماده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت المرجع A/78/919.
يؤكد الإعلان على أهمية تسخير ريادة الأعمال والابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويدعو المجتمع الدولي إلى دعم الفئات الضعيفة، وتعزيز قطاعات جديدة مثل الاقتصاد الإبداعي، وتبني التحول الرقمي. كما يحث على التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص وأصحاب المصلحة الآخرين لتعزيز التنمية المستدامة، وتقديم الدعم للنساء والشباب في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
ما أبرز المشروعات المرتقبة لمكتب ترويج الاستثمار لتحفيز الاستثمار خلال عام 2026؟
المنتدى العالمي لرواد الأعمال والاستثمار في نسخته السادسة “من 10 إلى 11 فبراير 2026” والمؤتمر العام لمنظمة المرأة الدولية لتحدي رائدات الأعمال “من 8 إلى 9 فبراير 2026”.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة المرأة الدولية لتحدي رائدات الأعمال (IWEC) هي منظمة غير ربحية عالمية مكرسة لتعزيز نجاحات رائدات الأعمال على المستوى العالمي. تأسست في عام 2007 من خلال تحالف استراتيجي بين غرفة تجارة برشلونة، ومنظمة سيدات الأعمال باتحاد غرف التجارة والصناعة الهندية (FICCIFLO)، وغرفة تجارة مانهاتن. وقد طور الشركاء المؤسسون، بدعم من وزارة الخارجية الأمريكية، منصة تربط بين رائدات الأعمال المتميزات عبر العالم تهدف إلى تمكنهن من توسيع أعمالهن وخلق الشراكات على المستوى الدولي.
لعبت غرفة تجارة مانهاتن دوراً محورياً في تأسيس وتطوير (IWEC) في مراحلها الأولى. وباعتبارها واحدة من الجهات الثلاث المؤسسة، فقد ساهمت بخبرتها العميقة في مجال دعم الأعمال والتجارة الدولية في تصميم مهمة وهيكل المؤسسة. وقد ركزت الرؤية على أهمية بناء شبكة عالمية تتيح لرائدات الأعمال تبادل المعرفة، والوصول إلى الأسواق الدولية، واكتساب الحضور العالمي.
ويقع المقر الرئيسي لـ (IWEC) في مدينة نيويورك، وهي مركز عالمي للأعمال، مما يعكس التأثير المستمر لغرفة مانهاتن والتزامها بنمو المؤسسة. وتواصل غرفة مانهاتن دعم جهود (IWEC) من خلال تسهيل الروابط بين رائدات الأعمال في نيويورك ونظيراتهن الدوليات، واستضافة الفعاليات، والمساهمة في التوجيه الاستراتيجي للمؤسسة.
واليوم، نمت (IWEC) لتصبح شبكة قوية تضم أكثر من 500 من القيادات النسائية في مجال الأعمال من أكثر من 50 دولة. ومن خلال المؤتمرات السنوية، وبرامج الإرشاد، ومبادرات تطوير الأعمال، توفر المؤسسة لأعضائها الأدوات والفرص اللازمة للنجاح والمساهمة في الاقتصاد العالمي.
ويظل الدور التأسيسي والشراكات المستمرة عنصراً أساسياً في مهمة (IWEC) المتمثلة في تعزيز النمو الاقتصادي الشامل من خلال ريادة الأعمال النسائية.
ماذا عن برنامج تعزيز الابتكار وريادة الأعمال للمرحلة الثانوية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة أولمبياد المدارس؟
منذ عام 2004، بدأت الشراكة الاستراتيجية بين وزارة التربية والتعليم في مملكة البحرين ومكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في البحرين، بهدف تعزيز ثقافة ريادة الأعمال والابتكار في المدارس.
ومن أبرز ثمار هذه الشراكة إطلاق مبادرة أولمبياد المدارس في عام 2018، والتي تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تحفيز الابتكار لدى الشباب. وتهدف المبادرة إلى:
* غرس روح المواطنة لدى الطلبة.
* دمج ريادة الأعمال والابتكار في العملية التعليمية.
* تعزيز التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي
* تعزيز مهارات حل المشكلات باستخدام البحث العلمي والتعلم بالاكتشاف.
وقد بدأت المبادرة بمشاركة 182 طالباً، وتوسعت الآن لتشمل أكثر من 3600 طالب، مع تدريب أكثر من 1000 معلم في المدارس الحكومية والخاصة على كيفية إدماج مناهج ريادة الأعمال والابتكار في العملية التعليمية
وفي نهاية يوليو من هذا العام، اختتمنا الدورة السادسة والسابعة من المبادرة، وبدأنا التحضير لإطلاق الدورة الثامنة مع بداية العام الدراسي القادم.
أما عن الرؤية المستقبلية للمبادرة.. فتتمثل رؤيتنا المستقبلية في تطوير المبادرة عبر أربعة محاور رئيسية:
1. تعزيز مشاركة أولياء الأمور في المبادرة من خلال إطار منظم يضمن دعمهم لمشروعات الطلاب
2. دمج برنامج ريادة الأعمال والابتكار المدرسي مع البرنامج المنفذ حالياً في الجامعات، لتوفير استمرارية تعليمية وتكامل معرفي.
3. إنشاء حاضنات أعمال داخل المدارس، وقد تم بالفعل تدريب 90 معلماً على نظم إدارة الحاضنات خلال العام الماضي.
4. نقل التجربة إلى نطاق أوسع، بدءاً بدول مجلس التعاون الخليجي، ثم إلى باقي الدول العربية، حيث بدأنا بالفعل منذ عامين بتنفيذ البرنامج في المدارس الصناعية بجمهورية مصر العربية.
ذكرتم أنه سوف يتم عرض النموذج البحريني في الخدمات المالية عبر مؤتمر أممي.. ما هي الترتيبات لهذا المؤتمر؟ وموعد ومكان انعقاده؟
عُقدت في 3 يوليو 2025 ضمن فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية، إسبانيا الفعالية الجانبية بعنوان “إطلاق العنان لريادة الأعمال والابتكار من خلال الشمول المالي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة”. نظمتها مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في البحرين، وتتماشى مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وإعلانات المنامة لعامي 2015 و2024، حيث تؤكد على أهمية ريادة الأعمال، خاصة بين النساء والشباب، في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ركزت الفعالية على أهمية بناء بيئة ملائمة تضمن دمج الخدمات المالية وغير المالية بحيث تشمل الخدمات المالية الوصول إلى التمويل الميسر، ورأس المال الاستثماري، والأدوات الرقمية، بينما تركز الخدمات غير المالية على بناء القدرات، والمساعدة الفنية، والتثقيف المالي. كما ناقشت الفعالية آليات تمويل مبتكرة مثل التحويلات المالية، وجمع التمويل عبر البلوكشين، وتمويل الملكية الفكرية.
تم تسليط الضوء على آلية “النموذج البحريني”، والذي تم اعتماده في 56 دولة. والذي يهدف إلى تعزيز ريادة الأعمال من خلال الربط بين الخدمات المالية وغير المالية، وتعزيز التعاون بين الجهات المعنية مثل البنوك، والوزارات، والجامعات، والمنظمات غير الحكومية.
ناقش المشاركون كيفية تعاون الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية لتأسيس بيئات داعمة لريادة الأعمال، وتعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وتناولت النقاشات السياسات والاستراتيجيات، والتمويل البديل، ودور البنوك الخاصة وصناديق التنمية، ومواءمة الخدمات المالية مع أهداف التنمية مثل التكيف مع تغير المناخ والمساواة بين الجنسين.
نُظّمت الجلسة الحوارية بمبادرة من مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) البحرين، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية، اتحاد الغرف العربية، اتحاد المصارف العربية، والمركز الدولي لريادة الأعمال والابتكار.
استُهلت الجلسة بكلمة افتتاحية ألقاها السيد غونتر بيغر، المدير العام لإدارة الابتكار من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتحول الاقتصادي في اليونيدو. وقد أدار الحوار الدكتور هاشم حسين، رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا اليونيدو البحرين.
شارك في الجلسة نخبة من الشخصيات البارزة، من بينهم:
* معالي الشيخ إبراهيم آل خليفة، رئيس مجلس أمناء المركز الدولي لريادة الأعمال والابتكار، ورئيس مجلس أمناء هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية.
* السيدة ندى العجيزي، مديرة إدارة التنمية المستدامة والتعاون الدولي جامعة الدول العربية.
* الدكتور خالد حنفي، الأمين العام اتحاد الغرف العربية.
* الدكتور وسام فتوح، الأمين العام اتحاد المصارف العربية.
* الدكتورة جميلة أتناز، رائدة أعمال ومستثمرة متسلسلة، وجراحة تجميل عالمية.
ما الجديد بشأن البرنامج الافتراضي المتعلق بـ “دور رائدات الأعمال الشابات في دفع عجلة أهداف التنمية المستدامة”؟
إنسباير هير (InspireHer) “ألهمها” هي مبادرة رائدة أُطلقت في عام 2025 من خلال شراكة استراتيجية بين الاتحاد من أجل المتوسط (UfM)، واتحاد المصارف العربية (UAB)، ومكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية في البحرين. تهدف هذه المبادرة إلى تمكين رائدات الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال معالجة أحد أبرز التحديات التي تواجههن: او تحديداً الولوج للتمويل.
تعكس المبادرة التزاماً مشتركاً بالتنمية الاقتصادية الشاملة، والمساواة بين الجنسين، وريادة الأعمال المستدامة. وتستهدف تسع دول هي: لبنان، الأردن، مصر، فلسطين، موريتانيا، الجزائر، المغرب، تونس، وليبيا، حيث توفر منصة للشركات التي تقودها نساء لزيادة الظهور، والحصول على دعم مخصص، والتواصل مع أصحاب المصلحة على المستويين الإقليمي والدولي.
تتمحور المبادرة حول مسابقة إقليمية تبرز التميز في ثلاث فئات: المشاريع الناشئة، الشركات القائمة، ورائدات الأعمال المتميزات اللاتي أظهرن قيادة وتأثيراً واضحاً.
يحصل الفائزون في مسابقة “إنسباير هير” على جوائز مالية تتراوح بين 1500 و3000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى برامج لبناء القدرات تقدمها منظمة اليونيدو، وتغطية إعلامية عبر القنوات الرسمية لاتحاد المصارف العربية، ودعوات للمشاركة في فعاليات رفيعة المستوى مثل منتدى الاستثمار العالمي لرواد الأعمال. تهدف هذه الفرص إلى دعم نمو أعمالهن، وجذب الاستثمارات، والمساهمة في الحوار حول السياسات المتعلقة بتمكين المرأة اقتصادياً.
بلغت المبادرة ذروتها خلال منتدى سيدات الأعمال للاتحاد من أجل المتوسط الذي عُقد في باليرمو، إيطاليا، في يوليو 2025، حيث اجتمع صناع السياسات، والمؤسسات المالية، ووكالات التنمية، ورواد الأعمال للاحتفال بالفائزات ومناقشة استراتيجيات ملموسة لتحسين وصول النساء إلى التمويل. وقد شكّل المنتدى منصة لتبادل أفضل الممارسات، وتعزيز الشراكات، وتسليط الضوء على أهمية النظم المالية الشاملة في دفع عجلة التنمية الإقليمية.
تتميّز “إنسباير هير” ليس فقط كمبادرة للتكريم، بل أيضًا كمحفّز للتغيير الجذري. فمن خلال تسليط الضوء على رائدات الأعمال الناجحات وتزويدهن بالأدوات والشبكات اللازمة للنجاح، تساهم المبادرة في حركة أوسع نحو سياسات اقتصادية تراعي الفوارق بين الجنسين ونمو شامل في المنطقة العربية.
يتعاون مكتب “اليونيدو” مع المؤسسات العربية والعالمية.. هل لنا أن نلقي الضوء على هذا الأمر؟
لقد سعى مكتب البحرين ومنذ إنشائه على بناء شراكات استراتيجية مع عدد من المؤسسات المحلية والعربية والعالمية، بهدف دعم ريادة الأعمال، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز الابتكار الصناعي في المنطقة. ومن أبرز هذه المؤسسات على المستوى الإقليمي والدولي:
* جامعة الدول العربية.
* اتحاد الغرف العربية.
* اتحاد المصارف العربية.
* المنظمة العربية للتنمية الزراعية.
* البنك الإسلامي للتنمية.
* الصندوق الكويتي.
* المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا.
* الشبكة العالمية لريادة الأعمال.
* المنظمة العالمية للمناطق الحرة.
هذا التعاون المستمر يعكس التزام المكتب برسالته في تحقيق تنمية صناعية شاملة ومستدامة، ويؤكد أهمية التكامل بين الجهود الوطنية والدولية لتحقيق الأهداف التنموية المشتركة.