رؤساء المجالس الأهلية في المحرق يشيدون بخطاب جلالة الملك المعظم بإعادة إحياء المدينة والمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية
أشاد عدد من رؤساء المجالس الأهلية في محافظة المحرق بالخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، خلال رعايته الكريمة لافتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وبما احتواه الخطاب من دلالات هامّة.
وثمّنوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) الأمر الملكي السامي بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، والعمل على إحياء قصر عيسى الكبير، مشيدين بتوجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، للجهات الحكومية بتفعيل خطة المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين وإطلاق خطة تطوير مدينة المحرق، والتي تعكس الحرص على المضي قدماً بتحقيق كلّ ما من شأنه تحقيق آمال وطموحات المواطنين.
إلى ذلك؛ قال محمد الجزاف إن توجيه جلالة الملك المعظم، خلال الكلمة السامية بوضع خطة بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، ومنها إحياء قصر عيسى الكبير، يؤكد الاهتمام المستمر بالمحافظة على الهوية الوطنية والتراث البحريني، كما أن عودة أهالي المحرق يؤكد أيضاً على أهمية بقاء الفرجان بطابعها الاجتماعي والثقافي الأصيل، فمدينة المحرق تزخر بالبيوت التراثية المسجلة في اليونسكو.
وأضاف: “كمواطنين ومراكز ثقافيه مهتمين بأن نكون شركاء مع الحكومة في خطة المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية والمحافظة على التراث البحريني، لتنفيذ رؤية جلالة الملك الثاقبة، حيث تمتلك المحرق عدداً من الشواهد والمفردات التي جعلتها موقعاً مميزاً لرصد وتأصيل للثقافة بشكلها العام في البحرين”.
وأوضح الجزاف أن من أهم ما يميز المحرق هو انتشار عدد من المواقع الأثرية بنمط استلهم عدداً من الدراسات العربية والأجنبية، ومنها أيضاً كون المحرق كانت مركزاً للحكم، ما كان له الأثر في نمط بناء القصور والبيوت المحيطة بمركز الحكم، كما نالت المحرق الشرف من منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) التي اعتمدت برنامج عواصم الثقافة الإسلامية خلال الفترة 2015 إلى 2025م.
من جانبه؛ أعرب ابراهيم الدوي عن سعادته وسعادة أهل مدينة المحرق بمضامين الكلمة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، للعناية والحفاظ على الهوية الثقافية والإرث الحضاري والتاريخي لمملكة البحرين بشكل عام، ومدينة المحرق على وجه الخصوص، لما تحمله مدينة المحرق من تاريخ في التعليم وإدارة الحكم ومقراً لأغلب العوائل المعروفة في البحرين.
وأشاد الدوي بتوجيهات صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للجهات الحكومية بتفعيل خطة المحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، وإطلاق خطة تطوير المدينة التي تتميز بوجود قصر عيسى الكبير، ومسار اللؤلؤ، وعدد من بيوت الأثرية التي تعكس الطابع العمراني الأصيل لهويتها التاريخية والثقافية.
وأضاف؛ فرجان المحرق القديمة حافظت على هويتها القائمة على التجانس الاجتماعي، وعززت صور التعايش والتسامح بخلاف بعض المناطق التي تأثرت بالمدنية الحديثة حتى تغيرت ملامحها وهويتها.
وأشار محمد إبراهيم الحدي إلى أن التوجيه السامي من لدن جلالة الملك المعظم بالمحافظة على الهوية التاريخية والثقافية لمباني ومدن البحرين، يأتي تأكيداً على المكانة الكبيرة التي تحتلها مدينة المحرق في قلوب البحرينيين باعتبارها نموذجًا تاريخيًا وإرثًا تتناقله الأجيال، موضحاً أن مدينة المحرق القديمة لا تزال تتنفس عبق الماضي وزمن الطيبين، ورغم ما شهدته من انتقال بعض سكانها إلى مناطق أخرى، وقيام عدد منهم ببيع أو تأجير البيوت القديمة، إلا أنهم لازالوا يدينون لها بالولاء حبًا ووفاءً وتمسكًا بتاريخها العتيق.
وأشار إلى أن مدينة المحرق تميزت بمؤسساتها الثقافية والأدبية والاجتماعية، حين أسس شيوخ ورجالات المحرق مجالس الفكر والأدب والكتابة والطباعة، حيث كانت مؤسساتها الأدبية مقصداً للكتاب ورجال الثقافة والزائرين للوقوف عن قرب على تلك الحركة الأدبية والفكرية التي انطلقت من المحرق.
وفي سياق متصل؛ قدم غازي المرباطي الشكر والعرفان لجلالة الملك المعظم حفظة الله ورعاه لإصدار توجيهاته السامية للحفاظ على الهوية التاريخية والثقافية لمحافظة المحرق العريقة، مشيراً إلى أن الأهالي تلقوا هذه التوجيهات بفرحة بالغة، إيماناً منهم بأن جلالته الراعي الأول في الحفاظ على تاريخ وهوية المحرق التراثية والثقافية، وذلك بتسخير كل الإمكانات لجعل المحرق انموذج يحتذى به على الصعيد المحلي والدولي.
وأكد أن الزيارة الكريمة التي قام بها صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لمحافظة المحرق للاطلاع على قصر عيسى الكبير، وتوجيه سموه للجهات المعنية بالإسراع في تنفيذ خطة تطوير المحرق، إنفاذاً للأمر الملكي السامي، تأتي اهتماماً من سموه للوقوف بنفسه على المشروعات التراثية التي توثق تاريخاً مهماً من تاريخ الوطن والحفاظ على مكتسباته تحت راية ملك البلاد المعظم.
وأشار إلى أن المحرق كانت وستبقى مدينة ذو قيمة تراثية تاريخية، حيث تميزت بعراقتها التاريخية، وذاع صيتها العلمي والمعرفي بالمنطقة، ونالت مكانة ثقافية متميزة عبر تاريخها، إضافة إلى إسهاماتها في الثقافة الإنسانية من خلال أعمال أبنائها في المجالات المختلفة العلمية والأدبية والفنية وغيرها.
وأضاف المرباطي أن مدينة المحرق تزخر ببنية تحتية فريدة لمعالم معمارية رائعة، تعد أكثر من مجرد بصمة تشهد على ماضيها العريق، وبوجود بعض العوائل البحرينية العريقة المتمسكة بها لتحافظ على تاريخها وتراثها، إضافة إلى ذلك أصبحت المحرق مقصداً للسواح والزوار، حيث تجد القلاع التاريخية كقلعة عراد وقلعة بوماهر، والصرح التاريخي لقصر الشيخ عيسى بن علي طيب الله ثراه، إضافة إلى العديد من المواقع التاريخية الة بالواقع الديني كالمساجد التاريخية وكطريق اللؤلؤ وما يصاحبه من أرث تاريخي ثقافي ومهني في صيد اللؤلؤ، والذي كان الرافد الاقتصادي آنذاك، وهو ما يميز المحرق على مستوى المنطقة، إضافة لوجود الأسواق التاريخية كسوق القيصرية بما يحتويه من مهن تقليدية وبضائع ومواد استهلاكية شعبية.
ومن جانبه؛ قدم جاسم بوطبنيه الشكر والعرفان والاعتزاز إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، على تقدير جلالته المستمر لمدينة المحرق، مشيراً إلى فرحة الأهالي بالتوجيهات السامية للعودة إلى التمسك بالموروث والعادات البحرينية الأصيلة التي سوف تنتقل من جيل إلى جيل.
وأكد أنه ورغم عوامل التحديث والحداثة السريعة التي شهدتها البحرين، استطاعت المحرق التمسك بعدد من الأنماط الاجتماعية الملموسة، فما زالت تحتفظ بالقصور وبالبيوت المعروفة للعائلات ورجال الأعمال ذات الصلة بمهن المحرق القديمة، والقلاع والمساجد والدور والعمارات التقليدية في البناء بأنواعها، وعدد من الآثار الاجتماعية والأدبية والعلوم وعادات الاجتماع التقليدية بين ساكني وقاطني مدينة المحرق.
وأضاف؛ قد يكون من المحزن إهمال بعض أبنائها لها ومغادرتها، ولكن مع توجيهات جلالته وأوامر سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سيتم إنعاش ذاكرة المكان واستحضار تاريخ المؤسسين الأوائل، مما قد يعيد لهم بعض العزائم ويحرك بعض النفوس لكتابة تاريخ المدينة القديمة كما فعل آباؤهم.