أيمن شكل

أكد رجال أعمال على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البحرين ولبنان، والتي ستعزّز ضمن نتائج زيارة العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية إلى مملكة البحرين، وسيكون لها أثر اقتصادي وتجاري وسياحي وثقافي واسع، باعتبارها تمهّد لمرحلة جديدة من علاقات البلدين الشقيقين.

وأشار رجل الأعمال أكرم مكناس إلى العناصر الاجتماعية المتشابهة بين الشعبين البحريني واللبناني، حيث يتمتع كلاهما بالترحاب والتعايش والتسامح، وهو ما يتيح للعلاقات الاقتصادية أن تجد لها موطئ قدم في كلا البلدين، وهو ما حدث على مر السنوات الماضية ومازال يجد صداه لدى رجال الأعمال الذين جاؤوا إلى البحرين واستقروا فيها واستطاعوا أن يؤسسوا لمشروعات اقتصادية راسخة مزجتهم مع المجتمع البحريني ضمن نسيجه الراقي في التعامل مع الأجنبي وخاصة الأشقاء من الدول العربية.

كما استذكر التاريخ التعليمي لأبناء البحرين الذين قدِموا إلى العاصمة اللبنانية للتعلم في جامعاتها منذ زمن طويل، وكانت لهم العديد من الذكريات التي يحتفظون بها من خلال بقائهم في لبنان لفترات طويلة عاشوا فيها مع إخوانهم من الشعب اللبناني، وقد انعكس ذلك نفسه في الترحاب والحب الذي يكنّه أهل البحرين للجالية اللبنانية في المملكة.

وقال مكناس: «لا ننسى الدور الكبير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، في التأكيد على العلاقات التاريخية التي تجمع البلدين، وكذلك جهود سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في ترجمة تلك الرؤى السامية بالعمل على تقديم كل الدعم والمساندة إلى لبنان في الكثير من المواقف الإنسانية رغم كل الظروف التي مرت بها، ولذلك لا ينسى شعب لبنان للبحرين وقيادتها هذا الموقف، ويتوقع من زيارة العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية إلى البحرين أن تساهم في تعميق العلاقات بين البلدين بما يعزّز التبادل التجاري والسياحي والثقافي».

بدوره أكد رجل الأعمال والخبير في الشأن السياحي شربل حنا أهمية الزيارة المُعلن عنها للرئيس جوزاف عون إلى مملكة البحرين، في تعزيز التبادل السياحي بين البلدين والذي سيكون له أثر اقتصادي نوعي ملموس في قطاع السياحة والفندقة، مشيراً إلى أن البحرين اليوم تمثّل أحد أبرز الدول المتقدمة في تقديم سياحة ذات طابع شرقي بأدوات وبرامج سياحية عالمية وضعتها على قائمة أكثر الدول استقطابا للسياح الأجانب من دول العالم.

وأشار حنا إلى أن العلاقات الثنائية الوطيدة بين البلدين، تفتح المجال أمام خيارات أوسع من الأنشطة السياحية في البلدين، وهو ما سيعود بالإيجاب على كافة الأنشطة الاقتصادية، حيث تسعى كلٌّ من مملكة البحرين والجمهورية اللبنانية إلى مضاعفة الوفود السياحية البينية، انطلاقاً من العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، حيث كانت مملكة البحرين ومنذ القدم إحدى الدول الخليجية المحبة للشعب اللبناني والتي فتحت له أبوابها للعمل والإقامة والزيارة، ووفّرت كل السُبل للبنانيين المقيمين في المملكة والزائرين لها، حتى شعر الجميع أنه في بلده الثاني.

واختتم حنا قائلاً: «نأمل أن تثمر زيارة الرئيس جوزاف عون إلى مملكة البحرين، عن فتح آفاق جديدة من التعاون الاقتصادي والتنموي بما يعود على كلا البلدين بالخير والازدهار».

ووصفت سيدة الأعمال د.هالة جمال زيارة العماد جوزاف عون رئيس الجمهورية اللبنانية إلى مملكة البحرين بالاستثنائية والتي ستمثل مرحلة جديدة من العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وهو ما سينعكس على الشأن الاقتصادي والتبادل التجاري بين بلدين لهما علاقات متجذرة تربطهما العروبة ووحدة المواقف والقضايا.

ونوهت د.هالة بامتداد العلاقات بين البلدين منذ استقلال الجمهورية اللبنانية والذي دعمته البحرين وقدمت في سبيل ذلك الكثير من المبادرات والإسهامات التي حققت للبنان استقراراً كانت تطمح إليه في فترات من تاريخها المعاصر، وهو ما انعكس على العلاقات المجتمعية بين أفراد البلدين، حيث جاء أبناء لبنان إلى البحرين واستقروا فيها وأسّسوا لمشاريعهم منذ سنين حتى أصبحت المملكة هي بلدهم الأول وليس الثاني، كما حدث العكس أيضاً عندما توجه البحرينيون إلى لبنان وعاشوا ودرسوا فيها واستثمروا أموالاً في قطاعات متعددة كان أبرزها القطاع العقاري.وقالت: «هناك مجموعات كبيرة من أبناء البحرين الذين لديهم بيوت وعقارات في لبنان ويأتون إليها بصفة موسمية، وهذا الأمر مثل أحد مصادر الدخل للدولة اللبنانية، إذ لم يقتصر الأمر على شراء العقارات فقط وإنما توسّع في استثمارات أخرى سياحية وتجارية».

ودعت د.هالة التجار في البلدين لانتهاز الفرصة السانحة من الزيارة، وفتح مسارات تبادل تجاري أوسع تساهم في تعزيز اقتصاد الدولتين، وتوثق عرى الأخوة بين الشعبين، مؤكدة أن الفرص الاستثمارية كثيرة ومتنوعة في البلدين، وقالت: بلاشك فإن الزيارة سيكون لها عوائد كبيرة على الأصعدة كافة.

وأضافت: «على مستوى الأفراد من الجالية اللبنانية، فلازلت أذكر حين تشرّفت الجالية بمقابلة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم، في عام 2013، وقد كانت مقابلة رائعة التقى فيها جلالته بمجموعة كبيرة من الجالية اللبنانية وتطرق جلالته خلال اللقاء إلى عمق العلاقات التاريخية الممتدة منذ عصر الفينيقيين الذي جاؤوا واستقروا في البحرين».واختتمت بالقول إن «هذه المقابلة التي لا تنسى، حيث تركت لدينا انطباعاً بأننا في حضرة شخصية عظيمة تحتضن الجميع وتستوعب كل إنسان بغض النظر عن جنسه وجنسيته وعقيدته، ومازلنا نشكر جلالته على مواقفه الداعمة للبنان أو جاليتها في البحرين، حتى أصبحت اليوم سيدة أعمال ورئيسة لجمعية خيرية تساهم في خدمة المجتمع البحريني وترد بعض الجميل له ولقيادته الحكيمة».

شاركها.