رجل يساعد امرأة ليكتشف أنه عاونها على الهرب بسرقة 5 هواتف – الوطن
“خيراً تعمل شراً تلقى”.. ادّعت أن ابنها غرق وطلبت منه توصيلها
تطبيقاً للمثل القائل “خيراً تعمل شراً تلقى”، وبسبب تقديمه المساعدة لامرأة استغاثت به وادّعت أن ابنها تعرّض للغرق، تورّط رجل بحريني في قضية سرقة 5 هواتف وسماعة من مجمّع تجاري دون أن يُدرك، لكنّ المحكمة الصغرى الجنائية برّأته وقالت إن القرينة التي أُحيل بها المُتهم للمحاكمة قد اعتراها الاحتمال، كما أن تحريات الشرطة لم تتوصّل لمعلومات تُفيد بضلوع المتهم في الواقعة.
الواقعة الأشبه بأفلام الأكشن سردتها وكيلة المُتهم المحامية إبتسام الصباغ، وقد حدثت في مجمّع تجاري معروف، حين دخلت امرأتان منقّبتان إلى المجمّع وتوجّهتا إلى قسم الهواتف والأجهزة الإلكترونية، حيث طلبت إحداهما من الموظف عرض أحد الهواتف عليها، وأثناء حديثها مع الموظف وإشغاله عن ملاحظة ما يجري، قامت زميلتها بسرقة 5 هواتف آيفون وسماعة “إيربود” ثم توجّهت إلى منطقة المواد الغذائية، وقامت بكسر علب حفظ الهواتف من السرقة، وأخفتهم في طيات ملابسها، واستخدمت باب الطوارئ للخروج من المكان بسرعة.
في تلك الأثناء كان الرجل قادماً بسيارته إلى المجمّع التجاري ليقابل زوجته التي على خلاف معه، وقد حظرت المكالمات معه، حيث كان يعلم أنها تأتي كل يوم جمعة بابنتهما إلى منطقة الألعاب في المجمّع، في محاولة لإصلاح ذات البين، لكنه تفاجأ بامرأة منقّبة تخرج فجأة من باب الطوارئ وتلوح له ثمّ ركبت بجانبه قبل أن يأذن لها، إلا أنها باغتته بادعاء أن ابنها تعرّض للغرق وطلبت توصيلها، فما كان منه إلا أن وافق على سبيل فعل الخير.
وبعد أن تحرّك بها إلى منطقة بعيدة قليلاً عن المجمّع التجاري، طلبت منه إنزالها بجوار أحد المطاعم، حيث كانت تتواصل مع شخص آخر هاتفياً، وعاد الرجل إلى حيث زوجته وابنته إلا أنه لم يجدهما فخرج من المجمّع التجاري وانتهى الأمر عند ذلك.
لكن الرجل تفاجأ بأنه مُتهم في قضية سرقة الهواتف وأنه شريك المرأتين اللتين هرّبت إحداهما الهواتف المسروقة لديها، وتمت إحالته للمحكمة بتهمة أنه سرق مع آخرَين مجهولَين المنقولات المبيّنة بالأوراق، لكن وكيلته المحامية إبتسام الصباغ دفعت ببراءته من التُهمة، وذكرت أن زوجته أفادت في محضر الاستدلالات بأنها على خلاف مع زوجها “المُتهم” وقامت بحظره هاتفياً، لأنها ترغب في الطلاق منه وقد حاول إعادة العلاقة بينهما، مشيرة إلى أنها بالفعل تأتي بابنتهما للمكان المخصّص للألعاب في هذا المجمّع كل يوم جمعة، إلا أنها في تاريخ الواقعة لم تحضر.
وقالت الصباغ إن موكّلها تفاجأ بخروج المتهمة أمامه وإبلاغه بأن ابنها تعرّض للغرق وركبت معه قبل أن يأذن لها وطلبت منه توصيلها، فلم يكن لديه خيار سوى الموافقة والإسراع بالخروج من المكان، وهو ما ظهر في تصوير الكاميرات الأمنية، فضلاً عن خلوّ الأوراق مما يفيد وجود علاقة بين المُتهم ومرتكبة الواقعة أو صديقتها، وكان الأجدر البحث في فواتير شراء صديقتها والتوصل إلى معلوماتها من خلال الحساب البنكي الذي دفعت منه المشتريات الأخرى حيث قامت بشراء بعض الأغراض وخرجت.
وقالت المحكمة في حيثيات حكم البراءة أن القرينة التي أُحيل بها المُتهم للمحكمة قد اعتراها الاحتمال، كما أن تحريات الشرطة لم تتوصّل لمعلومات تفيد بضلوع المُتهم في الواقعة، أو علمه بالنشاط الإجرامي بداخل المجمّع التجاري.