رغم العقوبات.. تنافس لشراء محرك البحث الروسي “ياندكس” بـ 7 مليارات دولار
دخل مجموعة من كبار المليارديرات في روسيا بسباق للحصول على الحصة الأكبر في شركة “ياندكس إن في”، التي تمتلك أحد أبرز محركات البحث في روسيا، وتحيطها انتقادات بشأن لعبها دورًا في الترويج لروايتها الإعلامية حول غزو أوكرانيا.
تحقق الشركة مكاسب رغم الاتهامات التي تحاصرها بشأن الترويج للرواية الروسية في الغزو الأوكراني، ومن المقرر أن يناقش مجلس إدارتها العروض المقدمة لشراء نسبة 51% منها خلال اجتماع في دبي الأسبوع المقبل، وربما لا يتم اتخاذ القرار النهائي بعد هذا الاجتماع.
وذكرت وكالة “بلومبرغ” أن الملياردير الروسي الذي يقع تحت طائلة العقوبات الأميركية، فلاديمير بوتانين، قدم عرضًا لشراء ياندكس ومعه مجموعة من المستثمرين بينهم قطب الأعمال ومالك نادي تشيلسي الإنكليزي السابق، رومان أبراموفيتش، الذي يواجه عقوبات غربية أيضًا، بجانب البنك المملوك للدولة في روسيا “في تي بي”، وربما ينضم إليهم قطب الأعمال الخاضع لعقوبات غربية أيضًا، أليكسي مورداشوف.
بينما عبّر الملياردير الروسي وقطب صناعة الصلب، فيكتور راشنيكوف، بشكل منفصل أنه يرغب في شراء حصة صغيرة في ياندكس.
العرض الثاني مقدم من الملياردير الروسي والرئيس السابق لعملاق النفط الروسي لوك أويل، فاغيت أليكبيروف، ويخضع أيضًا لعقوبات أميركية تستهدف كبار أثرياء روسيا الداعمين لبوتين خلال الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورفض ممثلون عن بوتانين وأليكبيروف، التعليق على الأمر، بحسب بلومبرغ.
ونقلت بلومبرغ، عن ممثل إعلامي للملياردير رومان أبراموفيتش، أنه لم يتفاوض على شراء أي حصة في الشركة، فيما رفض ممثلون عن بنك “في تي بي” ومورداشوف وراشنيكوف التعليق.
“غوغل روسيا”
كشفت الوكالة أن “ياندكس” التي تمتلك محرك بحث يحمل اسمها ومعروف باسم “غوغل روسيا” كونه محرك البحث الأبرز هناك، تلقت عروض شراء بنحو 7 مليارات دولار.
وتسيطر ياندكس حتى الآن على نحو 60% من سوق محركات البحث في روسيا، ما يجعلها عرضة أيضا لضغوط من الكرملين ووضعها تحت رقابة شديدة منذ بدء الحرب.
تعتبر الشركة من أبرز محركات البحث في العالم بعد غوغل وبينغ التابع لشركة مايكروسوفت وبايدو الصيني، ولكن سوقها الأبرز هو في روسيا، حيث تعد من أكبر شركات التكنولوجيا هناك.
بدأت الشركة كمحرك بحث فقط عام عام 1997، ومع تطورها وتوسعها لمجالات تقنية أخرى باتت تعرف باسم “وادي السيليكون في روسيا”.
وتشمل منتجاتها تطبيقات إلكترونية ذكية متعلقة بالطقس والخرائط، بل ووصل الأمر إلى إنتاج سيارات ذاتية القيادة.
وعانت شركة ياندكس منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا بسبب الضغوط التي تمارس عليها سواء من موسكو أو من الدول الغربية، حيث تلعب واجهت انتقادات كبيرة العام الماضي جعلتها توقف عمل خدمة الأخبار بسبب ما وصف بأنها تدافع عن الانتهاكات الروسية ضد حقوق الإنسان في أوكرانيا.
تأتي الاهتمامات من أبرز أثرياء روسيا لشراء ياندكس، في ظل الضغوط التي يمارسها حلفاء أوكرانيا من أجل عزل الأموال الروسية.
وبحسب تقارير، حققت ياندكس رغم تلك الضغوط أرباحا صافية خلال الربع الأول هذا العام، قُدرت بنحو 5.8 مليار روبل (أكثر من 70 مليون دولار).
يذكر أن مؤسس ياندكس، أركادي فولوز، استقال من منصبه كمدير تنفيذي للشركة ولم يعد له حق التصويت خلال قرارات مجلس الإدارة، بعدما أدرج الاتحاد الأوروبي اسمه على قائمة العقوبات في يونيو الماضي بسبب دور شركته في الترويج لمواد وسائل الإعلام الروسية الحكومية حول الغزو.
يعيش فولوز، حاليًا في إسرائيل ويسعى للوصول إلى صفقة للتخلص من حصته في ياندكس.
وبحسب بلومبرغ، يجب أن يصادق الكرملين على أي عملية بيع في الشركة، ما يعني أن اجتماع إدارة الشركة لن يكون قراره أكثر من توصيه يتم رفعها إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.