رمضان شهر التغيير – الوطن

د. أمل الجودر ممارس مرخص لعلم النفس الإيجابي
أكثر ما يؤسفني أن معظم السيدات ربطت الاستعداد لشهر رمضان في استعدادها للأكل فقط، من لف السمبوسة إلى محشي العنب إلى تجهيز وتقطيع اللحم للهريس. لا أنكر أهمية الطعام خاصة بعد صيام جاف لأكثر من 12 ساعة، فلا شك في أن الطعام هو ما يمدنا بالوقود للقيام بواجباتنا تجاه ربنا وأهلنا وأنفسنا.
ولكن ألا يكون لنا نية على عقد العزم بالتغيير والخروج من رمضان ليس بأحدث نسخة منا فقط بل بأفضل نسخة، يعني تضيع فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة، ولا أحد منا يضمن أن يعيش للسنة القادمة.
رمضان شهر التغيير بجدارة، ففيه أنزل القرآن فتغير الحال من الجاهلية إلى الإسلام، وكانت أول آية «اقرأ» فانتقل الحال من الأمية إلى القراءة، وفيه تتغير مواعيد تناول الطعام. وعليه فإن المسلم الفطن من يستثمر هذا الشهر للخروج منه بأفضل حال.
فلا تغرك المسلسلات، فستعاد كلها بعد الشهر، ولا تجذبك العروض التسويقية فترهق ميزانيتك بشراء بضائع لا تحتاجها، ولا تستهويك جلسات كلها غيبة ونميمة. إنه 30 يوماً فقط من 365 يوماً، فاعقد النية على أن يكون رمضان هذا العام أفضل من أي رمضان مضى.
فإن كنت مدخناً فتوقف عن هذه العادة المضرة، وإن كنت خاملاً فتحرك، وإن كنت هاجراً للقرآن فابدأ الوصل مع كتاب الله، وإن كنت قاطعاً للرحم فكن أنت من ضمن خيرهم من يبدأ بالسلام.
الاستعداد لشهر رمضان يبدأ بنية صادقة على التغيير للأفضل وتحديد أهداف تشمل الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية والروحية، ثم العمل على تحقيق هذه الأهداف من خلال إدارة الوقت وتحديد الأولويات والقدرة على قول «لا» لكل المغريات التي تبعده عن تحقيق أهدافه.
ختاماً، أنا أيضاً مؤمنة تماماً بأن كل إنسان قادر على تحقيق ما يريده فعلاً. فكما تقول الحكمة: «إن أردت استطعت». إن أردت فعلاً أمراً ما، فلن تعجز عن إيجاد الوسيلة التي تحقق لك ما تريد. فإن أردت استطعت، فاغتنم هذه الفرصة الذهبية لتفوز بسعادة الدنيا والآخرة.