أكدت الصيدلانية وعضو جمعية أصدقاء الصحة رهف معن المستريحي أن الأمعاء تلعب دوراً يتجاوز وظيفتها الهضمية، إذ تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، مشيرة إلى أن العلاقة بين الأمعاء والمزاج أصبحت محوراً للعديد من الدراسات الحديثة.

وأوضحت أن البكتيريا النافعة التي تعيش في الأمعاء، أو ما يُعرف بالبروبيوتك، تساهم ليس فقط في تحسين الهضم، بل أيضاً في إنتاج نواقل عصبية تؤثر على الدماغ والمزاج، ما يبرر تسمية الأمعاء بـ«الدماغ الثاني».

وأضافت رهف المستريحي أن خلل توازن هذه البكتيريا قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، ويرتبط كذلك بضعف الجهاز المناعي، مشيرة إلى أن نحو 90% من هرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة يُنتج في الأمعاء، مما يسلّط الضوء على أهمية العناية بصحة الجهاز الهضمي.

ونبّهت إلى أن أعراض نقص البكتيريا النافعة قد تشمل الانتفاخ، اضطرابات النوم، والتعب المستمر، مؤكدة أن الحفاظ على توازن الأمعاء يعد خطوة مهمة نحو تحسين المزاج وجودة الحياة.

وأشارت إلى أنه يمكن الحفاظ على توازن البكتيريا النافعة من خلال اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضراوات، التي تهيئ بيئة مناسبة لنمو البروبيوتك. كما تُعدّ الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، المخللات، والأجبان القديمة مصادر طبيعية لهذه البكتيريا.

وبيّنت أن مكملات غذائية تحتوي على البروبيوتك تتوفر كذلك في الصيدليات، وتُعتبر خياراً فعالاً لدعم صحة الأمعاء وتحسين الصحة النفسية، بما في ذلك تقليل فرص الإصابة بالقلق والتوتر.

وختمت رهف المستريحي تصريحها قائلة: «قد يكون مفتاح التوازن النفسي ليس بعيداً كما نظن، بل في أمعائنا.

الاهتمام بصحة الجهاز الهضمي قد يكون خطوة حاسمة نحو تحسين جودة الحياة النفسية والذهنية، وهو ما تؤكده أبحاث العلم الحديث، وتدعمه الأدلة الطبية».

شاركها.